زلزال الحوز وأسئلة محرجة حول الطفولة

محمد قمار

زلزال الحوز لم يكن مجرد هزة أرضية خلفت مآس وخسائر في الأرواح والبنيات التحتية والدور، وكما فجر العيون من بين الصخور وأنعش الأودية، فجر أيضا أسئلة جديدة من شغاف القلب وانكسار الروح، وأجرى سيل تساؤلات عميقة من ذوات محرجة بالواقع المر حول التنمية المجالية وآثار العزلة، وحتمية فكها كضرورة تنموية إنسانية.
وفي هذا السياق، تساءلت والألم يعصرني: هل خدمات الطفولة غير التعليم بمفهومها النمطي تصل لأطفال هذه الدواوير المعزولة في قمم الجبال وسفوحها ؟
فهل نستحضر، ونحن ننظر لدور شباب حداثية جديدة تتجاوب وتطلعات الطفولة، معماريا وبشريا ومنهجيا، هذه الشريحة من الأطفال الذين ليس لهم بعد المدرسة غير المسيد لحفظ القرآن الكريم؟
أفكر في الأمر، على وزارة الشباب والثقافة والتواصل، أطرا وقيادة، أن تفكر معي في ما تم إنتاجه من تشخيص جدي لواقع طفولي كان مهمشا وينفلت من أصابع الحبر والتخطيط والتنفيذ، لأننا كمجتمع مدني لم نطرح الأسئلة الحقيقية المرتبطة بالتنمية، كان جلنا يخطط في حدود «كليشيات» نمطية حضرية أو شبه حضرية.
فطفولة المناطق المنكوبة أحرجتنا اليوم، وجلها لا يستفيد من المخيمات الصيفية، ولا من دور الشباب، وبالتالي لا تصلها خدمات وزارة بنسعيد، ولأنني لا أبرئ نفسي من المسؤولية في الإهمال وغياب التصور الشامل كتربوي على مدى سنوات، أريد نحن والوزارة أن نجلس عاجلا ونطرح، بشجاعة، الأسئلة المرة والعاجلة والمحرجة المرتبطة بالوضع الطفولي الذي عراه وكشفه زلزال الحوز…
كيف لقطاع الشباب والمجتمع المدني التربوي أن يكون هناك، بجانب هذه الطفولة المهمشة…؟
أسئلة تفترض دفاتر تحملات جديدة للمخيمات تحدد نسبة استفادة هذه الطفولة قانونيا من كل مخيم، وتصورات مبدعة جديدة ومبتكرة لدور شباب من جيل ثان متنقلة بين الدواوير تقدم خدمات تربوية في المناطق النائية.
هي مجرد اقتراحات وردية حتى تكتمل الصورة بمبادرة الوزير المهدي بنسعيد لفتح نقاش موسع حول الأسئلة الجديدة يعقبه توصيات يتم أجرأتها في شكل قوانين جديدة أو جيل جديد من الشراكات تستحضر طفل الجبل وانتظاراته، وهذا هو التحدي الحقيقي للمجتمع المدني في التنمية المجالية والنوعية…
فمن يقبل التحدي !؟

الكاتب : محمد قمار - بتاريخ : 21/09/2023

التعليقات مغلقة.