الطريق الوحيد للسلام يتمثل بإنهاء الاحتلال

بقلم :سري قدوة

إن مواقف الرئيس محمود عباس تجاه عملية السلام، كانت مواقف واضحة وثابتة، وتعبر عن شعبه وعن مواقف فصائله، فهو الرئيس المنتخب وصاحب أول تجربه انتخابيه حرة نزيه، وهو أبو الديمقراطية والحوار والسلام، ومن يعمل بصمت من أجل تحقيق السلام العالمي، وهذا ما عكسه خطابه التاريخي في الأمم المتحدة في ذكرى تأسيسها، حيث جاء الموقف الفلسطيني واضحا، بالرغم من الضبابيه التي يشهدها الموقف السياسي برمته، وجاء ليؤكد حرص فلسطين على المضي قدما في صناعة السلام العادل والشامل والمبني على الحقوق التاريخية لشعب الفلسطيني، ولكن الحقيقة واضحة هنا بأن الاحتلال الإسرائيلي، هو الذي يرفض السلام، ويقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي موقفا همجيا رافضا الاعتراف باستحقاقات السلام، متسمرا في بناء المستوطنات، ومصادرا للأراضي، قامعا، ومنتهكا حقوق الإنسان الفلسطيني، ورافضا إطلاق سراح الأسرى، ومستمرا في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أراضيهم .
لقد طرح الرئيس محمود عباس في كلمته تصورا كاملا ومخططا استراتيجيا واضحا تجاه عملية السلام في نطاق احترام القانون الدولي، ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية العادلة والمشروعة.
إن المشروع الأمريكي الذي طرحه الرئيس ترامب ليس خطة للسلام، وإنما خطة تعبر عن المواقف الإسرائيلية المتطرفة، وتترجم عمليا وجه النظر الاسرائيلية تجاه الحلول الأمنية، والتي تعالج المستويات الأمنية فقط، وليس لها علاقة بعملية السلام الاستراتجي، ولا تعبر عن الموقف والإجماع الدولي، وإنما تعبر فقط عن وجهة النظر الاسرائيلية تجاه بعض القضايا الخاصة والمعالجات الأمنية على مستوى الاحتلال، وإعادة تمركزه في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنه وبهذه الطريقة لا يمكن أن يتم فرض المفاوضات بقوة الهيمنة، حيث ستكون نتائجها فاشلة بكل تأكيد، وإن أي عملية سلام حقيقي لا بد وأن تنطلق على قاعدة منح الشعب العربي الفلسطيني حقوقه التاريخية، ودعم قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 في نطاق مفاوضات قائمة على الشرعية الدولية، والتفاوض الشامل بدون تأجيل أي من الملفات الأساسية ويكون هدف هذه المفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال القائم، وتجسيد استقلال دولة فلسطين، وفق مبدأ حل الدولتين على حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وحل قضية اللاجئين حسب القرار الأممي 194 .
إن ما طرحه الرئيس محمود عباس في كلمته أمام العالم، يؤكد على الحقوق الفلسطينية وحرصه على إتمام عملية السلام وفقا للقانون الدولي، حيث جاءت دعوته للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش بالبدء بترتيبات عقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات، يأتي كون الأمم المتحدة عضوا في اللجنة الرباعية، وبالتالي تحديد المرجعية هي القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة.
إن منظمة التحرير الفلسطينية، هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني، وهي المخولة للحديث باسم الشعب الفلسطيني أينما تواجد، وهي تعبر عن وحدة الشعب وطموحاته، وإن المنظمة ترفض أن يتحدث باسمها أي شخص، وهي لم تفوض أحدا للحديث أو التفاوض باسم الشعب الفلسطيني .
إن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه، معبرا عن طموحاته، ومجسدا وحدته، وصموده، رغما عن الحصار، والعدوان الظالم، واستهداف الاحتلال لشعبنا، وتلك المؤامرات التي تستهدف القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وإن الشعب الفلسطيني لم ولن يركع ولن يستسلم، ولن يحيد عن الثوابت الوطنية والخطوط الوطنية الثابتة، وسيمضي في طريق الانتصار برغم كل ما يتعرض له للنيل من إرادته وصموده .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : بقلم :سري قدوة - بتاريخ : 30/09/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *