تضامن عربي وإفريقي في مقابل عداء جزائري

الطيب الشكري

لا يسعنا اليوم إلا أن نوجه عبارات الشكر والامتنان لكل الدول العربية الشقيقة ومعها عدد كبير من دول العالم على دعمها القوي والمستمر واللامشروط  لقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية وبخاصة الدول العربية ومعها بعض دول إفريقيا على رجاحة قراراتها من خلال فتح قنصليات لها بعدد من المدن الجنوبية والتي جاءت كتأكيد واقعي لمواقفها السابقة التي لم تتغير رغم فتور العلاقة بين بعض هذه الدول والمغرب، ما شهدناه في مدينة العيون وفي الداخلة هو تجسيد فعلي لأواصر الأخوة والعروبة والعمق الإفريقي لهذه الدول مجتمعة والمغرب ورسالة إلى خصوم وحدتنا الترابية واعتراف علني بسيادة المغرب على كامل ترابه، المغرب  الذي ثمن هذه الخطوات معتبرا إياها تتويجا لتجذر العلاقة وامتدادها واستمرارها والذهاب بها إلى أبعد مدى.
الجميع يعلم أن المملكة المغربية ملكا، حكومة وشعبا كانت السباقة دائما إلى إعلان تضامنها الكامل مع الدول التي تعرضت لقلاقل سياسية أو كوارث طبيعية ليس قولا وإنما فعلا عبر تسييرها لقوافل دعم عينية ودبلوماسية وأطقم طبية وحتى عسكرية بأمر من ملك البلاد الذي لم يخضع في أي وقت من الأوقات تضامن المغرب والمغاربة إلا للاعتبار الإنساني وللتضامن العربي والحرص على عمق المغرب الإفريقي، وطبيعي أن يأتي الرد أخويا وتأكيديا من الدول التي بادرت إلى فتح قنصلياتها والدول التي تتهيأ لنفس الفعل على عدالة القضية الوطنية وعلى أحقية المغرب في ممارسة سيادته على كامل ترابه والتي توجها  باستعادته لمعبر الكركرات من عصابة البوليساريو التي حاولت عبثا إقفاله بعد أيام استعرض فيه قطاع الطرق عضلاتهم قبل أن يتم الحسم وبشكل نهائي في إنهاء شطحات المرتزقة.
وإذا كانت عدد من الدول العربية والإفريقية قد حسمت موقفها بشكل نهائي بل عبرت عنه بشكل علني، فإن دولا عربية أخرى تقف على مسافة بعيدة وأصبح موقفها ملتبسا إلى حد ما، وهو الأمر الذي يستدعي وضوحا حتى تتضح الأمور ونتبين مواقف هذه الدول  باستثناء الجزائر التي أبان نظامها وإعلامها عن عداء كبير للمغرب ولوحدته الترابية، بل تجاوز الأمر إلى حد وصف قيادتها العسكرية المغرب بالعدو الكلاسيكي في مؤشر تصعيدي خطير ليس له ما يبرره سوى الدفع بالمنطقة إلى السقوط في أتون مواجهة لا يتمناه أي عاقل لبيب.
إن المتتبع للمواقف الصادرة عن القيادة العسكرية الجزائرية الحاكم الفعلي للجزائر بعد تحييد رئيسها المعين بسبب حالته الصحية وتضارب الأخبار حولها ولتصريحات عدد من فعالياته السياسية وتغطية إعلامه لأحداث الكركرات، سيقف على حجم العداء الذي تحمله هذه القيادات للمغرب، حيث استهداف وحدة أراضيه هي الشغل الشاغل لها بل الأكثر من هذا أن سعارها فاق حدود المغرب ليصل إلى الدول العربية المساندة لحق المغرب في الدفاع عن سلامة أراضيه وتلك التي باشرت فتح قنصلياتها بالمدن الجنوبية التي كال لها الإعلام الجزائري الموجَه كل صُنوف الاتهامات والطعن في قوميتها وعروبتها وهو ما يبين حالة الإفلاس التي وصل إليها حكام قصر المرادية في جزائر المليون ونصف مليون شهيد والتي تسيء إلى تاريخ ورجالات الدولة الجزائرية من القادة الوطنيين الذين ضحوا من أجل جزائر حرة كريمة جزائر كل الجزائريين.
ما يجهله الساسة في الجزائر أن أسلوبهم العدائي تُجاه المغرب لن يغير في الواقع شيء، بل على العكس من ذلك يقوي موقف المملكة المغربية  ويدخل الجزائر في عزلة دولية وعربية لن تكون في صالحها، خاصة وأنها تعيش وضعا اقتصاديا واجتماعيا غير مطمئن بالمرة، يتفاقم يوما بعد آخر في غياب أية حلول للمشاكل والمعضلات التي تعيشها مختلف المؤسسات الرسمية الجزائرية.

الكاتب : الطيب الشكري - بتاريخ : 24/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *