نجح المؤتمر الوطني العاشر وفشل من راهن على فشله

فتح الله رمضاني

نجح المؤتمر الوطني العاشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفشل كل الذين راهنوا على فشله، نجح الاتحاديات والاتحاديون، في إنجاح مؤتمرهم، وفي هزم خصومهم… هزموا كل أنواع خصومهم، الخارجيين منهم و الداخليين المتنكرين في عباءات اتحادية، سل خيوطها الاتحاديون الصامدون بفعل عزيمتهم خيطا خيطا، إلى أن كشفوهم أمام الجميع.
تمنيت لو أن مؤتمرنا حضره كل الاتحاديات و الاتحاديين، الذين غادرونا إلى دار البقاء، تمنيت لو لم تكن هناك قواعد تنظم شرف حضور مؤتمرات الاتحاد، تمنيت لو أن كل المغاربة المؤمنين بمشروع الاتحاد الاشتراكي، كانوا بيننا نهاية هذا الأسبوع بمجمع مولاي رشيد للطفولة و الشباب ببوزنيقة… تمنيت هذا ليشهدوا جميعا كيف نجحنا في إفشال مخططات خصومنا، و كيف نجحنا في إنجاح مؤتمرنا، وكيف عشنا لحظات فرح ديمقراطية، جعلت من مؤتمرنا عرسا نضاليا، جدد طعم الانتماء فينا.
أجل، كان مؤتمرنا عرسا نضاليا، ميزه الهدوء الذي ساد مختلف أشغاله وجلساته… ميزه التزام المؤتمرات و المؤتمرين، الذين لازموا مقاعدهم طيلة فترة الجلسات العامة بالرغم من طول مددها… ميزته الصورة التي رسموها لجلساته، ، ما زاد من جمالية الفضاء الذي احتضنه وضاعفها … ميزته مداخلات المؤتمرات و المؤتمرين، في جلساته و في لجانه، والتي عكست التزامهم بحقهم في جعل مؤتمرهم لحظة حقيقية للتعبير، حتى تعكس مخرجاته إرادتهم الحرة و الصادقة… ميزته الطريقة الحضارية التي تعاملوا بها مع كل مخططات التشويش، التي حاول الواقفون من ورائها نسف هذا العرس، بعدما فشلوا في فرض رغبتهم الفردية و الذاتية في تأجيله…ميزته يقظة الاتحاديات والاتحاديين و انضباطهم و التزامهم الجماعي في إنجاحه… ميزته الشعارات التي صدحت بها حناجرهم، قيادات و قواعد، ابتهالا بحزبهم، و بشهدائهم و بعشقهم لوطنهم… ميزته الصبغة الاحتفالية التي طبعت كل جلساته، الأولى و الثانية والثالثة… ميزه حجم الحضور الوطني و الدولي، الذي ساهم في إنجاح جلسته الافتتاحية… ميزه اختلافه عن العديد من مؤتمرات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
أجل، اختلف المؤتمر الوطني العاشر، عن العديد من مؤتمرات الاتحاد الاشتراكي، والتي كانت غالبا ما تنتهي بجروح في الجسم الاتحادي يصعب مداواتها، لتنتقل إلى كل الفروع و الأقاليم، و إلى مقرات الاتحاد التي كانت تصبح ساحات لصراع دامي بعد كل مؤتمر، صراع لم يكن ينهك إلا الذات الاتحادية الجماعية. اختلف مؤتمرنا عن كل المؤتمرات، التي كنا نخرج منها نصفين، و مجموعتين متصارعتين، ونجحنا في أن ننهي مؤتمرنا و نحن موحدون… وموحدون بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية… نجحنا في جعل نواتج مؤتمرنا ومخرجاته، نواتجَ إيجابية، وفي جعله مؤتمرا مختلفا، ذلك لأننا نجحنا في جعل كل أطواره، تختلف عما كانت أغلب مؤتمراتنا السابقة تعرفه … نجحنا في عملية الإعداد و الاستعداد له، باتباع منهجية للتحضير، كان أساسها مقاربة تشاركية، استوعبت كل أراء الاتحاديات و الاتحاديين، في الفروع والأقاليم و الجهات … نجحنا في عملية الانتداب، بالحرص الشديد على استيعاب كل الطاقات الاتحادية، الفاعلة و النشيطة و المتواجدة في مختلف الواجهات النضالية … نجحنا في تحصين مؤتمرنا، بالتزام كل المؤتمرات و المؤتمرين، بالضوابط و القواعد، التي فرضتها رئاسة المؤتمر، والتي نظمت و ضمنت سيره العادي … نجحنا في ضمان انطلاقته في وقته المحدد، و في ضمان انتهاء أشغاله في الساعة التي حددها المشاركون فيه، من خلال المصادقة على لائحته الداخلية.. نجحنا في جعله مؤتمرا مختلفا عن العديد من مؤتمراتنا السابقة، عجلنا بجلسته العامة الأولى، و أجلنا الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني، حتى نضمن حضور جميع المؤتمرات و المؤتمرين، و حتى يحضر معنا كل الأصدقاء و المتعاطفين، وحتى تكون جلستنا الافتتاحية، لحظة للفرح، و فرصة لتجديد ثقة الاتحاديات و الاتحاديين في حزبهم، وحتى تكون الجلسة العامة الأولى، فرصة للتعبير، و للنقاش و للتقييم…نجحنا في جعله مؤتمرا للوضوح، وللمكاشفة، و للنقاش الحر، وللشفافية التي كان أهم حدث فيها، هو توصل كل المؤتمرات و المؤتمرين و لأول مرة في تاريخ الاتحاد الاشتراكي بالتقرير المالي للحزب.. نجحنا و فشل خصومنا، ووقعنا على انطلاق عهد جديد للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

الكاتب : فتح الله رمضاني - بتاريخ : 24/05/2017