تكريم المجاهد عبد الرحمان اليوسفي بنكهة رياضية : كرة القدم في قلب النضال الوطني

عبد السلام المساوي

1 – تذكير
أثناء البحث عنه لاعتقاله، التجأ اليوسفي إلى منزل شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي، قبل أن يغادره، وظل يتنقل بين مدينتي آسفي ومراكش لمواصلة عمله النضالي، وذلك قبل أن يستقر بمدينة الدار البيضاء ليوجه في السر خلايا المقاومة وخلايا العمل النقابي، خاصة بحي «كوزيمار» الصناعي بالحي المحمدي بالدار البيضاء سنة 1949، وأيضا ليؤسس لمدرسة الاتحاد الحرة، التي كانت واحدة من المدارس التي أسسها الوطنيون المغاربة لمواجهة التعليم النظامي الفرنسي، وكان منهج التدريس في تلك المدارس الحرة مسايرا للتطورات العلمية والتربوية والتعليمية في العالم حينذاك، مما جعل أمر تحويلها إلى مدارس حكومية نظامية بعد الاستقلال يسيرا ومنتجا، وقد كان اليوسفي مع رفاقه في حزب الاستقلال آنذاك، مثل الفقيه البصري والمهدي بنبركة وعلال الفاسي وأحمد بلافريج، من مهندسي هذا الاختيار الذكي، وهو الاختيار الذي تكامل مع اختيار وطني آخر، يتمثل في تأسيس العصبة الوطنية لكرة القدم، التي تضم فرق الأحياء، وهي النواة الأولى للبطولة الوطنية، ضدا عن البطولة الفرنسية، ووضعوا لها قانونها التنظيمي بما يتوافق وقوانين الفيفا، وفي هذا السياق تأسست فرق خالدة مثل فريقي الوداد والرجاء البيضاويين، وكذا فريق الاتحاد البيضاوي لكرة القدم الذي يعود تأسيسه إلى سنة 1950 على يد عبد الرحمان اليوسفي نفسه، دون أن ننسى فريق مولودية بوطويل بالمدينة القديمة بالدار البيضاء الذي أسسه الشهيد الزرقطوني، زعيم المقاومة الوطنية .

2 – وجدة ؛ اليوسفي ونداء الوحدة

يوم الجمعة 7 دجنبر 2018، بمسرح محمد السادس بوجدة، كان يوما ليس عاديا، ليس كسائر الأيام…كان يوما عظيما، سيكون له ما بعده، كان يوما تاريخيا، مغاربيا، حيث نظم الاتحاد الاشتراكي برئاسة الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر مهرجانا تاريخيا، استحضر الماضي المشترك لمواجهة المصير المشترك وبناء المستقبل…
يوم 7 دجنبر، حدث كبير وعظيم، حضور القائد التاريخي المجاهد عبد الرحمان اليوسفي إلى وجدة، وللمكان رمزيته، فوجدة عاصمة مغاربية بحكم الجغرافيا والتاريخ …
يوم 7 دجنبر، عبد الرحمان اليوسفي أطلق نداء تاريخيا للمصالحة مع الجزائر في مهرجان بعنوان ( المغرب والجزائر قاطرة بناء المستقبل المغاربي )، مهرجان، الهدف منه طي الخلافات، وفتح صفحة جديدة أساسها العلاقات القوية بين الشعبين ؛ المغربي والجزائري، انسجاما مع الدعوة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس للجزائر من أجل التطبيع الحقيقي للعلاقات، بدءا بفتح الحدود المغلقة في وجه الشعبين الشقيقين …
الاتحاد الاشتراكي، مرة أخرى، في موعد مع التاريخ، مع البناء … حزب المبادرات الكبرى … حزب حاضر في المحطات المفصلية من تاريخ بلادنا … يصنع التاريخ ولا ينتظر متفرجا.
عبد الرحمان اليوسفي وطني … فالسلام عليه يوم ولد وطنيا …والسلام عليه يوم يموت وطنيا …والسلام عليه يوم يبعث وطنيا…
عبد الرحمان اليوسفي في وجدة لخدمة قضية كبرى، قضية وطنية ومغاربية….عبد الرحمان اليوسفي قائد كبير، والكبار لاينشغلون إلا بالقضايا الكبرى، بالقضايا المصيرية…لا تستنزفهم صغار الأمور …مصلحة الوطن أولا ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم…..وتعظم في عين الصغير صغارها …وتصغر في عين العظيم العظائم ).

3 – تكريم المجاهد عبد الرحمان اليوسفي بنكهة رياضية

ويوم 18 نوفمبر 2019، وللتاريخ، وللزمان، رمزيته، قدسيته، رسائله ودروسه؛ عيد الاستقلال بكل أبعاده ودلالاته… وبالملعب الشرفي بوجدة؛ وللمكان رمزيته ومعانيه؛ إنها وجدة، عاصمة مغاربية بامتياز، وجدة التاريخ، وجدة الوطن والوطنية …والمناسبة لها أكثر من معنى؛ نهائي كأس العرش؛ منافسة بين فريق أحبتنا أهل سوس الأشاوس والوطنيين وبين فريق حي أسطوري؛ الحي المحمدي؛ فريق الاتحاد البيضاوي بمجده التاريخي ورصيده الوطني …وفاز الطاس ولم ينهزم سوس …وانتصر المغرب …
ومرة أخرى يكرم المجاهد عبد الرحمان اليوسفي؛ فبعد التكريم الملكي لمرات تاريخية؛ استثنائية بأبعاد إنسانية للمجاهد عبد الرحمان اليوسفي، يأتي التكريم الرياضي من طرف فرقة وطنية مناضلة، إنها فرقة الاتحاد البيضاوي …

الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 20/11/2019