وباء كورونا يفضحنا.. ويكشف نقائص وعيوب إعلامنا

ذ: محمد بادرة

 

ضعف الإعلام
العلمي الجماهيري:

من الثابت أن التنمية الشاملة في أي مجتمع تعتمد إلى حد كبير على مستوى الثقافة العلمية فيه، فالوعي العلمي الذي تكونه الثقافة العلمية يمهد السبيل للمجتمع كي ينتفع بثمار المعرفة العلمية، وفي هذا الصدد يقول روني ماهو المدير العام السابق لليونيسكو (إن التنمية هي العلم ، وقد أصبح ثقافة).
وإن بناء ثقافة علمية سليمة لفائدة كل أفراد المجتمع يتطلب إرادة وطنية أولا، وإصلاحا سياسيا واقتصاديا ثانيا، وصحوة ثقافية تشارك فيها أنظمة التعليم والإعلام ثالثا.
وارتباطا بالإعلام، فإن بناء ثقافة علمية سليمة في صفوف كل أفراد المجتمع، يتطلب العديد من الوسائل والأدوات، يأتي في مقدمتها وسائل الإعلام الجماهيرية من صحف ومجلات ورقية والكترونية، وتلفزيون وإذاعة ومواقع الانترنيت وغيرها … إذ إن جميع الدول المتقدمة المنتجة للعلم أصبحت تعتمد على هذا الإعلام الجماهيري كوسيلة من وسائل بناء الثقافة العلمية داخل مجتمعاتها إلى أن برز وظهر الإعلام العلمي الجماهيري (و ليس الأكاديمي) فيقوم بنشر مواد ومحتويات علمية تسهم في إعلاء ثقافة العلم وقيمته داخل المجتمع .
لذا، فإننا في أمس الحاجة إلى هذا الصنف من الإعلام الجماهيري وخصوصا في هذا الظرف الوبائي الخطير، فلماذا نهرب إلى المواقع الالكترونية الأجنبية المتخصصة في المجالات العلمية الصحية منها والبيئية لمعرفة هوية الوباء (كوفيد 19) و أعراضه وأسبابه وكيفية انتشاره ..ولماذا لا نستطيع أن نستغني عن المواد الإعلامية التي تنشرها المواقع الالكترونية لوكالات الأنباء الأجنبية أو معاهد البحث العلمي في أمريكا وأوروبا والصين …، فأين مجلاتنا العلمية المتخصصة في ميادين البحث العلمي حتى تستعرض علينا كقراء ومتتبعين كل الحقائق العامة عن وباء (كوفيد 19) وآثاره على الفرد والحياة الاجتماعية والصحية؟؟، أين تلك الأبواب العلمية الثابتة في صحفنا وجرائدنا لتقربنا كقراء بسطاء في شرح وتفسير مختلف النظريات العلمية المفسرة للوباء وكيفية علاجه أو الوقاية منه ؟؟ هل لدينا برامج علمية ذات مساحات واسعة في قنواتنا التلفزية و الإذاعية تشرح للناس وللمشاهدين والمتتبعين كل الحقائق العلمية والطبية عن هذا المرض الجائح وكذا فسح المجال للعلماء والأطباء والمختصين والمرضى فرصة تعريفنا له بصورة تحقق للجميع معرفة هذا الوباء وشروط انتشاره وما يصحبه من علامات صحية واضحة أو غير واضحة ووسائل الوقاية منه ؟؟؟ بل هل نتوفر أصلا على قنوات تلفزية علمية تقدم للمشاهد والمواطن جميع المواضيع والقضايا العلمية بأسلوب علمي صحفي بسيط وزين ؟؟؟
إن إعلامنا البصري غارق في متاهات الإعلانات الاستهلاكية والبرامج الترفيهية والمسلسلات الرومانسية وإعلامنا الورقي غارق في ضائقته المالية ، ولا يسمح بالنشر إلا ما ترضاه سلطة الرقابة الذاتية.
إنه يبدو أن إعلامنا يترنح بين مطرقة تراجع قيم العلم والمعرفة وعدم الاعتداد بالثقافة الجادة وسندان الفقر في الإمكانات والأطر الفنية المؤهلة أمام طوفان الإعلام الترفيهي والاستهلاكي . وفي المقابل تحاول بعض المؤسسات المهتمة بالنشر في مجال تخصصات علمية محدودة الصمود أمام جائحة الإعلام الترفيهي مع البحث الدائم لإيجاد مخرج من حالة الترنح يحفظ لها البقاء على وجه الحياة .
إننا لا تتوافر على بيانات محددة حول حجم وحدود الإعلام العلمي (سواء أكانت مجلات – أو دوريات – أو إصدارات علمية – آو عدد الأبواب العلمية الثابتة في الصحف والمجلات – أو البرامج العلمية في قنواتنا الوطنية … ) إلا أن المؤشرات المتاحة تجعلنا نقول أن حجم الإعلام العلمي يعد ضئيلا للغاية ولا يكاد يذكر أذا قورن بحجم الإعلام الترفيهي .
هذا «الإعلام» العلمي الضعيف والمحدود الانتشار – تجاوزا- يبدو خجولا أو مقطوع الصلة بقضايا التنمية وقضايا المجتمع حيث يميل إلى ثقافة الاجترار والتكرار أو ترجمة المقالات العلمية الصادرة من المجلات والبحوث العلمية الأجنبية – الفرنسية – خصوصا، ولا يتعدى دوره نشر المحتوى العلمي وكفى، دون رؤية أو موقف ، فغابت من هذا الإعلام العلمي فكرة الاشتباك مع الآخر اتفاقا واختلافا.
إن الإعلام العلمي عندنا لا يجتهد في البحث والتنقيب عن الموضوعات التي يحتاج إليها القراء بمختلف ثقافتهم ومستوياتهم من قبيل الموضوعات الخاصة بالأمراض المزمنة والخطيرة – الأمراض النفسية والعقلية – الأمراض المعدية – الطب الأخضر – فوائد ومضار الأعشاب الطبية وغير الطبية المحلية والمستوردة – التغذية الصحية – استهلاك المواد المصنعة – أثر المبيدات على الفرشة المائية وعلى المنتوجات الفلاحية – مواد التجميل … كل هذا قليل الوجود وضعيف الاهتمام في إعلامنا العلمي الجماهيري ، وفي المقابل فإن هذا الأخير يكتفي بما توفره له بعض المجلات أو وسائل الإعلام أو المراكز البحثية الأجنبية ليقوم بنقل هذه البضاعة للقارئ كما وردت إليه أو كما تسوق ، بغض النظر عما إن كان محتواها مطلوبا أو احتاجه أو لم يحتجه القارئ مما يغير وظيفة المحتوى المنشور في إعلامنا العلمي إلى شبه إعلان أو دعاية لمراكز علمية أو مؤسسات بحثية أو شركات صيدلية، وهذا الاتجاه الدعائي في إعلامنا العلمي لا يقيم وزنا للقارئ بالقدر الذي يولي الأهمية للمؤسسة التي صدر عنها البحث أو صاحبها .. إن هذا الضعف والعجز قد أسقط إعلامنا العلمي الجماهيري في شباك المؤسسات الإعلانية والدعائية، فالعجز عن معرفة الحدود الفاصلة بين الخبر والموضوع العلمي من جهة والإعلان أو الدعاية من جهة أخرى أو بين المقالة العلمية والمقالة الدعائية التي تسوق المنتوج العلمي طبيا كان آو تكنولوجيا يبين أن إعلامنا العلمي الجماهيري يفتقر لتقاليد الكتابة عن الثقافة العلمية ولا يعرف متى ينتهي الخبر ومتى يبدأ الإعلان
فالحديث مثلا عن مرض ما أصبح مطية للحديث عن دواء تحت التسويق والحديث عن تكنولوجيا جديدة تسهل للناس حياتهم أصبح أداة تمهد الطريق لأجهزة في الطريق تعمل بهذه التكنولوجيا.(دواء الكلوروكين لعلاج وباء كورونا ).
إن الإعلام العلمي الجماهيري (وخصوصا المهتم بالمجالين الطبي – الصحي ومجال تكنولوجيا المعلومات) يعد من أبرز أنواع الإعلام العلمي دعاية للشركات والمؤسسات الإنتاجية في مجالي الطب والتكنولوجيا، فتتحول هذه المؤسسات الإعلامية إلى ناشر وعارض للبيانات الصحفية خدمة لمصلحة هذه الشركات والمؤسسات التي لديها محتوى أو منتوج علمي مما ترغب في توصيله وتسويقه للجماهير.
ومجتمعنا لا يحتاج إلى إعلام يخدم الإعلان والدعاية – لأن له قنوات تجارية – وإنما يحتاج إلى إعلام علمي جماهيري هادف مرتبط بقضايا التنمية وفي شتى المجالات ، ويحاول نشر الثقافة العلمية وتكوين مستوى من الوعي السليم بالقضايا العلمية ذات الأولوية للمجتمع وهي تبقى حاسمة في تطور المجتمع وتقدمه ، كما أنها لا تقل في أهميتها وشمولها واتساعها بالنسبة للمجتمع عن قضايا الاقتصاد والأمن والتنمية والتعليم والصحة والحريات وغيرها.
إن انتشار العلم في مجتمع ما، يستلزم (أن يصبح نشاطا جماعيا يهتم له ويشارك فيه ويستعد لقبول مبتدعاته أكبر قدر ممكن من السكان. ويعني هذا القول سياسة ثقافية تهدف إلى جعل العلم الحديث الهدف الأول للنشاط القومي ) عبد الله العروي – ثقافتنا في ضوء التاريخ .
و(لا أحد يستطيع أن ينكر أن أي مجتمع لا يستطيع التغلب على الفقر والجهل والمرض إلا بواسطة مكتسبات العلم )عبد الله العروي – المرجع السابق
وسائل الإعلام من السقوط في فخ الأخبار الزائفة عن الوباء إلى الرفع من منسوب الهلع والخوف
إذا كان الإنسان هو المبتدأ وهو المنتهى في مسيرة الحياة البشرية ، فإن الوليد البشري إنما يكون في البداية « إنسانا بالقوة « حسب التعبير الأرسطي الشهير، بحيث لا يستطيع أن يتحول إلى « إنسان بالفعل « إلا بالقدر الذي تستثمر فيه « الإمكانات الاتصالية « د- سعيد إسماعيل علي
