حكومة الاحتلال تستخف بالمواقف الدولية
بقلم : سري القدوة
لقد باتت طبيعة المشهد السياسي بالمنطقة وخاصة على الصعيد الفلسطيني بعد تشكيل حكومة صفقة القرن الأمريكية تشهد وتمر بظروف صعبة للغاية وحرجة كون الأراضي الفلسطينية تشهد تهورا وتدهورا في الأوضاع القائمة بما في ذلك القدس الشرقية جراء السياسات والممارسات غير القانونية المتواصلة من قبل حكومة الاحتلال كونها تمارس التصعيد وتعمل على تنفيذ مخطط الضم للأراضي الفلسطينية والتي تهدد بتدمير حل الدولتين على حدود ما قبل عام 1967 وهي تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والمعاناة الإنسانية الهائلة للشعب الفلسطيني بما في ذلك المزيد من التشريد القسري لأهلنا من منازلهم وأراضيهم .
باتت سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي في حكومته العدوانية تشكل خطر كبيرا ليس على الشعب الفلسطيني فحسب بل على العالم بأسره كونه لا يعترف بالإجراءات والقرارات الدولية ومحاربته للقانون الدولي وتهجمه بشكل وقح وهجومه على المحكمة الجنائية الدولية ومحاربته لها وتطاوله عليها دون وجه حق واختراعه الاتهامات الباطلة والأكاذيب التي يحاول تسويقها للتأثير على إجراءات وتدابير المحكمة الجارية باتجاه فتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال ومستوطنيه ومن أجل التأثير على الرأي الدولي وإثارة الفتن والنزاعات العنصرية بين الدول .
وفي ضوء ذلك، لا بد من مضاعفة جهود العمل الدبلوماسي الفلسطيني وبذل كل الطاقات الممكنة من أجل إيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى المحافل الدولية والأوروبية، وهذا يتطلب اختيار الكفاءات في هذا المجال من إعلاميين ودبلوماسيين على قدر هذه المهمة الدقيقة والحساسة والتي تتطلب إمكانيات عقلية وذهنية وإعلامية وسياسية عالية وإدراك المفهوم الوطني الفلسطيني وخاصة للعاميين في التمثيل الخارجي للشعب الفلسطيني ومما لا شك فيه أن الدبلوماسية الفلسطينية حققت العديد من الإنجازات الهامة على هذا الصعيد في إيصال رسائل فلسطينية مهمة وخاصة على المستوى الأوربي والعربي، ولعل تلك الاعترافات البرلمانية في بعض الدول الأوروبية تركت آثارا واضحة لتسجيل اختراق هو الأول من نوعه للاعتراف بالدولة الفلسطينية .
وفي هذا المجال، نقدر عاليا تلك المواقف المشرفة والشجاعة للمملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني والداعية إلى توحيد الجهود العربية والدولية من أجل مساندة حقوق الشعب الفلسطيني ودعم موقفه وتوجهاته السياسية في جميع المحافل الدولية في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها شعبنا وما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات ومخططات أميريكة إسرائيلية هادفة إلى تنفيذ مخططات ضم الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان الإسرائيلي وسرقة ما تبقى من اراضي الدولة الفلسطينية .
إن استخفاف نتنياهو واستهتاره بالإجماع والتوافق الدولي تجاه رفض اي عمليات لضم الضفة الغربية يتطلب موقفا دوليا حازما لإجبار دولة الاحتلال التراجع عن تهديداتها من خلال التلويح بجملة عقوبات رادعة في وجها ومن هنا تأتي اهمية تواصل العمل السياسي والدبلوماسي والقانوني لحشد أوسع إدانات دولية ووضع استراتجية للتحرك على مستوى جميع الأطراف الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها والتواصل لصياغة استراتيجية دولية مع كافة وزارات خارجية الدول كافة وخاصة دول الاتحاد الأوربي وإطراف الرباعية الدولية ووضعهم في صورة ما يجرى من مؤامرات وشرح مخاطر وأبعاد وتداعيات إقدام دولة الاحتلال على خطوة الضم وتأثيراتها الكارثية على فرص تحقيق السلام وأهمية التحرك الدولي العاجل لإجبار سلطات الاحتلال التراجع عن تنفيذ هذه الخطوة قبل الانفجار الكامل الذي سيحرق الارض من تحت اقدام الجميع .
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
الكاتب : بقلم : سري القدوة - بتاريخ : 22/05/2020