رسالة حب وتعاطف إلى سعيد نشيد…

عبد السلام الرجواني

بكثير من الأسى والألم قرأت مخطوط محنتك متعددة الأوجه مع المرض والاضطهاد الفكري والاعتداء على حقك في الكتابة ثم على مصدر رزقك… ومما زاد في ألمي أنك عشت معاناتك في صمت وفي غفلة منا جميعا نحن محبو الفلسفة ودعاة الحداثة وحقوق الإنسان…

عزيزي سعيد … إن محنتك امتداد لمحن الحلاج وابن رشد وابن خلدون وإسبانيا وبرونو وابن المقفع والمعري وغيرهم ممن لاحقتهم محاكم التفتيش في مشارق الأرض ومغاربها، ومنهم من سحل، ومن خلعت أسنانه، ومن أحرق حتى؛ وهي بالمقابل امتداد لسلطة الكهنوت والفكر الظلامي في نسخه المحدثة. فليس غريبا على أعداء الحرية، حرية الفكر والمعتقد، وأعداء العقلانية في مقاربة قضايا الوجود والمعرفة، أن يعملوا قدر ما استطاعوا لاغتيال رموز التنوير وحاملي مشروع الحداثة، الذي هو وحده القادر على إبطال مشروعهم الظلامي. قبلك أعدموا فرج فودة وحسين مروة وغيرهم من أعلام الفكر والأدب والفن في مصر والجزائر ولبنان وبلاد ما بين النهرين، فلا عجب ان استهدفوا رزقك وقد ينالون منه، واستهدفوا كرامتك وهي عزيزة عليهم.

أيها السعيد العزيز…. قضيتك ليست لك وحدك، فهي أكبر حجما، وأخطر فعلا،  وأعظم دلالة… وبالتالي فهي قضية تهم كل الديمقراطيين والحداثيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والحالمين بمغرب الكرامة والحرية والتقدم. وعليه على كل هؤلاء بغض النظر عن وجهاتهم السياسية وإطاراتهم المؤسساتية أن يرفعوا أصواتهم(ن) عاليا ليس للتضامن فقط وإنما لإدانة هذا المنحى العقابي ضد كل مفكر حر وتفكير عقلاني. وأدعو النيابة العامة لفتح تحقيق في ما حصل لأن ما حصل يقوض دعامات المشروع الوطني الديموقراطي ويهدد سلامة الأمة والوطن.

سعيد أخي في الوطن والفكر والحلم…. إن كنت أقدر أساك وحزنك على وطنك، فإني لا أخالك نادما على مسارك الجواد فكرا وتدريسا وكتابة، بل إني على اقتناع عميق أن ما حصل لن يزيدنك إلا سخاء في العطاء وعمقا في التفكير وصلابة في المقاومة.

إننا معك، وأدعو كل محبي الحكمة وعاشقي الكتابة إلى التضامن مع سعيد في محنته وأدعو الإطارات الحقوقية والنقابية والسياسية للترافع من أجل أن يستعيد نشيد حقوقه مواطنا ومدرسا ومفكرا….

الكاتب : عبد السلام الرجواني - بتاريخ : 21/04/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *