ديناميات الفضاء العام المغربي في العصر الرقمي
أنوار التازي*
ساهمت وسائط التواصل الجديدة في التأسيس لفضاء عمـومي افتراضي بـديل أو مكمل للفضاء العام التقليـدي الذي طرحه هابرماس، وذلك في ضوء العديد من المتغيرات التي حدثت في البيئة التواصلية، خاصة مع التطور التكنولوجي الحاصل في وسائل الإعلام والاتصال، وما تلاه من تحولات على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية.
ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي، لما تتميز به من خصائص السرعة والتفاعلية والحرية، أدوارا كبرى في تشكيل مجال عمومي افتراضي للتعبير السياسي والاجتماعي للأفراد حيث يمارس المواطنون في هذا المجال العمومي الافتراضي أنشطة جديدة ذات علاقة وطيدة بالشأن العام.
ماهية الفضاء العام
إن موضوع الفضاء العمومي، يعتبر أحد أهم المواضيع التي شغلت فكر الباحثين في مختلف التخصصات فأولى الاستعمالات لهذا المصطلح كان من خلال الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني يورغن هابرماس، الذي استخدمه من أجل توضيح الحياة العامة في المجتمع البورجوازي ولتحقيق التواصل بين الأفراد، كون هذا الفضاء يتسم بالتباين في النشاطات وطبيعة العلاقات الاجتماعية القائمة بين الأفراد، كما تعد نظرية الفعل التواصلي أهم نظرية في مشروعه، فهي تجمع مرجعيات فلسفية وسوسيولوجية وأيضا سياسية واجتماعية.
يعتبر مفهوم الفضاء العام من أكثر المفاهيم تداولا واشتغالا بين معظم الباحثين في العلوم الاجتماعية والإنسانية، قصد فهم الحياة الاجتماعية والسياسية، فهو ذلك المجال الذي تتم فيه المشاركة والنقاش العلني لجميع الطبقات ولا يوجد فروقات بينهم. لقد نشأ مفهوم الفضاء العام/ العمومي في المجتمع الغربي بواسطة عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية، أدت إلى تحول الفضاء العام إلى خاصية من خصائص المجتمعات الديمقراطية الحديثة، ولكن في المجتمع العربي قد تعددت تسمياته، فترجمة المفهوم إلى المجال أو المكان له بعد قيمي يعطي صفة ثانية للمفهوم.
يبقى الهدف الأساسي هو تبيان المفهوم وربطه بوسائل التواصل الاجتماعي، فهذا المفهوم لم يعد منحصرا بتبادل المعلومات وتقنيات تبليغها وإيصالها، بل أصبح يشكل نظرية علمية مستقلة بذاتها، وتعد المنطلقات الهبرماسية دليلا على هذا التحول، فهي منطلقات استفادت من نظريات العلوم الاجتماعية التي ركزت على الهوية الذاتية والتفاعل مع الآخرين. ويشير التواصل الاجتماعي باعتباره عملية متبادلة من حيث التأثير والتأثر، إلى العلاقة التي تحدث بين الأفراد داخل نسق اجتماعي معين، ومنه يعتبر الفضاء العمومي الذي طرحه هابرماس من أبرز القضايا المحورية من خلال النقاشات المهنية، وذلك لأهمية الدور الذي يؤديه في العملية الاتصالية.
يعتبر الفضاء العمومي الميدان الأرحب والمجال المنفتح والأوسع، الذي يتيح الفرصة لجميع أفراد المجتمع للوصول إليه والانخراط فيه، من أجل تبادل الأفكار ووجهات النظر بشكل ديمقراطي وعقلاني، وإبراز مختلف الآراء والمواقف حول القضايا التي تهم الشأن العام، والمواضيع التي تجسد الاهتمامات المشتركة للأفراد، وله جانبان: جانب مادي، وآخر لا مادي أو معنوي، فأما الجانب المادي للفضاء العام فهو الحيز المكاني أو الجغرافي الذي يحتضن نشاطات الفاعلين مثل المقاهي والساحات العمومية والنوادي، وغيرها من الأماكن والمجالات التي تشكل نقطة التقاء وتجمع للمواطنين والنخب من أجل مناقشة الأفكار والأحداث والمواضيع ذات الطابع العمومي.
أما الجانب اللامادي أو الرمزي للفضاء العام، فتمثله وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، حيث استطاعت هذه الوسائل أن تنقل النقاشات العمومية من قلب الساحات العامة، إلى القنوات والصحف والإذاعات، لتتسع بذلك دائرة الجماهير المهتمة بالقضايا ذات الشأن العمومي، وتصبح بفضل وسائل الاتصال الجماهيرية ذات طابع جماهيري واسع، يحق لأي مواطن أن يدلي برأيه فيها، وأن يسمع صوته ويشارك عقله مع عموم المواطنين على قدم المساواة دون إقصاء، مما يضع حدا لاحتكار الدولة للمجال العمومي.
أدت تكنولوجيات الإعلام والاتصال عموما، والشبكات الاجتماعية خصوصا إلى إعادة تجديد مفهوم الفضاء العام ليكون أكثر قدرة على مواكبة التغييرات الحاصلة في هذا المجال، حيث ظهر مفهوم الفضاء العام الافتراضي الذي يتجاوز المفهوم المادي الجغرافي القديم لمصطلح الفضاء العمومي، ليصل مداه إلى الكونية، حيث يمكن ضمن هذا الفضاء المعلوم مناقشة القضايا الإقليمية والعالمية العابرة للأوطان والقارات، والتي تجسد ما يسمى بالمواطنة العالمية، مثل قضايا المناخ والأمراض المعدية العابرة للحدود.
كما شهدت السنوات الأخيرة نقاشا صاخبا، محتدما، وغنيا حول المجال العام ومختلف الإشكاليات المرتبطة به، فلا يكاد يمر نقاش سياسي أو دراسة سياسية أو تواصلية دون استحضار هذا المفهوم ورصد مساهمته في البنى السياسية والاجتماعية، ومختلف تحولاتهما وسيرورتهما.
وحري بالذكر، أن أهمية الفعل التواصلي تزايدت نتيجة ظهور وسائل تواصلية جديدة، كمواقع الشبكات الاجتماعية الفيسبوك، التويتر، المدونات الإلكترونية، واليوتيوب…، تميزت بخصائص الآنية والتفاعلية واختصار الزمن والمكان، فمعها، ومع ما وفرته من آليات للتواصل، غدا العالم موحدا بدون حدود زمانية ومكانية، وأصبحت القضايا المحلية قضايا عالمية يتداولها ويناقشها الكل بدون شرط أو قيد، وفرضت بذلك واقعا جديدا داخل المجال التواصلي والنقاشات الدائرة فيه.
سياق تشكل الفضاء العام التواصلي
أشار هابرماس إلى أن هناك أربع فرضيات لتشكل المجال العام وهي:
• الفرضية الأولى: إتاحة حيز ما للأفراد، يمكنهم من المناقشة والحوار حول القضايا الهامة، وتبادل المعلومات والآراء، بناء على مبدأ المساواة، فالمستوى الاجتماعي والاقتصادي لديهم لم يمثل شرطا من شروط المشاركة في الحوار.
• الفرضية الثانية: يرى أن كثرة وتعدد الجماهير في مجالات عامة متعددة يبتعد عن فكرة المجال العام الديمُقراطي الذي ينبغي أن يكون مجال عاما واحدا شاملا يربط بين جميع الأفراد في المجتمع.
• الفرضية الثالثة: يرى أن النقاش الذي يتم في المجال العام، ينبغي أن يقتصر على الاهتمام بالحوار عن القضايا العامة الشائعة المعنية بالصالح العام.
• الفرضية الرابعة: أن إطار العمل الديمُقراطي للمجال العام يتطلب انفصالا تاما بين المجتمع المدني والدولة.
ساهم الإعلام الجديد في إعادة إحياء المجال العام، لما يملكه من إمكانيات تكنولوجية عالية، خلقت مجالا للمناقشة والحوار ذو طابع سياسي، ومكنت الأفراد من الوصول إليها والتكيف مع الثقافة السياسية السائدة في ظل أنماط الرأسمالية، وتؤكد نظرية المجال العام على أن وسائل الإعلام الرقمية وبصفة خاصة شبكة الأنترنيت، تخلق حالة من الجدل بين الجمهور، وتؤثر على الحكومات والجماهير والنخب، ومنذ انتشارها والجميع يتحدث عن الديمقراطية الرقمية، والمجال العام الافتراضي.
يرتبط المجال العام الافتراضي بالأنترنيت ارتباطا وثيقا، إذ يعد هذا المجال فرصة أمام الأفراد لتبادل الأفكار والمعلومات والاهتمامات المشتركة، وليكون مجالا للتعبير الحر عن آرائهم التي لا يستطيعون البوح بها أو التعبير عنها في المجتمعات الواقعية، ففي هذا المجال يشكل المشاركون فيه ثقافة من نوع خاص تسمى ثقافة المجال الافتراضي، وهي ثقافة لها عاداتها وسلوكها الذي يميزها عن الثقافة الواقعية. وينبني المجال العام الافتراضي على عدة مقومات يمكن إجمالها في، المعرفة التي يمتلكها الأفراد، والشعور بالتميز والوحدة، والمشاركة القائمة على تجانس الاهتمامات، حيث يجمع الأفراد في المجال الافتراضي اهتمامات ودوافع وهويات متشابهة إلى حد كبير، يصل حد التجانس، فقوة المعرفة التي بحوزة بعض الأفراد المشاركين وإحساسهم ببعضهم كجماعة مميزة تشترك باهتمامات متشابهة، هما اللذان يدفعان بهم إلى المشاركة في النشاطات وإلى تحقيق الأهداف التي اجتمعوا من أجلها في هذا المجال.
يمكن التمييز بين الفضاءات التقليدية والفضاءات الافتراضية من خلال المقارنات الآنية بين خصائص كل شكل من أشكال هذين الفضاءين:
• الفضاء التقليدي فضاء حقيقي، أما الفضاء الافتراضي فهو فضاء غير حقيقي، بل تخيلي.
• يتميز الفضاء التقليدي، بوجود الأماكن والمدن والمؤسسات الطبيعية التي يوجد فيها الأفراد في حين، ينتشر الفضاء الافتراضي في الشبكات الاجتماعية التي يتم إنشاؤها باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
• الفضاء التقليدي هو فضاء مادي ومرئي، في حين أن الفضاء الافتراضي هو فضاء غير مادي وغير مرئي.
• الفضاء التقليدي فضاء، فضاء ملموس، وأما الفضاء الافتراضي فهو غير محسوس.
• يشكل الفضاء التقليدي جزءا من الواقع التقليدي، وأما الفضاء الافتراضي فلا يوجد مع الواقع التقليدي، بل موازيا له.
• يتصف الفضاء التقليدي، بأنه فضاء اجتماعي، في حين يتصف الفضاء الافتراضي بأنه فضاء غير اجتماعي.
المجال العام الافتراضي بالمغرب
إن الشبكات الاجتماعية قد أسهمت حقا وحقيقة في تأسيس مفاصل المجال العام بالمغرب، ليس فقط بخصوص فضاء النقاش والحوار الذي فتحته أمام الجمهور، ولكن أيضا كونها فسحت لهذا الأخير سبل الإسهام غير المباشر في اتخاذ القرار.
وفي هذا السياق، لم تسهم شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب، فقط في إعادة تشكيل المجال العام كما عهدناه من قبل، بل أسهمت أيضا في توسيع نطاقه، وتمديد فضاء فعله وتفاعله. ومن ثم، فالمجال العام الواقعي لم يعد محصورا في الأطر الجغرافية أو السياسية أو الثقافية التي كانت ترسم حدوده، بل بات له رافد معتبر على الشبكات، يطول من خلاله جمهورا ذا هوية افتراضية خالصة، وليس لبعض منه أدنى فكرة عما هو المجال العام المادي.
صحيح أن دور هذه الشبكات أساسي ومحوري في إعادة بناء رأي عام، مرتكز وقائم على توافر مجال عام، لكن ذلك لا يكفي في حد ذاته، إذا لم يتم خلق جسور تصريف القرارات والمداولات بين هذا المجال الافتراضي والمجال العام على أرض الواقع.
وإذا كان الجيل الأول من هذه الشبكات قد سهل عملية الوصول إلى المعلومات والأخبار، وأتاح للأفراد إمكانيات إنتاج المضامين وبأشكال تعبيرية مختلفة (منتديات حوار، صفحات خاصة، غرف دردشة، مواقع مدونات وغيرها)، فإن الجيل الثاني من هذه الشبكات (جيل الفايسبوك منصة إكس واليوتوب حصريا) قد أتاح منابر واسعة للنقاش والحوار وتبادل الآراء والأفكار، وحشد الجماهير لمناصرة قضية من القضايا، أو لتكوين رأي عام حول القائم منها، أو لإثارة إشكاليات مجتمعاتية لم تكن وسائل الإعلام والاتصال التقليدية تعيرها الاهتمام الكافي، أو تتبرم عنها، أو تمارس الرقابة على من يثيرها ويطرحها للعلن.
وبناء على ذلك، فلو استعدنا مفهوم المجال العام في ظل شبكات التواصل الاجتماعي فسنقول بأنه هو تلك المساحات الواسعة التي يقوم أعضاء هذه الشبكات من بين ظهرانيها، بتناول ما يستجد لديهم من قضايا وإشكالات، ليخلصوا بموجب ذلك، إلى صيغة ما لكيفية عيشهم وعملهم معا وبشكل جماعي، في الحاضر كما في المستقبل سواء بسواء.
وبالحديث عن المغرب، ينبغي التأكيد على ارتفاع قاعدة مستخدمي شبكة الانترنيت، حيث تشير الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات إلى أن حظيرة مشتركي الانترنيت خلال نهاية سنة 2017 عرفت تطورا إيجابيا، حيث بلغت قرابة 22 مليون مشترك. كما تطورت لتصل إلى 30 مليون مشترك نهاية سنة 2022، والرقم قد ارتفع إلى أكثر من ذلك بإحصائيات رسمية.
وفي ما يتعلق بتعميم الهاتف الذكي وخدمة الانترنيت في المغرب، تشير الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات إلى أن نسبة تجهيز الأفراد بالهاتف المتنقل بلغت 99,8 في المئة سواء تعلق الأمر بالوسط الحضري أو الوسط القروي. كما بلغ العدد المتوسط للأفراد الذين يتوفرون على هاتف متنقل داخل الأسر 3,9 فرد. ويمتلك زهاء 92 في المئة من الأفراد الذين تتجاوز أعمارهم خمس سنوات هاتفا متنقلا 73 في المئة من ضمنهم يتوفرون على هاتف ذكي. أما بالنسبة للأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و39 سنة فهم يحتلون الريادة من حيث امتلاك الهواتف الذكية، بنسبة تقارب 80 في المئة، وتجاوزت حظيرة الهواتف الذكية مستوى 22,6 مليون وحدة، وتستعمل نسبة 86 في المئة من الأفراد الذين تتجاوز أعمارهم خمس سنوات والذين يتوفرون على هاتف ذكي، هذا الأخير للإبحار في شبكة الانترنيت، حيث يقدر عددهم بزهاء 19,6 مليون فرد، وتستعمل نسبة 93 في المئة من الأفراد الذين يتوفرون على الهواتف الذكية التطبيقات المتنقلة ويظهر هذا الأمر جليا بالوسطين الحضري والقروي.
بخصوص الولوج إلى المواقع الاجتماعية في المغرب، ولج 94.3 في المئة من مستعملي الانترنيت البالغة أعمارهم ما بين خمس سنوات وأكثر، أي 18,5 مليون مستعمل إلى المواقع الاجتماعية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من سنة2017، ويشارك 98.4 في المئة من مستعملي الأنترنيت البالغة أعمارهم ما بين خمس عشرة وأربعة وعشرين سنة في المواقع الاجتماعية. ويلج ثمانية أشخاص من أصل عشرة يوميا إلى المواقع الاجتماعية، حيث يخصص نصف هذا العدد أكثر من ساعة واحدة لهذا النشاط.
أدى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في المناقشات العامة وخاصة في المجال السياسي، إلى تعزيز الحريات، من خلال حرية الخطاب الذي يقدمه المشاركون عبر هذه الأدوات التي تعمل على طرح جميع الآراء دون قيود، كما مكنت المستخدمين من الحصول على المعلومات بسهولة وفي أقل وقت ممكن، كما مكنتهم أيضا من تبادل الأفكار ومناقشتها وتكوين ما يُعرف بالرأي العام الإلكتروني، وعملت على تعزيز الديمقراطية، إلى جانب صعود الحركات السياسية عبر تجميع ملايين البشر خلالها، كما لعبت دورا هاما في إبراز الحركات الناشئة، وتمكين مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية.
على سبيل الختم
تعد شبكات التواصل الاجتماعي، من أهم الوسائط الاتصالية الجديدة التي فتحت آفاقا واسعة ومساحات للتعبير عن حيز متسع من القضايا والأحداث المتعلقة بمختلف الشؤون العامة، ليتم التأكد عبر متابعة أدوارها، أن عددا منها يتجاوز نطاق كونه تعبيرا ذاتيا عن رؤى ومواقف شخصية، للعمل كمجال عام وساحة يتم من خلالها عرض وإدارة نقاش عام، وبلورة توجهات بشأن قضايا ذات أولويات جماهيرية.
فمواقع الشبكات الاجتماعية تعد مجالا خصبا لدراسة المجال العام، من واقع ما تتيحه من إمكانيات للمشاركة والحوار أمام فئات مختلفة من واقع إبراز القضايا وتطوير النقاشات حولها، فضلا عن معدل أعلى من التفاعلية غير متاح تاريخيا في وسائل الإعلام التقليدية، وهذا يعني أن شروط عمل هذه الوسائل الجديدة تحقق مفهوم وأدوار المجال العام بصورة مثلى.
وبالرغم من أن الأنترنت يمكن أن تضمن وتكفل فضاء للنقاش وتعمل كمجال عام وتسمح بالتعبير عن آراء كثيرة مختلفة، يرى البعض أن احتمال تكوين المجال العام على الشبكة، لا يجب أن يتم التعامل معه بمثالية، واعتباره قابلا للتطبيق عمليا بدون أي انتقادات، فقد شكك العديد من الباحثين في إمكانية توفير المضامين المعلوماتية التي يساهم المستخدمون في إنتاجها مجالا عاما أكثر ديمقراطية على الانترنيت، لأن الوفرة المعلوماتية والكثافة التواصلية، قد تؤديان إلى فوضى تواصلية، تدفع الجمهور إلى المطالبة بسلطة ما تفرزه المعلومات التي تنهمر عليه، وتساعده في تفسيرها.
: دكتور في القانون العام والعلوم السياسية
الكاتب : أنوار التازي* - بتاريخ : 11/08/2025

