المستوطنون النازيون الجدد وأيديولوجيا التطرف

سري القدوة

بعد تشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة وحصولها على نيل الثقة في الكنيست سرعان ما تحولت آليات الصراع الداخلي وبدأت تأخذ طبيعة الصراعات لدى المجتمع الإسرائيلي توجها نحو التطرف الديني وأيدلوجيا التعصب فاليمين المتطرف أصبح يواجهه اليمين نفسه في مشهد تشتد فيه المنافسة بين اليمين الحاكم واليمين المعارض على من يؤدي خدمات أكثر لمشاريع وسياسات الاستيطان والضم وتعزيز سيطرة الاحتلال في ظل غياب معارضة حقيقية وتواصل تواطؤ وسائل الإعلام مع تلك المخططات والأهداف وصمت من المجتمع الدولي تجاه هذا العدوان الذي يمثله المستوطنين من خلال اشتداد الهجمة وفرض الصراع الديني في المحصلة النهائية .
استمرار التطرف والتعنت الإسرائيلي يأتي ضمن وجود مخطط عنصري متطرف يهدف إلى إقامة حرب دينية بين المسلمين والمسيحيين من جهة واليهود من جهة أخرى وتحويل الصراع القائم إلى صراع ديني بحت وهذا ما دفع تلك الحثالة من المستوطنين ونشطاء من اليمين الإسرائيلي المتطرف القيام بكتابة الشعارات المسيئة للرسول الكريم وليس ذلك فحسب بل التحريض على المسلمين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووصفهم بأنهم يجب أن يموتوا جميعا مما يعزز ويفرض الكراهية والعنصرية ويضع حياة العرب والمسلمين أمام خطر حقيقي كونهم يدعون إلى قتل كل العرب والمسلمين وهذا يجعل من استحالة فكرة التعايش الديني بين الشعوب ويسيء للتاريخ والحضارة الإنسانية .
وفي ظل تواصل تلك الممارسات العنصرية واشتداد الخلافات بين المجتمع الإسرائيلي العنصري باتت تتوالد بداخله تشكيلات من النازية الجديدة تأخذ على عاتقها فرض آليات صراع جديدة وسلوك عدواني قائم على قتل الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم فهم يريدون أرضا بلا شعب ويعملون على تربية عناصرهم وتشبيعهم بهذا الفكر النازي القائم على العنصرية والكراهية بين الشعوب .
وفي ظل مواصلة هذه السياسات فإن العالم أصبح مطالبا بالتحرك الجاد لوقف وإدانة السلوك الخطير للمستوطنين والعناصر الإرهابية المتطرفة بداخل المجتمع الإسرائيلي التي تتخذ من تواطؤ المؤسسات الرسمية الإسرائيلية ذريعة للاستمرار في نشر تلك الأيديولوجيا السياسية والعقيدة الفكرية الداعية إلى قتل العرب والمسلمين، ولا بد هنا ومن الضروري وقف هذا التطرف والذي تزداد حدته يوماً بعد يوم وأن حكومة الاحتلال بتشكيلها العنصري وحاخاماتها تتحمل كامل المسؤولية عن هذه الأعمال الإجرامية كونها تمنح التراخيص اللازمة لمزاولة هذا النشاط التحريضي كما يصدر حاخامات اليهود الفتاوى المتواصلة التي تدعو إلى قتل العرب مسلمين ومسيحيين في فلسطين المحتلة والاعتداء على دور العبادة من مساجد وكنائس وأديرة وخط شعارات تسيء للرموز الدينية ناهيك عن مصادرة الأراضي وحرق الممتلكات والاعتداء على النفس العربية بالقتل وارتكاب جرائم الحرق والتنكيل والتعذيب .
تجاهل هذه الجرائم والأعمال سيؤدي في نهاية المطاف إلى خلق موجة عارمة وواسعة من التطرف والعنصرية تنتهك خلالها حقوق الإنسان وكافة المواثيق والقوانين الدولية التي تدعو إلى حرية الأديان وتمنع المساس بأماكن ودور العبادة، وبات الإرهاب المتطرف الإسرائيلي يؤخذ كصراع ديني وتسعى تكتلات اليمين إلى إعلان يهودية الدولة ضمن الصراع العربي الإسرائيلي القائم وما تلك المواقف والاعتداءات التي يتم صبغها بصبغة دينية سوى تواصل لمسلسل التهجير والتنكيل الذي امتد عبر سنوات الاحتلال وتأكيد واضح على فرض واقع قائم على الصراع الديني في المنطقة وسوف يشعل نيران الحقد والكراهية التي يمارسها النازيون الجدد حيث يعملون على خلق ثقافة جديدة وخطيرة تقوم على الحقد والكراهية والتطرف والعنصرية .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : سري القدوة - بتاريخ : 05/07/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *