الوطن باقٍ والاستغلال إلى زوال

عبد الله راكز

1/في طبيعة الشعار وراهنيته:
هو هكذا الشّعار الذي يجب أن يُعتمد احتفاء بنوار السنة العمالية: فاتح ماي؟؟.ليس فقط ( وحتى بالكاد) الشعار الذي ينبغي أن تتحلق حوله كل القوى الحية للمجتمع المغربي، بل أيضا، لأن للشغيلة العاملة المغربية دورا خاصا تلعبه في تحقيق الشعار إياه على أرض الواقع.
فأي مهمة أقدس من بقاء الوطن موحدا على شغيلة المغرب؟؟.فهم المنتجون، وهم نسيج الوطن حتى لانقول،إنهم الأكثر تضرّرا من أي تمزّق يصيب هذا النسيج؟
ولأننا نرى دور الشغيلة المغربية من منظار بلورة رؤيتها الخاصة للقضية الوطنية الأولى، يبدو لنا أن الاحتفال بالأول من ماي(مثالا) عبر إطلاق البحث في هذا الدور المركزي، هو ، هو أيضا من صميم مهام الشغيلة المغربية الآن.
إن أخطر ما تتعرض له قضية وحدة المغرب، على صعيد وعي الأزمة، هو ذلك الفصل التّعسفي بين « الإقتصادي « و»السياسي «وبالتأكيد. لأن عملية الفصل هاته، ركن أساسي من أركان الأيديولوجيا السائدة ومن أركان النظام الإقتصادي السائد نفسه.
وإذن، كيف تساهم الشغيلة العاملة المغربية في بناء مقومات الوطن الواحد؟.الجواب هو في اعتقادنا: بأن تُقحم الهم الاقتصادي في الهم السياسي، أن تصل بينهما حيث الآخرون يقطعون أو يبترون. وللهم الإقتصادي معنى محدد: القاعدة الاقتصادية لوجود الوطن وبناء وحدته الترابية.
2/ في التمثيل السياسي الحقيقي للشعار:
سنقول دائما ونكرّر،إن الرأسمالية الطفيلية غير المُنتجة والتابعة هي القاعدة الاقتصادية لتفكيك النسيج الاجتماعي الوطني. وأي نهج اقتصادي يرمي إلى إحياء هذه القاعدة للمغرب، ليس يُساهم إلا في بناء مقوّمات تفككه.فكيف إذا تضاعفت مفاعيل هذا الاقتصاد مع تأثيرات اللّهط والانقسام السياسي غير الممؤسس؟؟
المُقلق في هذا،هو مدى التّسليم المتزايد بعملية الفصل التعسفي هاته (بين السياسي و الاقتصادي ) في أوساط يُفترض فيها أن تمثل المتضررين من تلك الإيديولوجيا وذلك النظام.؟؟(نقابة إ.م.ش كمثال فاضح).
أكثر من 40 في المئة من الدخل الأهلي المغربي من عائدات العاملين بالخارج،والبطالة تدفع بمئات الألوف من العمال والشباب خارج حدود الوطن.وفي بعض الحالات تُستبدل القوى العاملة بعمال من خارج المغرب.
يعني ماسبق أن هذه الوقائع مقلقة وتتجه بسرعة بوتيرة سريعة إلى بلد أكثر منتجيه وأكثر قواه العاملة، تعمل خارجه.وفي الوقت ذاته تتهمش قطاعات واسعة من ساكنيه وقوته العاملة المحلية، بين بطالة مقنّعة أو سافرة وفعاليات طفيلية غير منتجة،وليس هذا وحسب،بل وتكتسح البلد موجات تلو الموجات من الإنفاق الاستهلاكي( مجموعة أكوا لصاحبها أخنوش؟).فتولد ثنائية غريبة جدا: مستهلكون في الداخل منتجون في الخارج.

الكاتب : عبد الله راكز - بتاريخ : 24/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *