شذرات من وحي كورونا : في ذكرى نوال السعداوي ؟؟

عبد الله راكز 

 

1 – شذرة أولى:عن التمويل والتطبيع بمصر؟ :

في كتبها « تمويل وتطبيع « و « المرأة خلف الحجاب، ثم « هوامش الفتح العربي لمصر(الصادر عن دار بن سينا- 96)، اتسمت الكاتبة المصرية سناء المصري، بجرأة نادرة، كونها تروي قصة الجمعيات غير الحكومية المنتشرة في مصر(ونجد مثيلاتها في جل أقطار العالم العربي: ومنه المغرب؟)، كيف نشأت، وماهي نشاطاتها، ومن يقف وراء تمويلها، وفيه تناقش خطابات تلك الجماعات، من الإخوان المسلمين حتى التي سادت بين طلبة الجامعات، ومجال تلك الجمعيات يتراوح بين حقوق الإنسان والمرأة والختان، وبعضها يعمل على رفع الوعي القانوني للفرد المصري أو يتحدث باسم الديموقراطية، ومراقبة الانتخابات، وبعضها يرفع شعار الدفاع عن الأقباط كإثنية من أجل الوحدة الوطنية. ثمة جمعيات أخرى، بعضها إسلامي وبعضها مسيحي وكلها(للأسف) تتلقى الدعم سواء من الداخل أو الخارج…
الأهم في هذا،أن الكاتبة تقف عند الجو السياسي المحيط بتلك المنظمات غير الحكومية فتقول:»» ربما نذكر بعد أعوام قليلة حينما كان يسافر النشيط أو النشيطة إلى أحد المؤتمرات العالمية، ويفاجأ بوجود إسرائيلي، فإنه يبادر إلى تسجبل موقف ضد الصهيونية، وينبري في ذكر الحقوق الفلسطينية والدفاع عنها. وحينما يعود للوطن يبادر إلى تسجيل الموقف في الداخل للفعل الإسرائيلي. وبعد قليل تبدأ المواقف في التغير على استحياء….
في الفترة الأخيرة، انتهى الصمت والاستحياء، وتعالى اللغط عما يدور في المؤتمرات الدولية من مقابلات لاتتم بمحض المصادفة كما كان يحدث بالماضي، ولا يلتزم فيها النشيط الوطني موقف المقاطعة أو التجنب القديم، بل إنه يشارك في لقاءات مرتبة سلفا، وكل أطرافها جاؤوا لمناقشة قضية التطبيع مع اسرائيل، أو ما يسمونه التعايش في سلام، على سبيل التمويه.»»
ولله في خلقه شؤون

2/ شذرة ثانية: في يُتم حامد أبو زيد؟؟:

رغم غيابه القسري(والأبدي أيضا بعد وفاته ) عن مصر إلا أن فكره وآراءه لاتزال تظهر بين الحين والآخر في الصحف والمجلات العربية، وكأنها تكفير عن الخطأ والقسوة التي جوبه به هذا المفكر من قبل الأوساط المعنية بتغييبه..ليكن؟؟فللحقيقة منافذ أخرى؟.
كان آخر ما نشرته الصحف المصرية مقابلة مع أبو زيد في صحيفة» أخبار الأدب « أجراها معه الأديب الكبير المصري: جمال الغيطاني .
يقول جمال الغيطاني في معرض تبرير لقائءه بأبوزيد التالي: « إن مايعنيني في لقاء أبو زيد أسباب إنسانية عميقة، إذ تربطني به صلة قديمة وأكن له احتراما ومودة، وكان عندي بعض الفضول على أحواله الشخصية في الغربة، وحول معاناته في تلك الغربة، وهو مقيم في هولندا مع زوجته!
الأهم في هذا الباب، أن جمال الغيطاني يختتم هذه الفقرة المؤثرة التي روت حالة أبو زيد في مغتربه الذي يمكن اعتباره مغترب الثقافة العربية الحرة ورمزا لها.
وبالنهاية نسرد التالي،وهو خطاب موجه إلى الغيطاني، وبه كل الاستدلالات التي يمكن أن تلخص الوضع الآني: « تعرف يا جمال أنني تربيت يتيما..كان الليل قد تقدم وكانت أضواء الجبال البعيدة السيرانيفادا تتلألأ بأضواء خافتة، وأطرق نصر ابو زيد مرددا، نعم :
« طول عمري وأنا في يتم، ثم ارتفع صوته بما يشبه البكاء والجعير: ياه جمال..ذدا أنا يتيم يتيم..يتيم يتيم!!»».
هكذا إذن، هو مصير الديموقراطيين النّيرين في واقع كهذا يتوخى « التغيير» الشامل بدون هوادة..

الكاتب : عبد الله راكز  - بتاريخ : 05/04/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *