حلقة لبنان؟

عبد الله راكز

1 – في مترتّبات
سياسة «الانتظار» :

هل فعْلاً الحكم اللبناني ممثلا بتحالفه الماروني الأصولي يستعد(بعد تعيين المغمور مصطفى أديب رئيسا للحكومة) لتنفيذ الحلقة الثانية (بعد تفجير مرفأ لبنان) من سياسة الانتظار..؟؟ التي يَنْتهجها منذ البداية بعد رفضه مسلّمات وانتظارات الشارع اللبناني المُنْتفض، كحل سياسي متوازن للأزمة اللبنانية؟؟؟.
الظاهر بل والرّاجح، أن سياسة الانتظار هاته لم تكن وليدة عجز في تنفيذ هذه الانتظارات، بل هي(كما تبدو) وليدة خطة سياسية واعية تستهدف «تجميد « الأزمة اللبنانية بانتظار المباحثات الأمريكية-الإسرائيلية العربية(بعد تطبيع الإمارات علنا ومصر والأردن والبحرين وغيرها سرا في انتظار ساعة الصفر). وقد بدا واضحا الآن، بعد التطورات الأخيرة، أن الحكم اللبناني ربط مصيره بمصير التسوية الأمريكية على صعيد المنطقة (=الزيارات المكوكية لماكرون ؟؟).
مجمل التحركات التي قام ويقوم بها ماكرون، بالتّنسيق الكامل(ولو سريا) مع التحالف الماروني-الأصولي تستهدف إبقاء الوضع اللبناني في حالة اللاستقرار، كقنبلة قابلة للتفجير، عندنا تستدعي ذلك الحلقات اللاحقة من التسوية الأمريكية بالمنطقة.
لا يعني هذا، أن الخطة الأمريكية قابلة للتنفيذ بسهولة. إن حسابات الكومبيوتر الأمريكي تتجاهل دائما إرادة الشعوب، ذلك أن الشعوب العربية إذا ما توحّدت عبر قواها الوطنية والتقدمية(وخاصة الشعب اللبناني) بإمكانها لامحالة أن تُحبط الحلقات الجديدة من المخطط الأمريكي.

2 – لبنان كحلقة
مواجهة عامة:

الآن بعد أن شرّعت «جامعة الدول العربية؟؟» التطبيع مع الكيان الصهيوني بعدم إدانتها الواضحة للاتفاق الصهيو-إماراتي(وقد تنبأنا بهذا بناء على طبيعة التطورات الجارية بالمنطقة ولبنان بالتّخصيص)، بات من الواضح أن سياسة «التجميد « التي يمارسها الحكم اللبناني للوضع الداخلي تُراهن أيما رهان على مستجدات الوضع الخارجي المحيط بلبنان. أهمها توقيع اتفاقيات أخرى خيانية مع بلدان أخرى بالمحيط، تسْمح له ولقوى التقدم العربية أيضا ولامحالة، بفهم واعتبار(حيث الفهم هنا لايكفي)، أن المواجهة العامة التي سوف تتجدّد على صعيد المنطقة سوف تكون لها وبالضرورة ترجمتها المُرتقبة على الساحة اللبنانية المزعجة.
منذ مدة خلت والسعي الأمريكي حثيث لإنجاز الحل الاستسلامي بالمنطقة في الحلقة اللبنانية، والانطلاق منها نحو شن هجمات جديدة وليس هجمة واحدة على العالم العربي، إذ لتدبيرها لابد من مواجهة ساخنة على الساحة اللبنانية المزعجة.
ولاشك ( وهذا هو المُدهش) أن يهيئ التحالف الماروني-الأصولي الأرضية لذلك أي: أرضية تفجير الحرب السياسية/الطائفية وغيرها وضرب (بدون وعي) قوى التّقدم والصمود في وجه المخطط الاستسلامي بلبنان والمنطقة.

الكاتب : عبد الله راكز - بتاريخ : 12/09/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *