أوهام الحزب الحاكم

عبد السلام المساوي

 

هل هو كذب على الذات أم كذب على المواطنات والمواطنين الناخبات والناخبين؟ هل هي حملة انتخابية سابقة لأوانها أم ضغط على الفاعلين السياسيين ؟ هل هو وهم أم غرور؟
يعتبر الحزب الحاكم أن استحقاقات 2021 المقبلة محسوم مسبقا في نتائجها فهو الفائز بها بإطلاق مسلمة لا تقبل الشك والتشكيك، والمطالبة بإصلاح العملية الانتخابية، واعتماد القاسم الانتخابي على قاعدة المسجلين تروم، في نظره، تقييد صلاحياته في تشكيل الحكومة ورئاستها. وهم الإسلاميين أن البيجيدي ينطلق في مواجهة الأحزاب المغربية من قناعة معتقد، تنضاف إلى قناعات ومعتقدات بيجيدية، أن الجميع، كل الفاعلين السياسيين، وطنيا وكونيا واثقون من أن الحزب الإسلامي سيتصدر الانتخابات المقبلة وأنه ثابت في ترؤس الحكومة، وكل من يخالف هذه النبوءة المعتقد، فإنه يحاول محاصرة اكتساحه السياسي ومقاومة مده الانتخابي … الانتخابات المقبلة، إذن، حسم أمرها، فوز البيجيدي يقين مطلق يجب أن يسلم به الجميع، قد نتفهم هذيانات وأوهام الحزب الحاكم، ونتفهم استنفاره لمقاومة دعوات الإصلاح الانتخابي، فهو يعتقد واهما بأن هذه الدعوات تستهدفه، وبأنها تهدف إلى نزعه حقه المقدس في تشكيل وترؤس الحكومة، أو ليس هو الفائز والمنتصر مسبقا، الفائز والمنتصر الآن وقبل إجراء الانتخابات في 2021 قد نتفهم ونتفهم هذا الحمق وهذا الغرور، والأصح هذا الكذب … لكن ما هو عصي على الفهم والتفهم، هو أن البيجيدي ينسى أو يتناسى بأنه يحتضر وفي لحظة الأفول …ولقد سقط القناع عن الأقنعة …
نتائج انتخابات 2021 تم الإعلان عنها البيجيدي هو الفائز، وما علينا إلا أن نصفق ونبارك، دعوا البيجيدي يشكل الحكومة وكفوا عن دعواتكم إلى أي إصلاح للمنظومة الانتخابية وما على الأحزاب، كل الأحزاب إلا أن تسلم وتستسلم، الأحسن أن تريح نفسها من هم وعناء الانتخابات، ولم لا، تترك السياسة كلها، وكل تعديل وإصلاح غير مفصل على مقاس البيجيدي فهو مرفوض.

الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 06/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *