عن « الموديل» القمعي للحركات الأصولية؟؟

عبد الله راكز

في الحداثة المُترافقة مع الغزو الاستعماري:
إن ردود الفعل الأصولية الأولى ضد الحداثة المُقتحمة والمترافقة مع الغزو الاستعماري(= منها حملة نابوليون على مصر) كما تمظهرت في الوهابية (بالحجاز) والسنوسية( بليبيا ) وحتى السلفية الوطنية (بالمغرب).. إلخ، ارْتدَت طابعا وطنيا مقاوما، ولكن ذلك المظهر عبر عن مضمون إقطاعي، هيمن ويُهيمن على البنى الاجتماعية ويمنع تحديثها إلا في سياق تعزيز سيطرته المتشددة( محاولات مصادرة السلطة من لدن حزب الاستقلال بقيادة علال الفاسي في البدايات الأولى للاستقلال؟).
إن ردود الفعل هاته، مشرقيا أو مغربيا، والتي كانت في مناطق صحراوية أو ريفية عربية،عبّرت عن الوعي الإقطاعي المذهبى التقليدي للإسلام، الذي ظل مسيطرا بشكل كلي على الجمهور، مانعا إياه من أي بصيص حضاري في تلك المناطق المحبوسة بالرمال والسيوف؟؟( هذا قبل أن يزيحه وكامتداد، مايسمى « الجهاد» الإسلامي؟).
لقد أعطى مثل هذا الوعي للإسلام في مراكزه البدوية الحصينة، « موديله» القمعي والمتخلف إلى الوعي الأصولي المُسيّس للإسلام المستيقظ في المدن العربية، وهذا كله- وباختصار- ليأخذ الأزياء الموحدة والطوابير العسكرية وسلطة الديكتاتور المطلق وإرادة القوة، مُدمجا معها سيادة النص الحرفي على التّأويل الإنساني، معتبرا المرحلة الإقطاعية العتيقة نموذجها الأمثل؟؟
2-في التعايش بين التقليدي والرأسمالي:
ستعبّر القسمات الأولى الأصولية عن المسار المُعاكس للعصر الديموقراطي، فعلى هذا الوعي (المذكور) أن يدافع عن تركيبة اجتماعية منهارة، وأن يحتفظ بأبنيتها السياسية والاجتماعية والفكرية، مع القبول بأجزاء أساسية من العلاقات الرأسمالية الاقتصادية، وإضفاء طابع ديني شكلي على الأجزاء الأخرى.
إن ما أكدته الليبرالية العربية(على علاتها )من سيادة للأمة، وقدرة الشعب على إعادة النظر في مجمل البنية المتوارثة، وعصرنة ودمقرطة القوانين والعادات والأفكار العتيقة كافة، يتم منعه إيديولوجيا، لتقف الأصولية ضد حكم الشعب، ومن أجل استمرارية البنية التقليدية في المرحلة الرأسمالية؟
لقد تم رفع مصالح الكومبرادور الذكوري المتزمت، الاجتماعية والطبقية، إلى مصاف المقدس والأزلي، والذي لايجوز لنهضة « العرب» الجديدة أن تمسها وتعيد النظر فيها.

الكاتب : عبد الله راكز - بتاريخ : 11/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *