سنة أخرى بنفس الآمال في انتظار تحقيقها

الطيب الشكري

تمضي سنة أخرى ويمضي معها العمر، نودع عاما، ونتسقبل آخر، والأمل متجدد في أن يكون أفضل من ما مضى، 2023 لم تكن سنة عادية، بل كانت سنة دموية مليئة بالأحداث والوقائع، فقدنا فيها آلاف الأشخاص بين زلزال الحوز وجرائم الصهيونية في فلسطين المحتلة، كانت سنة التتويج بإعلان منح المغرب شرف تنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم سنة 2030 مناصفة بين إسبانيا والبرتغال، كانت أيضا سنة الاعتقالات وسقوط رؤوس كبيرة في مجال المال والسياسة والأمن اختارت طريق الاتجار الدولي في المخدرات بكافة أصنافها عبر شبكة كبيرة تجاوزت الحدود، يدفعها حبها للمال والسلطة إلى التحالف مع الشيطان ضد الوطن. كانت أيضا سنة أبان فيها المغاربة بكل أطيافهم وأوضاعهم الإجتماعية عن نبلهم وانتمائهم لهذا الوطن  بعنوان كبير رسمته قوافل التضامن مع إخواننا ضحايا الزلزال التي تم تسييرها من مختلف مدن المغرب ومن خارجه حيث كانت الجالية المغربية في أوروبا حاضرة كما كانت دائما، سنة الإنجازات التي حققتها قواتنا المسلحة الملكية المرابطة في صحرائنا العزيزة عبر عمليات نوعية استهدفت أعدادا كبيرة من مرتزقة البوليساريو، ومنهم قيادات كبيرة في التنظيم الإرهابي في تناغم تام مع ما حققته الدبلوماسية المغربية لصالح قضية وحدة المغرب الترابية، واستمرار الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي، هي كذلك سنة الزيادات وضرب القدرة الشرائية للطبقات الفقيرة والمتوسطة، سنة الإضرابات التي نفذتها الشغيلة التعليمية وضياع ساعات طويلة من الدراسة، سنة تلقي المواطن لأولى دفعات الدعم المالي المباشر، سنة أخرى من الجفاف وقلة التساقطات المطرية وتداعياتها على الفلاح المغربي.
مرت سنة بسلبياتها وإيجابياتها التي لا يتسع المجال لتعديدها في هذه الورقة، ليبقى أبرزها سقوط قناع العالم الحر المتشدق بالإنسانية وحقوق الإنسان الذي فضحته جرائم الاحتلال الصهيوني في حق أطفال غزة التي تعرض مواطنوها لمحرقة صهيونية بمباركة أمريكية وأوروبية وقفت تتتفرج وهي تشاهد يوميا جثث الأطفال متناثرة في كل مكان. إجرام لم يسلم منه حتى الجسم الصحفي الذي كان رجالاته في مرمى نيران الجيش الصهيوني حيث سقط عدد من فرسان الكلمة والصورة في هذا العدوان الذي يدخل سنة 2024 وتستمر معه همجية لم نشهد لها مثيلا خلال تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
نودع سنة كانت صعبة ومؤلمة لم يعد فيها مكان للفرح، وكلنا أمل في أن تكون السنة التي نستقبلها سنة مغايرة نستعيد فيها عافيتنا السياسية الوطنية ونقطع معها ولو جزئيا مع الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة ونعيد للمواطن الثقة في مؤسساته ونصالحه مع السياسة ليصبح فاعلا أساسيا فيها وبخاصة الشباب الذي يحتاجه الوطن في هذه الظرفية الدقيقة التي يتحتم علينا أن نكون يقضين لكل المحاولات التي تستهدف المغرب ووحدته الترابية ولنعلنها صرخة ضد كل من يريد العودة بنا إلى سنوات الماضي السحيق، فالوطن يحتاج اليوم إلى كل أبنائه الذين لم تتلطخ أيديهم بملفات فساد مالي أو إداري، إلى أشخاص نزهاء يحبون الوطن ويحترمون المواطن، نريدها بالمجمل سنة إعلان الحرب على المفسدين وتجار الذمم وسماسرة القيم..

الكاتب : الطيب الشكري - بتاريخ : 05/01/2024

التعليقات مغلقة.