وتعتبر الاتصالات في أي مجتمع كان بمثابة الشرايين لجسم الإنسان. فبدون الشرايين، لا يمكن أن يتدفق الدم في جسم الإنسان وبالتالي لا يكتب له الحياة. والاتصالات هي من الأدوات المحركة للمجتمع حيث لا يمكن أن يؤدي الفرد مهامه إلا بوجود اتصالات في محيطه ومع أفراد مجتمعه. ولقد وظف علماء الاجتماع الاتصال والتواصل لوصف عملية التفاعل الإنساني على اعتبار أن الاتصال و التواصل هو مجموعة من العمليات التي يؤثر عن طريقها الأفراد فيمن حولهم .
ووفقا لمصطلح هيدجر فإن الإنسان ( موجود – في العالم ) وإن من مقومات هذا الوجود الجوهرية أنه (موجود – مع ) بمعنى أن الموجود الإنساني في علاقة مع الموجودات الإنسانية الأخرى ، وإن هذا النحو من (الوجود – مع) ليس ذا طبيعة «ذرائعية» وإنما هو ذو طبيعة عاطفية ووجدانية، ومعنى ذلك أن الشعور العاطفي يكون لحمة هذه العلاقة الإنسانية بين الأفراد والتي تخلقها الوسائط التواصلية .
فهل وسائل إعلامنا ووسائل التواصل الاجتماعي، قامت بدورها في تزويد الناس بالمعلومات الصحيحة، والحقائق والأخبار الصادقة بقصد معاونتهم على تكوين الرأي السليم إزاء المشكلة الوبائية الحالية؟
ثم هل أثرت التغطيات الإعلامية المتواصلة عن انتشار الفيروس على سلوكيات الناس وهل زادت في نشر الذعر والهلع ؟
إن الإعلام مثله مثل الأسرة أو الجماعة أو المدرسة أو جماعة العمل يؤثر في الفرد ويكسبه ضروب سلوك معينة وحسب مدارس علم النفس. فالإعلام مؤثر في سلوك الفرد ومصدر لتعلم خبرته .
فكيف تعامل إعلامنا، ووسائل التواصل الاجتماعي ،مع وباء كورونا؟ وهل اطلع إعلامنا بدوره في التوعية إزاء هذا الوباء ؟ وهل عرف الجمهور بطبيعة المرض وأعراضه وأساليب الوقاية منه؟
لقد أحدث هذا الوباء الجائح عاصفة إعلامية كبيرة في كل أرجاء العالم مكنه من التحكم في سلوك الناس وأفكارهم وانفعالاتهم فاختلقت ونشرت الكثير من التقارير الصحفية المتضاربة لمواجهة الطلب المتزايد على المحتوى المتعلق بفيروس كورونا، وهو ما أدى إلى سقوط بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في سلوكيات لا مهنية سببت في إثارة الدعر والهلع بين أفراد المجتمع عوض بث بعض الأمل في نفوس الناس بمقاومة الفيروس أو الوقاية منه .
-أ- لقد هيمن موضوع فيروس كورونا على كل القضايا والموضوعات اليومية إلى درجة أن المساحة الكلية للأخبار والنشرات والأخبار العاجلة، والشريط الأحمر أسفل الشاشات في العديد من مواقع الأخبار..، كلها تقدم مستجدات الوباء وحصده للأرواح البشرية وطوال اليوم لا جديد غير جديد الأرقام المفجعة التي تزداد في الارتفاع ، ومع الأخبار العاجلة في كل دقيقة وساعة ويوم عن الوباء وما يحصده من أرواح… كل ذلك يسبب التهويل والخوف في صفوف الناس وهم يتتبعون أو يشاهدون أو يقرؤون أو يستمعون ..عن نفس الوباء مما يدفع الناس إلى بناء تمثلات عن المرض قد لا تكون حقيقية.
-ب- سقوط العديد من المواقع الالكترونية ، ووسائل التواصل الاجتماعي في فخ الإشاعة و الأخبار الزائفة عن المرض إما نقلا عن مؤسسات إعلامية غير رسمية و إما تحويرا وتأويلا لأخبار صحيحة تقدم للجمهور في قالب تهويلي خاصة وأن الجمهور يحب التضخيم في الأزمات ، منها التضخيم بخطورة هذا المرض على أنه (ينقل عن الإنسان والحيوان والجو و..و) ثم إعطاء معلومات خاطئة عن الفيروس ( كل من يشفى منه قد يصاب العقم وما شابه…) أو عن مصدره كالقول بأنه ( أنتج في مختبرات الصين / أو في الولايات المتحدة الأمريكية ) وما إلى ذلك من المعلومات المتضاربة والمتناقضة ، بل إن العديد من مواقع التواصل الاجتماعي تقدم النصائح الطبية المختلفة وتصف أساليب العلاج بالأعشاب الطبية وغيرها .وكأننا نعيش عصر ما بعد الحقيقة حيث يميل الناس إلى تصديق نظريات المؤامرة .
ج- بعض وسائل الإعلام الوطنية الالكترونية وغير الالكترونية استطاعت الالتزام بروح المسؤولية في التغطيات الإخبارية وتفادت التسرع في نقل الأخبار عن الفيروس أو انتشاره كما تفادت السقوط في هستيريا الأخبار العاجلة والأشرطة العاجلة الحمراء أسفل الشاشات ،فابتعدت بذلك عن البروبكندا propagande ، حيث استعانت بالمختصين والأطباء لشرح وتفسير طبيعة وهوية هذا الوباء مع التوعية بسبل الوقاية منه ومن تفشيه، وهذه هي الرسالة الحقيقية للإعلام الصادق والمسؤول .

