وثيقة الاستقلال الوطني واستراتيجية قيام الدولة الفلسطينية

بقلم: سري القدوة

الخيار الوطني وواقع وثيقة الاستقلال يحتم على الشعب الفلسطيني الاستمرار بالنضال المشروع لإنجاز الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس، ويشكل يوم الاستقلال الفلسطيني، الذي تم إعلان فيه استقلال وقيام الدولة الفلسطينية قبل 33 عاما في أرض الجزائر الشهداء والأصالة، حالة من الوعي الفلسطيني والقدرة على التأقلم مع كل الظروف، كون الوثيقة حملت وشددت على الأهمية التاريخية لتلك الوقائع باعتبارها نقلة نوعية لمسار كفاح ونضال الشعب الفلسطيني ونتيجة طبيعية لتضحياته المستمرة على درب الثورة والنضال والمقاومة والانتفاضة الشعبية لتحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة .
وأهم ما أكدته وثيقة الاستقلال هو ضرورة تجسيد الوحدة الوطنية، كأساس في بناء المؤسسات الفلسطينية والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الدولة وليست حزبا في الدولة، وجسدت، وبالإجماع الوطني والالتفاف الشعبي، منهج الوحدة كأساس في التعامل مع القضايا الفلسطينية وخصوصية المواقف وما تواجهه القضية الفلسطينية من إشكاليات وصولا إلى التعبير الحقيقي عن ما يتطلع إليه شعب فلسطين بالإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، بناء على قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية مما أدى إلى الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، توج بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1967 حيث اعترفت 141 دولة حتى الآن بفلسطين دولة عضوا بصفة مراقب .
وفي ظل استمرار العدوان وما أنتجته تلك السياسة الإسرائيلية القائمة على تهويد الأرض الفلسطينية لا بد من إطلاق الحوار الوطني الشامل مع جميع القوى والمؤسسات والفصائل وضرورة وضع استراتيجية وطنية فلسطينية لمواجهة مخاطر سياسة الاحتلال والحفاظ على وثيقة الاستقلال ومضامينها التاريخية ومنهاجها الوطني الراسخ والتعبير الحقيقي عن ما حملته الوثيقة من مستخلصات وأسس نضالية ومواجهة سياسات الاحتلال القائمة على الفصل العنصري والاضطهاد بحق شعب فلسطين والمضي قدما في بناء المؤسسات الفلسطينية والاعتماد على الذات الوطنية في كافة المجالات الأساسية ووقف أي ارتباطات قائمة لا تخدم مشروع الاستقلال الوطني على كافة الأصعدة الحياتية المتعلقة بحياة المواطن وأهمية توفير الكهرباء والمياه والاعتماد على السوق العربية كبديل عن أي منتجات إسرائيلية، فلا بد من الحكومة الفلسطينية السعى إلى تطبيق إعلان الإستقلال ضمن خططها الوطنية للتخلص من وصايا الاحتلال وتبعية اعتماد المؤسسات الفلسطينية على التعامل مع المؤسسات الإسرائيلية .
في يوم الاستقلال تستمر حملات التصفية للدولة الفلسطينية وتمارس أبشع عمليات السرقة لأرض فلسطين للحيلولة دون إقامتها وفي الوقت نفسه يقف الشعب الفلسطيني مدافعا عن حقوقه وثوابته الوطنية ومتصديا لتلك المؤامرات والتهديدات والضغوط التي تهدد مستقبله السياسي بينما يتواصل الانقسام الذي بات يدمر الكل الفلسطيني فلا خيار أمام الجميع سوى العودة للوحدة وضرورة مواصلة جهود المصالحة لإنهاء تلك الحقبة السوداء في التاريخ والعلاقات الوطنية الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وحماية المشروع الوطني من المخاطر المحدقة به.
وبات على المجتمع الدولي ضرورة النظر إلى معاناة الشعب الفلسطيني فلا يمكن استمرار دعم دولة الاحتلال والاعتراف بها في وقت استمرار التنكر للدولة الفلسطينية، فلا بد من اتخاذ خطوات تجسد وقائع الاستقلال الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية خاصة في ظل السياسات والإجراءات الاستيطانية التي تتبناها وتنفذها حكومة نفتالي بينيت المتطرفة والهادفة لمصادرة الحق الفلسطيني في الاستقلال والعودة .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : بقلم: سري القدوة - بتاريخ : 17/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *