سلمتم أخاكم !!!

عبد السلام المساوي
كل التضامن مع سعد الدين العثماني، مؤلم حقا ما تعرض له سعد الدين العثماني، العثماني كان ضحية تجييش إخوانه، ضحية تجييش بنكيران لما تبقى معه في حزب العدالة والتنمية من فلول…
العثماني، كان ضحية تحريض ” إخوانه ” ممن اشترك معهم الطريق لأربعين سنة الذين تركوه عاريا تثخنه جراح التخوين والتحقير والتشكيك …
العثماني كان ضحية خطاب الحقد الدفين والكراهية المزمنة الذي يسكن عبد الإله بنكيران وصاحباه الأزمي وبوانو وما تبقى في سفينةا لبيجيدي التي أغرقها بنكيران …كبار القادة المؤسسين للعدالة والتنمية، وعلى رأسهم العثماني، قاطعوا المؤتمر الأخير للبيجيدي وتركوا بنكيران يلغو ويتيه !
كل التضامن مع سعد الدين العثماني
” كلمة حق بخصوص ما وقع للدكتور العثماني مع طلبة الراديكالية الخرقاء. كان عليهم أن ينظروا إلى ما في حضوره من شهامة وعلو نفس.وينظروا إلى سيرته كرئيس حكومة لم يمل إلى السهل من الامتيازات وينقطع للانتظار، بل فضل العودة إلى عمله وهو تقدير كبير للعمل المنتج . وكان الأولى إن يستمعوا لرجل يحق للمغاربة السياسيين أن يروا في ممارسته لمهنته بعد أداء العمل الحكومي فرصة لإعادة الاعتبار للسياسة والفعل السياسي النبيل من هذا المنظور ..وأني من الناس الذين يعتقدون أن ما يرفع السياسة إلى مرتبه نبلها هو أن يغادر كبار المسؤولين مناصبهم كما دخلوها…وهذا ما يعيد الثقة…للأسف…الحمقى يفضلون قتل أشياء نادرة صامتة ومتكتمة وعفيفة ويفضلون ..النافخ وجيلالته!
لنفهم ما جرى في كلية تطوان ؛ نسف ندوة كان سيؤطرها العثماني من طرف فصيل ” النهش الديموقراطي” !!!
القواسم المشتركة بين نزعة خرافية باهتة ظلامية ونزعة يسارية عدمية، القواسم المشتركة بين هاتين النزعتين افتقادهما لروح الانتماء إلى الوطن، وهول فقدان الثقة العدمي في المؤسسات، ومحاولة الهروب إلى الأمام من خلال الاختباء وراء نزعة ثورية منفصلة عن الجماهير الشعبية التي يتوهمون التحدث باسمها …
ولأجل الوقوف على التناقض بين الشعار والتطبيق؛ عندما يعجز اليسار العدمي عن لم الجموع حوله، وعندما يقتنع أن العنوسة الجماهيرية ضربته في مقتل، يلجأ لعشاق الزيجات المتعددة أي للتيار الديني الظلامي المتطرف لكي يخرج له آلاف من الناس في الشوارع لئلا تبدو المظاهرات صغيرة وغير قادرة على قيام جماهيري، وغير متمكن من عنفوان ودليل عافية حقيقي في الشارع ..
ما عاد أحد يجادل في أن اليسار العدمي غارق في خطابات التمجيد النابعة حكما من الحاجة المستديمة ” للصنمية الثورية “-
– اليسار العدمي تخلى عن القيم اليسارية الكونية، والنضال من أجل مجتمع ديموقراطي حداثي … يسار عدمي تجاهل، عن سبق إصرار وترصد، الخصم والعدو الحقيقي للديموقراطية والحداثة ….
– يسار عدمي متضخم الزعامات على الفراغ …وبنرجسية مرضية يتوهم امتلاك الحقيقة….
منذ بداية البدايات، منذ السبعينيات وفي الجامعة، الذين ركبوا الغلو والتطرف وتموقعوا في الأقصى البعيد للاتحاد الاشتراكي، تحولوا مع الزمن إلى أقصى اليمين ( سبحان مبدل الأحوال ) …
– وهم كطلبة ( ثوار ) قرصنوا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ووجهوا له الضربة القاضية فلم تقم له قائمة ….
لقد تبين أن اليسار المشتت والموزع على دكاكين بزعامات واهمة ، والذي أنشأ ( بدائل ) ووحد ( البدائل ) في ( بديل ) على أقصى يسار الاتحاد الاشتراكي، سلوكا وممارسة، غير معني بالتحديث، وأنه تخلى عن القيم اليسارية الكونية ….تخلى عن الإنسان …وأنه يبني إمبراطوريات النضال الوهمية في دواخل استيهاماته ..لا هو متمكن من أدوات تطبيق شعارات يرددها وتنزيلها على أرض الواقع، ولا هو ممتلك ناصية الحديث مع الشعب الذي يتحدث باسمه ليل نهار رغم أن هذا الشعب لا يعرفه !!!
مرت تحت الجسور سيول، ولم يعد وفيا للفكرة اليسارية إلا الاتحاد الاشتراكي الذي ظل على الإيمان المبدئي الأول المبني على الانتماء للإنسان، العاشق للحرية والديموقراطية والحداثة، المتمثل لها فعلا لا قولا وشعارا فقط ….
الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 11/06/2025