انتصار القدس هل يحيي الضمير العربي ؟؟

بقلم / غسان مصطفى الشامي

انتصرت إرادة وعزيمة أهلنا المرابطين في القدس انتصروا ومن خلفهم فلسطينيو عام 48 وكافة أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة المناطق والحارات وجميع الأحرار وأصحاب الضمائر الحية في العالم ؛ هذا الانتصار العظيم تحقق بفضل الله وبدعوات الصالحين من أبناء شعبنا وأمتنا وبثبات وصمود أهلنا في القدس والمكوث الدائم على بوابات وأبواب القدس إلا أن انتصرت إرادة أهل القدس في هذه المعركة المصيرية ..
انتصرت القدس بدماء الشهداء والمرابطين أبناء فلسطين الأوفياء الذين روّت دماؤهم الطاهرة الزكية تراب وباحات المسجد الأقصى .. انتصر المرابطون في القدس على الاحتلال، ودخلوا القدس أفواجا فاتحين مهللين بهذا الانتصار الذي حققه رجال ومشايخ ونساء وأطفال القدس ومن خلفهم أبناء شعبنا الفلسطيني والأحرار من أبناء الأمة العربية الإسلامية.
ويجول في النفس تساؤلات كثيرة أمام تجليات الانتصار في معركة الأقصى .. وأهم هذه التساؤلات هل يحيي هذا الانتصار ضمير الأمة الغائب عن القدس ؟؟ هل يحرك هذا الانتصار الصمت والسكون العربي من نصرة القدس والمسجد الأقصى ؟؟ هل يحرك هذا الانتصار الضمير العربي ويتم قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإغلاق سفاراته وتنكيس أعلامه ؟؟ تساؤلات كثيرة حول هذا الانتصار الذي يحتاج إلى المزيد من الدعم والمساندة لمواصلة الوقف في وجه جرائم الاحتلال الصهيوني في المسجد الأقصى المبارك .
ويرى كاتب السطور أن هذا الانتصار المشرف للقدس والمسجد الأقصى تحقق بإرادة وصمود وثبات أهل القدس وبوعيهم الثوري بمخططات العدو الصهيوني لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، وقد خرج المقدسيين شبابا وشيوخا ونساءً وأطفالاً يدافعون بأرواحهم على المسجد الأقصى وهو دليل على الإرادة الصلبة وصدق الانتماء الذي كسر جبروت الاحتلال الإسرائيلي وأوقف المخططات الصهيونية لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على القدس والمسجد الأقصى المبارك .
ويؤكد كاتب المقال أن الانتصار الذي حققه أهلنا في القدس المحتلة وأهلنا فلسطينيو عام 48 هو علامة فارقة في مقاومة الاحتلال الصهيوني والوقوف في وجه السياسات الاحتلالية في القدس والمسجد الأقصى، والمعركة متواصلة لإجبار الكيان الصهيوني على وقف كافة جرائم التهويد في القدس ووقف مواصلة بناء المئات من الوحدات الاستيطانية في القدس.
رسالة الانتصار التي سطرها أهلنا في القدس وكافة أبناء شعبنا الفلسطيني في هذه الملحمة التاريخية تقول أنه لا سلام مع الكيان الصهيوني ولا يوجد في الأفق حلول مع الكيان ولن نقبل بحل الدولتين وتقسيم مدينة القدس إلى شرقية وغربية، ويجب أن يعي المفاوضين هذه الرسالة رسالة الشباب والشيوخ والنساء في القدس رسالة العز والفخار رسالة الجهاد والاستشهاد على باحات الأقصى هذه الرسائل المسطرة بالدماء تؤكد على إسلامية وفلسطينية القدس وهي العاصمة الأبدية لأرض فلسطين .
ويبرق كاتب المقال بأسمى التحايا لرجالات وشيوخ القدس ومرجعياتها الدينية التي وقف صخرة تحطمت عليها سياسات الاحتلال الصهيوني نطير التحية لشيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح والشيخ عكرمة صبري الذي تعرضت للإصابة خلال رباطه على بوابات المسجد الأقصى المبارك هؤلاء الرجال هم من صنعوا الانتصار وواصل الليل بالنهار في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى وفي التواجد الدائم أمام بوابات القدس، لقد كان للمرجعيات الدينية في القدس دور كبير في الوقوف في وجه سياسات الاحتلال التي تهدف إلى السيطرة الكاملة على القدس وفي أيام الإغلاق الأولى للمسجد قامت القوات الإسرائيلية بالتخريب والعبث داخل أقسام المسجد الأقصى منها دائرة التراث والمكتبة الإسلامية التي تذخر بما تحتويه من وثائق إسلامية هامة تؤكد على هوية وتاريخ القدس الإسلامي.
بعد الانتصار المبين الذي حققه أهل القدس وفلسطينيو 48 لم يتوقف الصهاينة على مخططات مؤامرات هدم المسجد الأقصى والسيطرة الكامل على القدس، حيث تواصل حكومة ( نتنياهو) العنصرية مخططات توسيع حدود القدس وضم المستوطنات لها وتغيير حدودها ومعالمها وتناقش حكومة ( نتنياهو) هذه الأيام مخطط توسيع حدود بلدية القدس وضم مستوطنات ( معاليه أدوميم ) و ( بيتار عيليت ) و( جفعات زئيف) و ( غوش عتصيون) للقدس بهدف زيادة أعداد اليهود في المدينة المقدس حيث شدد ( نتنياهو) على أن هذا المخطط سيعيد للقدس مكانتها ورمزيتها ، فيما تم المصادقة في الكنيست الصهيوني على فصل الأحياء المقدسية الفلسطينية بجدار عن القدس مثل مخيم كفر عقب و حي شعفاط وهذه الأحياء الفلسطينية يسكنها أكثر من (150 ) ألف نسمة، لتبقى القدس يهودية خالصة لليهود .
أمام الفلسطينيون معركة كبيرة للوقوف في وجه مخططات ضم الكتل الاستيطانية للقدس وتغيير معالمها العمرانية والجغرافية والديمغرافية ووقف جرائم الاحتلال الصهيوني في مواصلة سرقة أرضنا الفلسطينية، مواصلة سياسات التهويد والحفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى المبارك .
إلى الملتقى ،،،

الكاتب : بقلم / غسان مصطفى الشامي - بتاريخ : 01/08/2017