جاك لونغ بمناسبة الذكرى التلاثون على افتتاح معهد العالم العربي بباريس

يوسف لهلالي

سوف أعمل في الوقت الذي تبقى لي إلى إعطاء قوة لما نقوم بانجازه

 

احتفل معهد العالم العربي بباريس في نهاية هذا الاسبوع بالذكرى الثلاثين لافتتاحه الرسمي عام 1987وذلك عبر برمجة غنية بالأفكار والأحداث وكان يوم 29 يوما مشهوداً رأينا فيه مشربيات المعهد الشهيرة على واجهته، تنفتح وتنغلق حسب حركة الشمس، بعد أن تعطلت سنوات عن العمل.
ومنذ منذ «افتتاحه صار معهد العالم العربي في باريس مكاناً فريداً، يكتشف فيه الجمهور، يوماً بعد يوم، هذا الجزء من العالم ، يراه ويسمعه ويفهمه ويكتشف الجسور الممتدة أكثر فأكثر بين الشرق والغرب» وقد كان للمغرب وحضارته مكانا خاصة من خلال معارض متعددة ابرزت مختلف الجوانب الفنية،التاريخية والثقافية التي يتمتع بها اليوم.
جاك لونغ منذ ان تولى مسؤولية استمر في سياسة تجديد المعهد دون توقف كي يفرض نفسه مكاناً لا غنى عنه للتعرف على العالم العربي في حضارته المزدهرة وثقافته الحية، ليتحول، خلال ثلاثين عاماً، إلى واحد من أكثر المؤسسات الثقافية نشاطاً لا في العاصمة الفرنسية فقط بل في العالم العربي نفسه، واضعاً نفسه في قلب حياته الثقافية.جاك لونغ يتحدث للاتحاد الاشتراكي في هذا اللقاء ان الصبغة الموسيقية المغربية لهذا الحفل وعن اماله في استمرار المعهد كفضاء لنشر ثقافة الحوار والتسامح ما بين ضفتي المتوسط.

 

جاك لونغ مرت 30 سنة على افتتاح معهد العالم العربي، وشاءت الصدف ان تكون المشرف على البناء في عهد الرئيس الراحل فرنسوا ميتران الذي كلفك بالمشاريع الكبرى كوزير لثقافة انذاك، اليوم تترأس الاشراف عليها، ما هو شعورك اليوم بهذه المسؤولية؟

شاءت الفرصة السعيدة ان اكون ان المسؤول على البناء الى جانب فرنسوا ميتران،وكان ذلك بمثابة شيء خارق بالنسبة لي،كنت باني هذه المؤسسة عندما كنت وزيرا لثقافة لرئيس فرنسوا ميتران، وكانت لي مسؤولية تحقيق المشاريع الكبرى،وقد اعطيت مسؤولية تحقيقها الى معماري شاب وهو جون نوفييل انذاك من اجل تحقيق هذا المشروع واليوم انا على رأس هذه المؤسسة، ومهمتي مند وصولي اليها هي تجديدها، وتنشيطها واعطائها نفسا جديدا.

هل هذه المؤسسات شاخت في اعتقادك؟

مثل اي مؤسسة لها فترات الضعف، الشك وفترات الصراع،وكان الحظ منذ قدومي الى اعطاء نفس جديد لهذه المؤسسة،وإعطاء دفعة قوية لكل الفرق العاملة وذلك من خلال برمجة قوية، خاصة من خلال انشطة قوية مثل معرض «قطار الشرق السريع»، «الحج الى مكة»، و»المغرب المعاصر» الذي مكن من اكتشاف هذا الفن الاستثنائي والمزدهر الى عشرات الالاف من الزوار.

اليوم نحتفي بافتتاح هذا المعهد من طرف الرئيس فرنسوا ميتران منذ تلاثين سنة ، الحدث المهم بالنسبة لنا هي المشربيات التي تغطي واجهة المعهد والتي كانت تنفتح وتنغلق حسب ضوء الشمس والتي توقفت عن العمل منذ 28 سنة ليعود اليهما النور اليوم.

ورفقة اصدقاء يعملون بايبازا والذين جاؤوا لمرافقتنا في هذا الافتتاح بالموسيقى، وسيكون في هذا الحفل فرق من الموسيقى الالكترونية من المغرب، سوف تواكبنا في هذا الحفل فرق موسيقية الكترونية من المغرب، خاصة فريق «موروكو لوكو» والمعروف في موسيقى انديركراون بالمغرب والذي جلب الى المغرب اكبر الفرق الموسيقية للعب بالمغرب وكذلك «امين كا» الذي من الرباط الى باريس عبر سيدني مرورا بوكوالا لانبور خلق مزيجا صوتيا وتمكن من صنيع خليط استتنائي،ويونس الذي هو وراء صعود كل «دي دجي» انديركراوند بالمغرب.والذي التقيته في حفل للموسيقى الالكترونية بمراكش. وذلك في حفل موسيقي كبير تحت اسم وازيس.
وسنحتفل بالموسيقى والانوار هذا الانبعاث لمعهد العالم العربي بباريس.

منذ توليكم مسؤوليتكم على راس هذه المؤسسة اخذ المغرب مكانته الحقيقية في فضاء المعهد من خلال عدة عروض اهمها «المغرب المعاصر»، ما هو سر هذه العلاقة؟

هو اعتراف بحقيقة هذا البلد هو بلد ينبض بالحياة، وبلد مبدع، وهو بلد يعطي حرية التعبير لكل المبدعين والفنانين، والذين يساندهم ويدعمهم جلالة الملك محمد السادس، بالنسبة لي ولنا جميعا، فان المغرب مفتاح العالم العربي الذي يحلم به كل واحد، ان يكون حيا ، منفتحا، ومتسامحا والمغرب هو مثال في ذلك.

عبرتم عن رغبتكم الى تحويل المعهد الى فضاء للحوار والتسامح،هل ذلك بفعل تخوف من غياب حوار الحضارات، غياب التواصل بين فرنسا والعالم العربي في ظل الظروف الخاصة التي تعرفها المنطقة؟

الحقيقة هو انه هناك التطرف هنا وهناك، باوربا او ببعض البلدان، ونريد وبطريقتنا ان نستمر في مواجهة اللاتسامح،والتطرف والعنف. الثقافة، المعرفة والعلم هي جواب على هذا العنف،وانا متاكذ لو تمكنا من اعطاء المعرفة والعالم لكل الشباب، اليوم يمكننا ان ننتهي من هذا العنف.

ما هي الاهداف المستقبلية التي وضعتم للمعهد بعد ان انهيتم سياسة تجديدي بنيات المؤسسة فيما يخص البرمجة على الخصوص؟

طبعا سنعمل على تقوية ما قمنا به في السنوات الاخيرة، حاليا هناك معرض مهم حول مسيحيو  الشرق، وهو حدث كبير وقوي، وسوف نعطي ورقة بيضاء للكاتب الفرنسي المغربي الطاهر بنجلون، وهناك تظاهرات اخرى في الاعداد سواء في الموسيقى، الرقص والمسرح. وهناك لقاءات متعددة حول الكتاب في التاريخ والادب، مؤسستنا خلية نحل تتحرك باستمرار.

قلتم خلية نحل تتحرك باستمرار،لكن هذه المؤسسة كانت مهددة في السنوات الاخيرة، هل في نظركم تجاوزت الازمة لتصبح احد المؤسسات الثقافية الاساسية بباريس ام انها دائما مهددة؟

اتمنى ان ما نقوم به اليوم سوف يبقى دائما، وان يستمر الزخم الذي حققناه،اعتقد انه عندما تقوم بخلق حركة وأمل لن يكون من السهل الرجوع الى الوراء. وسوف اعمل في الوقت الذي تبقى لي الى اعطاء قوة لما نقوم بانجازه، وأتمنى ان نحقق اشياء احسن في المستقبل.

الكاتب : يوسف لهلالي - بتاريخ : 09/10/2017