حل الدولتين وتصحيح الظلم التاريخي

سري القدوة

الإجماع الدولي، الذي شهدته الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أبدى الالتزام بتمكين ودعم جميع الجهود الرامية لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمعايير المتفق عليها، بما في ذلك مبادرة السلام العربية وإعادة التأكيد الدولي على أهمية العمل وفقا لحل الدولتين المتفاوض عليه فقط على أساس خطوط 4 يونيو 1967، وبما يتفق مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة وقابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب بسلام وأمن مع إسرائيل، حيث يمكنه تحقيق التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، فهذه اللغة تعد خطوة في الاتجاه الصحيح لضمان إقامة السلام العادل والدائم في المنطقة .
التأكيد الإيجابي للرئيس جو بايدن حول دعم حل الدولتين يعد خطوة إيجابية ومرحب بها وفي الاتجاه الصحيح، ولا يسعنا كمتابعين لما مرت به القضية الفلسطينية من مراحل عصيبة في عهد ولاية الرئيس ترامب إلا أن نرحب بتلك المواقف الهامة، التي صدرت عن الإدارة الأمريكية والتي تضمنت رؤية حل الدولتين وإدانة ورفض الإجراءات الأحادية كالاستيطان والضم وهدم البيوت، وهذا لا يمكن أن يكون كافيا بدون تصحيح الوضع التاريخي والظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني، ويجب على الإدارة الامريكية العمل على فتح مكتب المنظمة في واشنطن ورفع مستوى التمثيل الفلسطيني والعمل على تطوير العلاقات الفلسطينية الأمريكية وضمان بناء الثقة بين الطرفين والاعتراف الأمريكي بالحقوق الفلسطينية كاملة .
وهذا الأمر يتطلب العمل فورا على ضرورة استئناف المفاوضات المباشرة والجادة والهادفة والفعالة بين جميع الأطراف المعنية في أقرب وقت ممكن، وخلق آفاق سياسية واقتصادية من أجل الحفاظ على حل الدولتين وضرورة الامتناع عن جميع الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوض جدوى عملية السلام العادل والدائم، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى واقفا عاجزا أمام ممارسات حكومة الاحتلال وعدوانها على الشعب الفلسطيني واستمرار حكومة الاحتلال ضرب قرارات المجتمع الدولي بعرض الحائط وعدم احترام حقوق المواطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتعريض حياتهم للخطر وممارسة التنكيل بحقهم في خرق فاضح للقوانين الدولية .
يجب التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي وأهمية احترام ودعم الوضع الراهن للأماكن المقدسة ووضع حد لتلك الممارسات التي تطال أبناء الشعب الفلسطيني في القدس، بما في ذلك التأكيد على أهمية استمرار الوصاية الهاشمية على المشاعر المقدسة، ولا يجوز أبدا لسلطات الحكم العسكري الإسرائيلي استخدام الأعياد الدينية لأغراض سياسية، وضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لإحداث تغيير جذري في الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في قطاع غزة،وأهمية تعزيز الدور المهم الذي تقوم به مصر واليونسكو في جهود وقف العدوان الإسرائيلي والتصعيد غير المبرر ضد قطاع غزة .
ومما لا شك فيه أن هذه الخطوات تعد مؤشرات إيجابية وبناءة من إدارة الرئيس بايدن ومؤشر إيجابي لدعم عملية السلام وإعادة التأكيد على أهمية اعتماد مبدأ حل الدولتين وإقامة المؤتمر الدولي للسلام تحت إشراف الأمم المتحدة، وأن أي خطوات جديدة أو عودة للمفاوضات يجب أن تكون تحت رعاية وضمانة دولية وأهمية احترام وحدة الأراضي الفلسطينية المحتلة وتواصلها وسلامتها، بما في ذلك القدس الشرقية، وهذا يشمل الوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية، والاستيلاء على الأراضي وإجلاء الفلسطينيين من منازلهم، الذي يشكل انتهاكا للقانون الدولي .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

الكاتب : سري القدوة - بتاريخ : 01/10/2022

التعليقات مغلقة.