استثناء حركة «كاخ» من قوائم الإرهاب يدعم التطرف

بقلم : سري القدوة

قرار وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء تصنيف حركة كهانا حي (كاخ) الإرهابية الإسرائيلية من قوائم منظمات الإرهاب الأجنبية رغم مسؤوليتها عن عشرات العمليات الإرهابية، وفي مقدمتها مجزرة الحرم الإبراهيمي في عام 1994 التي أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى من المصلين وفي ظل استمرار تمسك التنظيم وأتباعه بالفكر المتطرف والأيديولوجيات الإرهابية، بمثابة مكافأة لنشطاء التنظيم الإرهابي أمثال ايتمار بن غفير الذي يعيث فساداً وتحريضاً في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة وأيضا الحاخام بينتسي غوفشتين الذي دعا قبل أيام فقط إلى هدم قبة الصخرة المشرفة .
لا يمكن تجاهل هذه المنظومة الإرهابية، والتي تسعى إلى إدامة الاحتلال وتحويل الصراع بالمنطقة إلى تناحر ديني سيؤدي إلى المزيد من التوتر والانفجار، ونستغرب تلك السياسة الأمريكية التي تنحاز للاحتلال وتوفر التغطية الكاملة لممارسة الإعدام الميداني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وأنه في الوقت الذي يصر فيه الكونغرس الأمريكي على معاقبة الشعب الفلسطيني، من خلال الإبقاء على إغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فإن الإدارة الأمريكية تغض الطرف وتكافئ أعداء السلام وتعمل على جر المنطقة إلى مشاكل ستؤدي إلى عدم استقرارها في ظل تنامي الفكر العنصري والتطرف وانعكاس ذلك على ممارسة العمل الإرهابي بكل أشكاله.
في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس بايدن التزامه وتمسكه بحل الدولتين ورفضه للاستيطان وطرد السكان وهدم المنازل وعدم المساس بالوضع التاريخي القائم في القدس ورفضه للأعمال أحادية الجانب، تتواصل أفعال الإدارة الأمريكية لتشكل تناقضا مع أقوالها ولا تنسجم مع التزاماتها من أجل السلام والاستقرار، كما يتناقض ذلك مع ما تقوم به وزارة الخارجية الأمريكية بمساعيها لإنجاح زيارة الرئيس جو بايدن وسلسلة اجتماعاته مع رؤساء الدول في المنطقة لمناقشة آفاق تقدم عملية السلام برمتها ومناقشة ملفات هامة وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني .
منظمة التحرير تتمتع وتحظى بإجماع العالم، وهي شريك حقيقي لصنع السلام القائم على قرارات الشرعية الدولية وتعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود العام 1967، وكون دولة فلسطين دولة معترف بها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة كعضو مراقب منذ العام 2012، وهي ملتزمة بالقانون الدولي وبالشرعية الدولية وبالسلام القائم على العدل، ونستغرب وبشدة من توقيت هذا القرار الأمريكي وأسبابه، وخاصة في ظل تنامي مجموعات إرهابية من المستوطنين تقود العداء والصراع الديني في القدس والدعوات الأخيرة من قبل تلك الجماعات الإرهابية لهدم المسجد الأقصى وتغيير معالمه ضمن حربها وعدوانها المنظم على الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية.
يجب على الإدارة الأمريكية الإسراع في مراجعتها وتخليها عن قرارها الخطير الذي يقود المنطقة إلى الدمار ويعزز سياسة الفصل العنصري ويشجع الاحتلال على استدامة عدوانه وممارساته القمعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويجب على الإدارة الأمريكية توقيف قرارها بعدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وإعادة تصحيح ما تم ارتكابه من أخطاء من قبل إدارة الرئيس ترامب السابقة والقيام باتخاذ القرار التاريخي الصحيح باعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية وإعادة فتح مكاتب المنظمة في الولايات المتحدة الأمريكية ورفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى مستوى تمثيل دولي بدلا من استمرار سياسة ازدواجية المعايير ودعمها المطلق للاحتلال القائم بالقوة المسلحة وممارسة القمع وارتكابه لجرائم الحرب الدولية .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

الكاتب : بقلم : سري القدوة - بتاريخ : 27/05/2022

التعليقات مغلقة.