ثورة الملك والشعب..روح دائمة

محمد الشاوي

يحتفي المغاربة بذكرى ثورة الملك والشعب التي تصادف يوم 20 غشت من كل سنة، لما تحل الذكرى التي تعتبر الحدث الأبرز في كفاح المغرب من أجل الانعتاق ولمس نسائم الحرية وطرد المستعمر من أراضيه. وهي مناسبة تاريخية ذات قيمة اعتبارية كبيرة بما تحمله من دلالات نضالية قوية كانت فيها الريادة البطولية للملك محمد الخامس، جد العاهل المغربي محمد السادس وأب العاهل الراحل باني المغرب الحديث الحسن الثاني ، أجل هي لحظة تاريخية كبرى ومفصلية، لحظة يثبت فيها المغرب طاقته العالية في صناعة المستقبل والتجاوب مع المنعطفات التاريخية الكبرى، بحكمة وتبصر وشجاعة. لذا يشعر المناضل(ة)  في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قيادة وقواعد، بفخر، إذ يجد نفسه، وتاريخ نضاله وأفق انتظاراته ، وبلا أدنى تردد أو تحفظ، يجدون أنفسهم بالفعل بشكل كامل في منطوق وفي معنى ثورة الملك والشعب . وإذا كانت ثورة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وشعبه قد قادت البلاد إلى الحرية، ما الدافع إلى هذا الحماس؟ لأن قادة الاتحاد ساهموا فعليا في الميدان كما أن الاسم من وحي هؤلاء القادة . لعل أهم قرارات المجلس الوطني للمقاومة يوم نفي الملك الراحل محمد الخامس رحمه الله إلى كورسيكا ومن هناك إلى مدغشقر، قرار تخليد ذكرى 20 غشت 1953 ، ولما تقرر اقتراح إطلاق يوم المقاومة على هذه الذكرى ، وفد تكون من الفقيه محمد البصري والمجاهد عبد الرحمان اليوسفي والدكتور عبد اللطيف بنجلون والدكتور عبد الكريم الخطيب والمقاوم حسن الأعرج ، هذا الوفد التقى أب المقاومة المغفور له محمد الخامس وتم اخباره بالاقتراح غير أن جلالته طلب البحث عن بديل يتناسب مع الذكرى. لحظتها اقترح الدكتور عبد اللطيف بنجلون على جلالة الملك إطلاق « ثورة الملك والشعب « على هذه المناسبة . فبارك الملك الاقتراح . أقيم أول احتفال بثورة الملك والشعب بالمشور بالرباط مكان طعن علال بن عبد الله دمية الاستعمار محمد بن عرفة، حفل كان برئاسة المغفور له محمد الخامس، وألقى آنذاك الكلمة باسم المجلس الوطني للمقاومة الفقيه محمد البصري، ليظل الشعب المغربي يحتفل بهذه الذكرى الغالية إلى يومنا هذا بل أكثر من ذلك تم اتخاذه كيوم عيد وعطلة بل احتفاء برجال المقاومة وعلى رأسهم أب المقاومة، احتفاء برجال ونساء اليوم والغد وفي مقدمتهم رئيس الدولة جلالة الملك باني وحامي المغرب الحديث .
أجل إن ثورة محمد السادس وشعبه اليوم تقودنا إلى المجتمع الديمقراطي، وتقودنا، إلى تحقيق الشروط الفعلية، الثابتة للحداثة السياسية بكل معانيها وتذكي روح ثورة الملك والشعب. ولا شك أن الشعب المغربي يلتقط هذه اللحظة ويدرك معناها، هو الذي طالب دوما بإصلاحات شاملة وعميقة .
والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي سبق أن عبر عن كل هذه المطالب في بياناته، سواء في المؤتمرات أو عبر برلمان الحزب ، يشعر أنه معبأ بكامل الثقة والحماس لخدمة الأهداف النبيلة ، والمساهمة في تفعيل الإصلاح المجتمعي الكبير.
ويوم 20 غشت من كل سنة ، يحيي الشعب المغربي هذه الذكرى المجيدة والمغرب في بيته الطبيعي، الاتحاد الإفريقي، عضو فعال في تنفيذ وتنزيل القرارات التي تتخذ وسطه والتي تهدف إلى إحتلال إفريقيا المكانة اللائقة بها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا،لأن إفريقيا غنية بمواردها الطبيعية والبشرية، حيث حان الأوان لتعتمد إفريقيا والى جانبها المغرب على نفسيهما ، وبهذا العمل التضامني والمتواصل ستحقق التنمية والتقدم المشترك الذي يتطلع إليه كل فرد من المجتمع الإفريقي .
حاضرا ، يعيش الشعب المغربي عهدا جديدا بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يسير بشعبه نحو مدارج التقدم والحداثة والديموقراطية، مواصلا مسيرة الجهاد الأكبر وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية وتحصين الانتقال الديمقراطي والإسراع به قدما، وترسيخ مبادئ المواطنة الملتزمة وبناء اقتصاد عصري منتج ومتضامن وتنافسي وتعزيز مكانة المغرب كقطب جهوي وفاعل دولي ، وإذكاء إشعاعه الحضاري كبلد للسلام والقيم الإنسانية الفضلى.
على الصعيد الوطني مع حلول ذكرى 20 غشت : عيد ثورة الملك والشعب الذي اقترحه المناضل ،المقاوم ،السياسي ، الطبيب، البرلماني ، رئيس جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفرنسا، رياضي مسير فريق الوداد البيضاوي 1945 \ 1948 ، مشرفا على جهاز حزب الاستقلال بطنجة خلفا للفقيد علال الفاسي ، سفيرا ببون ألمانيا ،عاملا بطنجة ، وعين سفيرا بباريس وانسحب ، من مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، عضو اللجنة الادارية للحزب 1972، مساهم فعال في المؤتمر الوطني الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 1975، عضو المكتب السياسي للحزب ، رئيس الفريق الاتحادي بمجلس النواب 1963-1964، منسق أول ملتمس للرقابة بالمغرب 1964 لقب آنذاك بلقب : برج النور، هذا باختصار شديد الفقيد الدكتور عبد اللطيف بن جلون مقترح « ثورة الملك والشعب « الذي وافته المنية، كما شاءت الأقدار، في غشت 1992.
إن الذكرى التي نحييها ، هي بمثابة ملحمة وطنية شعبية ملكية دائمة وخالدة، بطلها ملك مجاهد ومضح بعرشه المجيد إلى جانب عائلته الملكية ، وشعب مناضل من أجل استقلال المغرب وعودة ملكه الشرعي محمد الخامس طيب الله ثراه . اليوم مقبلون على الذكرى والمغرب بقيادة رئيس الدولة محمد السادس سائرون ، منطلقون ، مبدعون، ومن خلال خطابات جلالة الملك الاستشرافية وتعليماته يسير بسرعة تفوق سرعة المنفذين وثبت ذلك من قبل وخاصة خلال فترة جائحة كورونا .
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مقتنع بروح ثورة الملك والشعب والمغرب مقبل على الاستحقاقات الانتخابية وروح 20 غشت تناهض جميع أنواع التدليس والتضليل والتزوير والتزييف ، روح ثورة الملك والشعب ترنو إلى إصلاح البلاد وأحوال العباد ، ترمي إلى تحقيق تنمية شاملة وتصبو إلى جرأة في اتخاذ القرارات وفي حاجة إلى نساء و رجال أكفاء ذوي كفاءات : شهادات ومؤهلات عملية قادرة على تصريف العمل، تراعي الكفاءة والتكافؤ بأقل التكاليف ووطنية قادرة على تحقيق المطلوب وتذليل الصعاب .

الكاتب : محمد الشاوي - بتاريخ : 12/08/2020