نتيجة «الكان» لن تنسينا الامتنان

زهير عز الدين
عاش الشعب المغربي في جلّ ربوع المملكة وباقي أنحاء العالم من خلال الجالية المغربية فرحة كروية كبيرة، فضلا عن سعادة الشعوب العربية المساندة لفريقنا صاحب القميص الأحمر والنجمة الخضراء إبان فعاليات العرس العالمي في مونديال قطر 2022، نوّه الكل خلالها بعلو كعب الكتيبة المغربية وربانها وبقيادتها وبحسن تدبير القطاع على المستوى العالمي، الذي جعلنا نفوز بالريادة على الصعيد القاري.
وبطبيعة الحال أمام هذا الإنجاز، أصبح الكل يحلم بإنجاز قاري ويرشحنا للظفر بالكأس الغائبة عن خزائن الجامعة الملكية منذ سبعينيات القرن الماضي، وبحكم الترتيب باحتلالنا للرتبة الأولى إفريقيا وعربيا، وأمام المؤهلات التي يتوفر عليها المنتخب، إضافة إلى الموارد المالية التي خصصها المغرب لهذا الغرض، والتي من شأنها أن ترفع كذلك من مكانة المغرب في مجالات شتى، على رأسها السياحة التي عرفت انتعاشة بسبب هذا الإنجاز المونديالي، حيث بات اسم المغرب أكثر طلبا وبحثا على الشبكة العنكبوتية ومحرك جوجل.. إذ وانطلاقا من كل هذه العوامل، كان من المفروض أن يستمر القطار في المضي قدما ويزيد في سرعته نحو منصة التتويج، لكن النتيجة لم تكن كما توقعها الجميع وكانت مخيبة للأمل، وأنستنا أننا أمام لعبة ورياضة تنحصر بين الرابح والمغلوب، بعدما كانت البداية وردية ولم تكتمل.
وأمام هذه النتيجة وتوقف مسارنا في «الكان»، ظهرت آراء وردود فعل من طرف جل شرائح الجمهور، المحلي وكذا الأجنبي، من خلال النقد الذي مع الأسف نسف ما تم تحقيقه كما سبق ذكره، وضرب مستوى بعض اللاعبين وطال الطاقم التقني والإداري، وهو ما يمكن وصفه بالجحود وبنكران لإنجاز هذا الجيل، الذي مازال في جعبته الكثير لتحقيق المبتغى خلال المحطة القادمة، لاسيما ونحن سنلعب على أرضنا وأمام جمهورنا من خلال «الكان» ( المغرب 2025).
وتعددت ردود الفعل، بين الإيجابي والسلبي، بين النقد الهادف والنقد الهدام، حتى من فئات بعيدة عن مجال كرة القدم وتفاصيلها، وزاد في حرارة المواقف تعليقات أصحاب «الانتماءات الرياضية»، فبات هذا وذاك يعاتب لعدم استدعاء هذا اللاعب وغيره، وربما يكون قليل من هذا النقد صحيحا لكن الباقي ليس في محله أو العكس، والحال أنه كان لابد من التعامل مع ما وقع بكثير من الموضوعية، في انتظار مراجعة الأوراق والوقوف على الخلل لغرض المضي قدما في المحطات القادمة، وحتما سنفوز وسنرفع كأس الانتصار وسيكون له على أرض المملكة طعم آخر.
إن ما وقع، لن ينسينا كذلك، من كانوا ينتظرون سقوط منتخبنا للخروج إلى الشوارع للتهليل كنوع من الشماتة، متناسين أن أسود الأطلس هم الأفضل وهو ما تؤكده رتبتهم على المستوين القاري والعالمي، وبأن الكثير قد تحقق في هذا المجال الرياضي مغربيا ومغاربيا وإفريقيا، ونيل المملكة لشرف احتضان كأس العالم، وإفريقيا، وكأس الأندية في المستقبل القريب هو خير دليل على هذا التطور التصاعدي، وهو نتاج للنهضة الرياضية والاقتصادية التي يعرفها المغرب بقيادة جلالة الملك، من خلال الأوراش التي انطلقت في مجال الرياضة وفي غيرها ومن خلال توجهه الإفريقي، حيث لا مجال للمقارنة مع المتربصين ببلدان في هذا الشأن، الذين يحصدون الخيبات والسقوط في جل المجالات، ويرافقهم الفشل في المكائد والتربصات، بفضل صحوة نساء ورجال هذا الوطن.
إن كبوة «الكان»، لن تنسينا ما تحقق من إنجازات أخرجتنا للشوارع فرحا، رفعت فيها أصوات حناجر بنات وأبناء المغرب تعبيرا عن سعادتنا بأبطالنا، وجعلت صحف العالم تشيد بها وخصصت لها صفحاتها الأولى وأشرطة التنويه على القنوات الفضائية بفضل جمهور المغرب الحضاري، وهو ما عكسه كذلك الاستقبال الأسطوري للمنتخب الذي خصص له، وكذا روح التضامن التي أظهرها الشعب المغربي مع إخوانه وأبنائه خلال زلزال الحوز المؤلم.
هكذا هو المغرب وهكذا هو شعبه، كانا وسيبقيان عظيمين دائما وأبدا.
الكاتب : زهير عز الدين - بتاريخ : 03/02/2024