أهمية الإعلام
في زرع الأمل

قالت مارينا ووكر من مركز «بوليتزر» وهي منظمة أمريكية غير حكومية أن الوضع الوبائي السائد والمرحلة الحالية الحرجة (ليست مرحلة ملائمة للسبق الصحفي) لأننا ( نواجه جميعا عدوا واحدا) و الفترة الحالية تتطلب منا التضامن والعمل المشترك في العمق والبرهنة على أننا نكتب للقراء وللمشاهدين وليس (لأجندات سياسية أو لمصالح اقتصادية ).
إن هناك العديد من وسائل الإعلام الأجنبية والتي كانت إلى عهد قريب تقبع في قمة هرم الصحافة العالمية سقطت في الحضيض (مثال صحيفة: ديلي ميل البريطانية) حين أوردت فكرة آن الفيروس التقطه شخص تناول حساء خفاش في ووهان الصينية تم انتشر بعد ذلك في كل الدول والقارات …مثل هذه المعلومات الزائفة تناقلتها الصحف والمواقع الالكترونية وشأننا في ذلك شأن تلك الصحف والجرائد التي لا تعيش إلا على أخبار الإثارة .
إن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعيش على الإثارة والأخبار الزائفة لابد ستموت بموت هذه الظاهرة الوبائية وفي المقابل فإن وسائل الإعلام التي تحترم قراءها وتزود الناس بالمعلومات الصحيحة والحقائق والأخبار الصادقة بقصد مساعدتهم على تكوين الرأي السليم إزاء هذا الوباء الجائح، فهي جديرة بالثقة والاحترام بل وستستفيد من مضاعفة قرائها.
إن على وسائل إعلامنا أن لا تسقط في فخ الأخبار العاجلة أو الأخبار الزائفة أو الإشاعات المزعزعة للصحة الجسدية والنفسية والعاطفية للمتلقين، ولذا يجب تنمية مقدرة القراء والمتلقين على التعامل الذكي مع وسائل الإعلام بحيث لا يتقبلون كل ما تقدمه لهم وسائل الدعاية ، بل عليهم أن يتفاعلوا معها بعقلية ناضجة واعية ناقدة ، وتنمية هذه القدرة يجب أن تكون بتقديم مواد إعلامية تهدف إلى تنمية هذه القدرة وتغذيتها.
إننا في أمس الحاجة إلى إعلام يبث الأمل في الحياة ، وليس من يزيد في نشر الصور المأساوية فيفضي إلى ما يمكن تسميته «بالالتهاب العاطفي» .. إننا في أمس الحاجة إلى إعلام يخفف الضغوطات والاضطرابات النفسية وغيرها ، ومن المعروف أن من عوامل النجاح في العلاج النفسي يكمن في وجود معالج دافئ يمد مريضه بالتشجيع والمشاركة الوجدانية . فلتكن صحفنا وجرائدنا خير معالج نفسي ووجداني ومعرفي لوضعنا الحالي .

الكاتب : ذ: محمد بادرة - بتاريخ : 08/05/2020