رئيس وزراء الاحتلال يتجاهل التاريخ

سري قدو

لم يتعدّ خطاب رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تلك الحقائق العنصرية التي يتمتع بها، والفكر الصهيوني الذي يعبر عن عقلية الاحتلال القائم بالقوة العسكرية، متجاهلا حقائق التاريخ، ومتسترا على جرائم الاحتلال التي مارسها ضد الشعب الفلسطيني، من مجازر ارتكبت بدم بار،د ومن تهجير مارسه بالقوة، واحتلال الأراضي العربية من قبل مجموعات هاجاناه وعفوداه وعصابة ليحي والأرغون، وأن تلك المجازر الإرهابية التي نفذتها العصابات المحتلة بحق الإنسان والأرض الفلسطينية، هي حكاية جرح ووطن، امتدت عبر الأجيال لتشكل هذا التاريخ الفلسطيني والمأساة التي كبرت معنا، جرحا عميقا لا يعرف المحن، تسببت في مأساة شعب سرقت أراضيه، ودمرت حقوقه، وشرد عبر بقاع الأرض ، لتعترف اليوم وتكشف وسائل الإعلام الاسرائيلية عن تلك المجازر البشعة التي ارتكبتها العصابات الاسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
لقد ارتكبت قوات الاحتلال والمجموعات المسلحة التابعة لها الجرائم البشعة، واستخدمت الأساليب المحرمة دوليا لبث الخوف والرعب في قلوب السكان الآمنين، ودفعهم للهروب من الموت، وترك المكان وتهجيرهم بقوة البطش وإعمال القمع والتنكيل المستخدمة، حيث اعترفت وسائل إعلام الاحتلال الاسرائيلي ضمنا عن بعض ممارسات هذه الجرائم، وكانت قد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا مطولا كشفت خلاله عن تفاصيل إحدى المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية قبل 71 عاما في قرية الصفصاف الفلسطينية في الجليل الأعلى خلال عملية أطلق عليها حيرام، وراح ضحيتها 52 رجلا.
إن وقوف نتنياهو أمام الامم المتحدة وتسويقه للأكاذيب واستمراره في محاولات طمس جميع دلائل النكبة عبر سرقة وإخفاء الوثائق المتعلقة بالتاريخ الفلسطيني، واستمرار حجب الوثائق التاريخية وإخفاء الحقائق والتكتم عن أسرار النكبة، لا يمكن أن يستمر طويلا، فتلك الجرائم المروعة هي شاهدة حية على الواقع الذي عايشه الشعب الفلسطيني، حيث سجل التاريخ أنهم قاموا بتهجير شعب بالكامل، وسرقة أراضيه، وإقامة المستوطنات غير الشرعية على الأرض الفلسطينية في معركة مفتوحة منذ عام 1948 وممتدة حتى اليوم.
إن الشعب الفلسطيني يمتلك الحق في الدفاع عن نفسه، والمضي قدما بإحالة ملفات جرائم الاحتلال الإسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية، والعمل على فضح سياسات الاحتلال الإسرائيلي على المستوى الدولي، وفضح السياسة الأمريكية التي باتت منحازة للاحتلال، وأنه حان الوقت لإنهاء أطول احتلال بالتاريخ المعاصر، وإننا نشهد صورة استيطانية، وجرائم متواصلة استمرت عبر التاريخ تجاهلها رئيس وزراء الاحتلال وهو يسوق أكاذيبه، ويطعن في الرواية الفلسطينية مزورا للحقائق التاريخية العامة والأحداث التي شاهدها العالم أجمع وأغلبها موثق بالصور والفيديوهات، التي تكشف عن جرائم التهجير التي لحقت بالشعب العربي الفلسطيني نتيجة الاحتلال والمجازر، التي نفذتها عصابات الاحتلال، مستغلا الدعم والتستر الأمريكي المعادي للشعب الفلسطيني، حيث يتم فتح الباب على مصراعيه لتصعيد سياسة الاستيطان، ومصادرة الأراضي، وتنفيذ مخططات صفقة القرن الأمريكية.
إن الصراع لا يمكن أن ينتهي، بأي حال من الأحوال في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، واحتلال واغتصاب ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وأنه لن يتم إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها الوطني، مهما تكالبت كل قوى البطش والعدوان، وتفرعت وتشابكت المؤامرات، فلا يمكن أن ينتصر الباطل على الحق، ودائما كان الحق هو المنتصر، والشعب الفلسطيني يملك الحقوق، التي لا تسقط بالتقادم، فهذا الحق هو حق قانوني وشرعي وتاريخي، ولا يمكن أن يسقط مهما استمر الزمن .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : سري قدو - بتاريخ : 06/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *