الموقف الأوروبي وانضمام اسبانيا لمحاكمة الاحتلال

بقلم:  سري القدوة (*)

ما من شك أن مواقف دول الاتحاد الأوروبي الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني باتت تشكل قاعدة مهمة للعمل الدبلوماسي والعلاقات الثنائية الداعمة للنضال الوطني الفلسطيني، فهي مواقف إيجابية داعمة لنضال الشعب الفلسطيني من خلال اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين، والتأكيد على دعم الحقوق الوطنية العادلة للشعب الفلسطيني، ودعم مبدأ السلام القائم على حل الدولتين، ورفض جرائم الحرب المتواصلة التي تمارسها حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومخططات الإدارة الأمريكية وسياسة الضم ومشاريع التصفية الإسرائيلية .
اتخاذ الدول الأوروبية، وفي مقدمتها الحكومة الإسبانية، قرارا بالانضمام ضد حكومة الاحتلال في الدعوة المرفوعة من جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية، وتبني إجراءات مناهضة لضم حكومة الاحتلال لأراض فلسطينية محتلة في إشارة واضحة لإمكانية اتخاذ إجراءات عقابية ضد الاحتلال وقياداته، يأتي في سياق تصاعد الرد الدولي ضد مخططات الضم الإسرائيلية، ويدل على تشكل جبهة دولية عريضة رافضة لكل أشكال الاحتلال كما تجلى في الموقف الدولي الداعم للنضال الفلسطيني .
في ظل تصاعد جرائم الاحتلال وحرب الإبادة التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تزداد الدعوات للاعتراف الدولي والأوروبي بدولة فلسطين وفرض العقوبات على الاحتلال من قبل الحكومات الأوروبية والدولية، بشكل عام، من أجل حماية القانون والشرعية الدولية، ووضع حد لنهج الاحتلال وممارساته العدوانية من أجل تطبيق مبادئ العدالة ووضع حد لكل السياسات العنصرية والحفاظ على الجهود الدولية التي بذلت على مدار الثلاثين عاما الأخيرة من أجل صناعة السلام ووضع حد لأطول احتلال في العالم .
المجازر الدموية وجرائم الحرب التي يمارسها جزار وسفاح غزة رئيس وزراء حكومة الاحتلال مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، وتحدي حكومته للقانون الدولي ومواقف الدول الرافضة لمشروعها الاستعماري العنصري، سيضع الحقائق أمام المجتمع الدولي مما سيؤدي إلى تزايد العزل الدولي للاحتلال ومحاصرته، واتخاذ خطوات لاستبعاده عن أي شراكة دولية أو تعاون دولي، وإسقاط كل أوراق التوت عن عورة الاحتلال، فلم يعد لسياسة الكذب والخداع والتضليل مكانتها بمجريات العمل الدولي، ولا مجال لاستمرار خداع العالم بالشعارات الرنانة والمشاريع الوهمية العنصرية التي يحاول التكتل العنصري الأمريكي الإسرائيلي تسويقها كصفقة سلام بالمنطقة .
لا بد من دعم العمل العربي الموحد والهادف إلى حشد الجهود الدولية ومواصلة تحقيق الدعم للشعب الفلسطيني، وخاصة في الساحة الأوروبية، وصياغة عمل هادف إلى تحقيق قيام الدولة الفلسطينية وإقامة العلاقات بين فلسطين ودول أوروبا، والعمل على تأسيس مرحلة جديدة في مفهوم العمل الدبلوماسي طالما سعت وعملت منظمة التحرير الفلسطينية للوصول إلى هذه الخطوات وخاصة علي الساحة الأوروبية .
المواقف الدولية تحمل العديد من المؤشرات الإيجابية المهمة الداعمة للشعب الفلسطيني، والتي تحاصر الاحتلال وتفقده الحصانة وتعري مواقفه أمام المجتمع الدولي، الذي يرفض الممارسات والانتهاكات التي تمارسها حكومة وتكتل نتيناهو العنصري، وإن العالم لن ولم يبق صامتا ولن تسكت تلك الأصوات المتصاعدة الرافضة لجرائم الإبادة الجماعية ولكل محاولات الضم الإسرائيلية والتي تهدف إلى فرض نظام “ابرتهايد” في فلسطين .
اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين يعد انتصارا للسلام ولمبدأ حل الدولتين، ويدعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وكلنا أمل بأن تعترف حكومات الدول الأوروبية كافة بدولة فلسطين وأن يكون هذا التحول بالموقف السياسي الأوروبي له مدلولاته على مجمل العمل السياسي الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها .

الكاتب : بقلم:  سري القدوة (*) - بتاريخ : 22/07/2024