حركة‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‮ ‬‭ ‬السلطة‭ ‬والمؤسسات‮ ‬‭ ‬

‬مصطفى‭ ‬المتوكل‭ ‬الساحلي‮ ‬

بعد‭ ‬أن‭ ‬مرت‭ ‬الانتخابات‭ ‬بمختلف‭ ‬طقوسها‭ ‬المسطرة‭ ‬قانونا‮ ‬،‭ ‬التي‭ ‬رافقتها‮ ‬‭ ‬وشابتها‮ ‬‭ ‬سلوكات‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬لايستطيعون‭ ‬العيش‮ ‬‭ ‬بالديموقراطية‮ ‬‭ ‬المعرفة‭ ‬حقوقيا‭ ‬ودستوريا‭ ‬والمنظر‭ ‬لها‭ ‬عبر‭ ‬تاريخ‭ ‬تطورها‭ ‬من‭ ‬ادعاء‭ ‬اعتمادها‮ ‬‭ ‬للتحكم‮ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬خدمة‮ ‬‭ ‬طبقة‭ ‬معينة‮ ‬،‭ ‬إلى‮ ‬‭ ‬ديموقراطية‭ ‬الدولة‭ ‬والشعب‭ ‬والمؤسسات‭ …‬
ومن‭ ‬المعمول‭ ‬به‮ ‬‭ ‬لعقلنة‭ ‬قرار‮ ‬‭ ‬تحريك‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬ضوابط‭ ‬موازية‭ ‬تحقق‭ ‬الأهداف المتوخاة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬مما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نجدد‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬الأصلية‭ ‬ونضع‭ ‬أخرى‭ ‬جديدة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬أولية‭ ‬لحصيلة‮ ‬‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬وقيمتها‭ ‬المضافة‮ ‬‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالحكامة‭ ‬والعدالة‭ ‬والنجاعة‭ ‬والفعالية،‭ ‬فما‭ ‬قصد‭ ‬المشرع‭ ‬بعمليات‭ ‬التنقيل‮ ‬‭ ‬؟‮ ‬‭ ‬وما‭ ‬التأثير‮ ‬‭ ‬المرتقب‭ ‬حصوله‮ ‬‭ ‬عندما‮ ‬‭ ‬لايقع‮ ‬‭ ‬التغيير‭ ‬ويخلد‭ ‬المسؤول‭ ‬لسنوات‭ ‬مضافة‮ ‬‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬؟‭ ‬وما‭ ‬تقييم‭ ‬الإدارات‭ ‬المركزية‭ ‬للحركة‭ ‬الانتقالية‭ ‬الايجابيات‭ ‬والسلبيات‭ ‬؟‭ ‬وما‭ ‬مدى‭ ‬تطبيق‭ ‬المسؤولين‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬الدستور‭ ‬والقوانين‭ ‬في‭ ‬ارتباط‭ ‬بدولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬و‭ ‬الديموقراطية‭ ‬والحكامة‭ ‬ومفهوم‭ ‬القرب‭ ‬والإدارة‭ ‬المواطنة‭ ‬؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬انعكاساتها‮ ‬‭ ‬سلبا‭ ‬على‮ ‬‭ ‬استقرار‭ ‬عائلي‭ ‬واجتماعي‭ ‬ونفسي‮ ‬‭ ‬لأسر‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬السلطة‭ ‬والإدارات‭ ‬المختلفة‮ ‬‭ ‬بمختلف‭ ‬الرتب‮ ‬‭ ‬والقصد‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬كانت‭ ‬زوجاتهم‭ ‬موظفات‭ ‬أو‭ ‬أزواجهن‭ ‬موظفون‭ ‬يصطدمون‭ ‬بصعوبة‭ ‬وامتناع‭ ‬تحقق‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالزوج‭ ‬أو‭ ‬الزوجة،‭ ‬ويسري‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬عندهم‭ ‬أبناء‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬التمدرس‭ ‬بالتعليم‭ ‬الابتدائي‭ ‬وحتى‭ ‬الجامعي‭ ‬؟؟
فكما‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬ملزمة‭ ‬بتوفير‭ ‬ظروف‭ ‬عمل‮ ‬‭ ‬مشرفة‮ ‬‭ ‬ولائقة‭ ‬لكل‭ ‬الموظفين‭ ‬والموظفات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬العمومية‭ ‬والتدخل‭ ‬لحماية‭ ‬المستخدمين‭ ‬وشغيلة‭ ‬المؤسسات‭ ‬شبه‭ ‬عمومية‭ ‬وحتى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬فالأمر‭ ‬يعتبر‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬وإثارة‭ ‬للانتباه‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬يعتبر‭ ‬الولاة‭ ‬والعمال‭ ‬التابعين‭ ‬لها‮ ‬‭ ‬وظيفيا‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الآن‭ ‬منسقين‭ ‬ومندوبين‭ ‬ممثلين‭ ‬للحكومة‭ ‬وكل‭ ‬قطاعاتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬عمالات‭ ‬الوطن‮ ‬‭ ‬الذين‭ ‬يخضعون‭ ‬إداريا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬اختصاصهم‭ ‬لرقابة‭ ‬وتوجيهات‭ ‬وتأطير‭ ‬العمال،‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬معهم‭ ‬وتحت‭ ‬إمرتهم‭ ‬بالأقاليم‭ ‬والدوائر‭ ‬والجماعات،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‮ ‬‭ ‬السياق‭ ‬جاء‭ ‬بالفصل‭ ‬145‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬‮:‬‭ ‬‮(‬يمثل‭ ‬ولاة‭ ‬الجهات‭ ‬وعمال‭ ‬الأقاليم‭ ‬والعمالات،‭ ‬السلطة‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ « ‬يعمل‭ ‬الولاة‭ ‬والعمال،‭ ‬باسم‭ ‬الحكومة،‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬النصوص‭ ‬التنظيمية‭ ‬للحكومة‭ ‬ومقرراتها،‭ ‬كما‭ ‬يمارسون‭ ‬المراقبة‭ ‬الإدارية‭ « ‬يساعد‭ ‬الولاة‭ ‬والعمال‭ ‬رؤساء‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية،‭ ‬وخاصة‭ ‬رؤساء‭ ‬المجالس‭ ‬الجهوية،‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬المخططات‭ ‬والبرامج‭ ‬التنموية‭»‬يقوم‭ ‬الولاة‭ ‬والعمال،‭ ‬تحت‭ ‬سلطة‭ ‬الوزراء‭ ‬المعنيين،‭ ‬بتنسيق‭ ‬أنشطة‭ ‬المصالح‭ ‬اللاممركزة‭ ‬للإدارة‭ ‬المركزية،‭ ‬ويسهرون‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬سيرها‭».‬
إن‭ ‬واجب‭ ‬التحفظ‭ ‬عند‭ ‬رجال‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬والباشوات‭ ‬ورؤساء‭ ‬الدوائر‭ ‬والقواد‭ ‬والخلفاء‮ ‬‭ ‬يفرض‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬واضحة‭ ‬وشفافة‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬وخاصة‭ ‬الأحزاب‭ ‬والأعيان‭ ‬والشخصيات‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬وجمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والمنتخبين‭ ‬والمنتخبات‮ ‬‭ ‬الذين‭ ‬منهم‭ ‬من‮ ‬‭ ‬يعتقد‭ ‬بأنهم‭ ‬يمتلكون‭ ‬نفوذا‭ ‬وامتيازا‭ ‬بانتمائهم‭ ‬السياسي‮ ‬‭ ‬وعلاقاتهم‭ ‬بمسؤولين‭ ‬وطنيين‭ ‬أو‭ ‬بغناهم‭ ‬وثرواتهم‭ ‬‮..‬إلخ‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يستنتج‭ ‬المتتبعون‭ ‬والمتتبعات‭ ‬من‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬والبعض‭ ‬من‭ ‬العامة‭ ‬أنهم‭ ‬كالسلطة‭ ‬تبعا‭ ‬لمتانة‭ ‬علاقاتهم‭ ‬بها‮ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬الانطباع‭ ‬الدال‭ ‬على‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬بالقانون‭ ‬والتشريعات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬يوقع‭ ‬في‭ ‬المحظور‭ ‬بمخالفة‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‮ ‬‭ ‬القواعد‭ ‬الحقوقية‭ ‬العالمية‭ ‬والتي‭ ‬ينص‭ ‬عليها‭ ‬دستور‭ ‬المغرب‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‭ ‬بأن‭ ‬الناس‭ ‬سواسية‭ ‬أمام‭ ‬القانون‭ ‬وأن‭ ‬الإدارة‭ ‬والسلطة‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإدارية‮ ‬‭ ‬أفقيا‭ ‬وعموديا‭ ‬وقطاعيا‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الشعب‭ ‬أفرادا‭ ‬وجماعات‭ ‬ومنظمات‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬البيروقراطية‭ ‬والمحسوبية،‭ ‬وتجنب‭ ‬كل‭ ‬ما‮ ‬‭ ‬يولد‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬تذمرا‮ ‬‭ ‬بتشكل‭ ‬استنتاجات‭ ‬وأحكام‮ ‬‭ ‬سلبية‭ ‬وتحفظات‮ ‬‭ ‬من‭ ‬الإدارات‭ ‬بسبب‭ ‬طرق‭ ‬تعامل‭ ‬البعض‭ ‬بها‮ ‬،‮ ‬‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬الجميع‮ ‬‭ ‬احترام‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬لغتهم‭ ‬ومنطقتهم‭ ‬وهيئاتهم‭ ‬ومظهرهم‭ ‬ووظيفتهم‭ ‬وانتماءاتهم‭ ‬الحزبية‮ ‬‭ ‬ومستواهم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮..‬إلخ،‭ ‬وهنا‭ ‬نذكر‭ ‬باللفتة‭ ‬اللطيفة‭ ‬والحكيمة‮ ‬‭ ‬‮ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬إدارة‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬تلغي‭ ‬المهنة‭ ‬من‭ ‬البطاقة‭ ‬الوطنية‭.‬
إن‮ ‬‭ ‬الدستور‮ ‬‭ ‬يسعى‮ ‬‭ ‬للتشبع‭ ‬من‭ ‬مصادره‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬المرجعية‭ ‬الدينية‮ ‬‭ ‬بروح‭ ‬مضمون‭ ‬المأثور‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬النبوي‮ ‬‭ ‬‮:(‬‭ ‬أَلَا‭ ‬لَا‭ ‬فَضْلَ‭ ‬لِعَرَبِيٍّ‭ ‬عَلَى‭ ‬أَعْجَمِيٍّ‭ ‬وَلَا‭ ‬لِعَجَمِيٍّ‭ ‬عَلَى‭ ‬عَرَبِيٍّ‭ ‬وَلَا‭ ‬لِأَحْمَرَ‭ ‬عَلَى‭ ‬أَسْوَدَ‭ ‬وَلَا‭ ‬أَسْوَدَ‭ ‬عَلَى‭ ‬أَحْمَرَ‭ ‬إِلَّا‭ ‬بِالتَّقْوَى‮)‬‭ ‬رواه‭ ‬الإمام‭ ‬أَحمد‮.‬‭ ‬،‭ ‬والتقوى‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬والسياسة‭ ‬تتجلى‭ ‬بتطبيق‭ ‬دستوري‮ ‬‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬برقابة‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬الإنسان،‭ ‬وبتأطير‮ ‬‭ ‬من‮ ‬‭ ‬القواعد‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والحقوقية‮ ‬‭ ‬للإسلام‮ ‬‭ ‬وبالمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬المغرب‮ ‬‭ ‬لنسج‮ ‬‭ ‬وبناء‮ ‬‭ ‬ثقافة‮ ‬‭ ‬إدارية‭ ‬راقية‭ ‬ومتحضرة‭ ‬ومؤنسنة‮ ‬‭ ‬غير‭ ‬متحيزة‭ ‬ولا‭ ‬مفرطة‭ ‬في‭ ‬ضوابط‭ ‬الحكامة‮ ‬‭ ‬والعدالة‮ ‬‭ ‬التي‮ ‬‭ ‬تتحقق‭ ‬بها‭ ‬المصالحة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‮ ‬‭ ‬والإدارات‭ ‬وبتكامل‭ ‬مساير‭ ‬ومواكب‭ ‬لموضوعات‭ ‬وخدمات‭ ‬وعلاقات‭ ‬الارتفاق‭ .‬‮ ‬
وفي‭ ‬ارتباط‭ ‬بجوهر‭ ‬الموضوع‮ ‬‭ ‬ولضمان‭ ‬انسجام‭ ‬تكاملي‭ ‬بين‭ ‬آلية‭ ‬تدبير‭ ‬مدة‭ ‬زمن‭ ‬مكوث‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬التعيين‭ ‬والحكمة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬نافلة‭ ‬القول‮ ‬،‭ ‬لنجاح‮ ‬‭ ‬حركة‭ ‬تنقيل‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‮ ‬‭ ‬السلطة‭ ‬ولتكون‭ ‬إيجابية‭ ‬وعملية‭ ‬تحقق‭ ‬مبادئ‭ ‬وأهداف‭ ‬إعتمادها،‮ ‬‭ ‬أن‭ ‬تنفذ‮ ‬‭ ‬قبل‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬بسنة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬وتكون‭ ‬مدة‭ ‬استقرارهم‭ ‬بعدد‭ ‬سنوات‮ ‬‭ ‬الولاية‭ ‬الانتخابية‭ ‬أي‭ ‬6‭ ‬سنوات،‮ ‬‭ ‬لتجنب‭ ‬افتراض‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬انحياز‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬أو‭ ‬خفيا‭ ‬لجهة‭ ‬أو‭ ‬شخص‮ ‬‭ ‬بتداخل‭ ‬وتآلف‭ ‬وتعاطف‮ ‬‭ ‬مع‭ ‬سنوات‭ ‬العمل‮ ‬‭ ‬بالتواصل‭ ‬واللقاءات‭ ‬المتكررة‭ ‬بمقر‭ ‬العمل‭ ‬والاجتماعات‭ ‬والمقاهي‭ ‬والمنازل،‭ ‬وهذا‭ ‬قد‭ ‬يمس‮ ‬‭ ‬بواجب‭ ‬التحفظ‭ ‬من‭ ‬جهتين‭ ‬‮:‬‭ ‬المواطن‭ ‬والمسؤول،‭ ‬ورجل‭ ‬السلطة‮ ‬،‮ ‬‭ ‬إن‭ ‬نسج‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‮ ‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬وواجب‭ ‬التحفظ‭ ‬يقتضي‭ ‬أن‭ ‬لايترتب‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬مصالح‭ ‬وأفعالا‭ ‬تجعل‭ ‬العامة‭ ‬يظنون‭ ‬أن‭ ‬صديق‭ ‬السلطة‭ ‬ورفيقها‮ ‬‭ ‬منهم‭ ‬‮!!‬‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يروج‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬الحبو‮ ‬‭ ‬بديموقراطية‮ ‬‭ ‬الجرعة،‭ ‬جرعة‭ ‬هذا‭ ‬تريده‭ ‬السلطة‭ ‬لأنه‭ ‬معها‭ ‬وذاك‭ ‬لاتريده‮ ‬‭.‬‮ ‬
ويجمل‭ ‬الحديث‭ ‬الذي‭ ‬روته‭ ‬عائشة‭ ‬‮(‬ض‮)‬‭ ‬شطر‭ ‬المقالة،‮ ‬‭ ‬قالت‭: (‬كان‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬إذا‭ ‬بلغه‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭ ‬شيء‭ ‬لم‭ ‬يقل‭: ‬ما‭ ‬بالُ‭ ‬فلانٍ‭ ‬يقول؟‭ ‬ولكن‭ ‬يقول‭: ‬ما‭ ‬بالُ‭ ‬أقوامٍ‭ ‬يقولون‭ ‬كذا‭ ‬وكذا‭) ‬،‭ ‬رواه‭ ‬أبو‭ ‬داود‭ ‬وصححه‭ ‬الألباني‭. ‬وعَنْ‭ ‬أَبِى‭ ‬سَعِيدٍ‭ ‬الْخُدْرِىِّ‭ ‬عَنِ‭ ‬النَّبِيِّ‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قَالَ‭: «‬مَن‭ ‬اسْتُخْلِفَ‭ ‬خَلِيفَة‭ ‬إِلاَّ‭ ‬لَهُ‭ ‬بِطَانَتَانِ‭ ‬بِطَانَة‭ ‬تَأْمُرُهُ‭ ‬بِالْخَيْرِ‭ ‬وَتَحُضُّهُ‭ ‬عَلَيْهِ،‭ ‬وَبِطَانَةٌ‭ ‬تَأْمُرُهُ‭ ‬بِالشَّرِّ‭ ‬وَتَحُضُّهُ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬،‭ ‬وَالْمَعْصُومُ‭ ‬مَنْ‭ ‬عَصَمَ‭ ‬اللَّه‭». ‬أخرجه‭ ‬أحمد‮ ‬‭ ‬والبُخَارِي‭.‬

الكاتب : ‬مصطفى‭ ‬المتوكل‭ ‬الساحلي‮ ‬ - بتاريخ : 17/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *