الامتداد الروحي والاقتصادي المغربي مع إفريقيا

حيمري البشير 

منذ أكثر من عشرين سنة والمغرب يولي اهتماما كبيرا لعمقه الإفريقي ،الذي يعاني من ظاهرة التطرف والإرهاب والهجرة السرية،وغياب النجاعة والاستراتيجية الاقتصادية والفقر .ولقد قام العاهل المغربي بزيارات عديدة للعديد من دول الساحل،من أجل إقامة شراكات استراتيجية  مع دول    عديدة ،بعد فترة  أصبح يجمعنا معها علاقات اقتصادية ،وازدادت توطيدا وعمقا وثقة بتوالي زيارات العاهل المغربي .
والمغرب استثمر مناخ الثقة الذي كسبه في العديد من الدول في غرب إفريقيا ،وفتح الباب أمام العديد منها، ليس ، لتكون شريكا اقتصاديا فحسب ،وإنما ليساهم بفعالية فيها بمحاربة التطرف والإرهاب  عن  طريق   النموذج الديني المغربي المبني على الوسطية والاعتدال ،وفتح الباب على مصراعيه لتكوين الأئمة والمرشدين  أمام العديد من الدول في معهد محمد السادس في العاصمة الرباط .وهي مبادرة استفاد منها العديد من الأئمة  وعادوا إلى بلدانهم ليحاربوا التطرف والإرهاب ،في مالي وساحل العاج وغينيا ونجيريا  وبوركينافاسو والسنغال وغينيا وغيرها من الدول التي نشطت فيها حركة بوكو حرام  الإرهابية .الرئيس النجيري يخلق المفاجأة بتواصله مع جلالة الملك ليؤكد عمق العلاقة التي تجمعه مع المغرب ،وليشكر في نفس الوقت على فتح الباب أمام مسلمي نجيريا للتكوين في معهد محمد السادس للأئمة لمحاربة التطرف والإرهاب الذي تعاني منه نجيريا كأكبر دولة في إفريقيا .
الرئيس النجيري، لم يفوت الفرصة ليثير مشروع ربط الغاز النجيري للمغرب عبر دول عديدة ومنها لأوروبا ،وهي رسالة واضحة للجارة التي زار وزير خارجيتها العاصمة النيجيرية لمناقشة مشروع بديل للمشروع المغربي .
اختار المغرب طريق التعاون الاقتصادي  جنوب،جنوب مع عمقه الإفريقي ،وكسب عنصر الثقة لدى العديد من الدول الكبرى في العالم ،التي أصبحت  تهتم  بالمغرب كواجهة مهمة للاستثمار،  لأنها  تعتبره  باب إفريقيا التي باتت سوقا واعدة في المستقبل.المغرب أصبح يلعب دورا مهما كذلك في خدمة السلم والسلام في العديد  من الدول التي عرفت حروبا أهلية وساند دور الأمم المتحدة في إطار القبعات الزرق في الزايير  وساحل العاج، سابقا،وإفريقيا الوسطى حاليا .
لقد كان المغرب دائما يدعم التعاون والسلم والاستقرار في إفريقيا ،وفي العالم العربي والمجهود الذي يبذله حاليا للوصول للوفاق الوطني في ليبيا وإنهاء الاقتتال أحسن مثال.
ومواقف العاهل المغربي كانت دائما موضع ثقة واهتمام في العالم العربي والإسلامي  وكذلك في أوروبا التي له معها شراكة متقدمة ومع الولايات المتحدة التي وقع معها منطقة التبادل الحر منذ سنوات.
هذا هو المغرب الذي يقوده جلالة الملك بسياسة حكيمة،يخطو خطوات وبثبات نحو رقي المجتمع في ظل إكراهات اقتصادية بسبب الجائحة لكن برؤيةٍ ثاقبة وبأطر حريصة على خدمة بلدها وبناء اقتصاد متطور، قادرين على تجاوز المرحلة لإنقاذ وقيادة  المغرب بحول الله إلى مصاف الدول التي سوف تقول كلمتها في المستقبل القريب  إنشاء الله بسواعد  أبنائه.
ولعل  المعركة التي يقودها المغرب  حاليا  لمواجهة الفايروس الفتاك عن طريق التلقيح الذي كان المغرب سباقا وقبل العديد من الدول الكبرى في جعله بالمجان لكافة المغاربة، لخير دليل على نجاعة التدابير المتخذة بتوجيهات من جلالة الملك وبحكمة كبيرة سيقود المغرب للخروج بحول الله من الأزمة التي سببتها الجائحة.

كوبنهاكن الدنمارك

الكاتب : حيمري البشير  - بتاريخ : 02/02/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *