الإخفاق الدولي وعدم التعاون وخطورة وباء «أوميكرون» المتحور

سري القدوة

 

يصارع العالم انتشار الوباء والمتحور «أوميكرون» في ظل خطة تلقيح عالمية لم تكن قادرة وحدها على وضع حد للجائحة، بعد الفشل الدولي في تحقيق العدالة في توزيع اللقاح وممارسات كانت غير عادلة وغير أخلاقية أدت إلى تفاقم الأزمة وتنامي انتشار الوباء ليدخل في أشكال جديدة سيزيدها الوضع القائم تعقيدا، وبرغم تطوير لقاحات فعالة في وقت قياسي فقد سجل عدد وفيات أكبر عام 2021 من العام 2020، وما زال الوباء ينشر الفوضى في البلدان المتقدمة والنامية، على حد سواء، وتبدي المعاهد المتخصصة في صناعة وتركيب اللقاحات تشاؤمها إزاء فعاليته المتوافرة حاليا ضد المتحورة أوميكرون، في وقت تتضاعف فيه القيود الصحية الجديدة في العالم حيث بدأت الدول في إعادة فرض القيود كخطوات وقائية ستزيد من المعاناة وتفاقم وضع الاقتصاد الدولي، الذي بات يعاني من أزمات هى الأخطر على مستقبل البشرية .
وتشير البيانات، بشأن فعالية اللقاحات الحالية، إلى أن العلماء غير متفائلين، في هذا الصدد، والوضع المستقبلي لن يكون جيدا، وبفعل الأزمات الاقتصادية تراجعت البورصات العالمية وأسعار النفط، وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من خمسة بالمئة، بعدما حذّرت شركة «موديرنا» من أن اللقاحات الحالية قد تكون أقل فاعلية في مواجهة “أوميكرون” .
ولا يمكن استمرار الإخفاق الدولي وعدم التعاون في ما يتعلق بالبحوث الطبية واللقاحات، ولا بد من وجود بروتوكول دولي وميثاق طبي تعاوني بين جميع الدول وضرورة السعى إلى خلق فرص لتبادل المعلومات بين الفرق المتخصصة وأهمية الاعتراف المتبادل بماهية وطبيعة عمل اللقاحات المضادة لكوفيد-19 ومدى فعالياتها في مكافحة المتحور “أوميكرون” .
ولا يمكن للعالم النجاح في مكافحة الوباء والحد من انتشاره، بشكل فعال، دون تنسيق خطوات المجتمع الدولي بأسره وتحقيق التعاون بين الجميع، ولا بد من الوصول إلى المناطق المهمشة في العالم والعمل على تعزيز ثقافة الاستجابة للتعاطي مع اللقاح، وإقرار دول العالم بوضع نظام دولي واعتماد تقديم اللقاح من قبل منظمة الصحة العالمية على أن يصرف مجانا للجميع، وتقديم جرعة معززة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 لجميع البالغين وأهمية مناقشة برامج القيود الجديدة وطبيعتها لمواجهة ارتفاع عدد الإصابات وخطر متحور «أوميكرون» .
ووفقا للتقارير الإعلامية المنشورة فإن فيروس كورونا تسبب بوفاة ما لا يقل عن 5,206,370 شخصا في العالم، منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته مؤسسات متخصصة بهذا المجال، ولذلك لا بد من العمل بصدق وإخلاص من قبل دول العالم، واتخاذ إجراءات منطقية ومتناسبة لخفض أخطار هذا الوباء، الذي لا تزال العديد من الأسئلة حوله دون أجوبة مع وضرورة تكثيف البحوث بشأن تأثير المتحور»أوميكرون» ومدى خطورته وانتقال العدوى وفعالية الفحوص والعلاجات واللقاحات.
ومن الضروري أن يبدي المجتمع الدولي ومؤسساته التعاون وإعادة التفكير في ما يتم من إجراءات ودراسة الموقف في ضوء التجربة القائمة لوباء كورونا والمتحور الجديد، والسعى لتنسيق المواقف وتعزيز قدرات الحكومات على الصمود في مواجهة مثل هذا النوع من الأزمات، ولا يمكن استمرار الصمت الدولي حول انتشار الوباء وغياب المساواة في توزيع اللقاحات، إذ إنها وفيرة في البلدان الغنية التي بدأت حملات الجرعات المعززة، فيما لا يزال العديد من الفئات الأكثر ضعفا بالدول الفقيرة تنتظر حصولها على أولى الجرعات.

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

الكاتب : سري القدوة - بتاريخ : 03/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *