فعلت كرة القدم المغربية مالم تستطع فعله القمة العربية الـ 31

بقلم: حنان الخميسي

اليوم، وأثناء تتبعنا للأحداث المصاحبة لكأس العالم قطر 2022،  والتي كانت أحداثا غير مسبوقة في تاريخ البطولة، منذ 92 عاما، لاسيما وأنها أول دولة عربية تستضيف هذا الحدث العالمي، والتي قدمت بشهادة الخصوم قبل الأصول افتتاحا مبهرا بمواصفات فاقت كل التوقعات ونجحت في تهيئة الظروف للوافذين من كل بقاع العالم المساندين لمنتخباتهم، من مرافق الإقامة والملاعب، بل والأكثر من ذلك الجانب الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي لتثبت للعالم أجمع أنها فعلا دولة بحجم أمة شاء من شاء وكره من كره..
إن المتتبعين لهذا الحدث الضخم لم يشيدوا فقط بما أنجزته قطر خلال هذه النسخة بل أشادوا أيضا بما قدمه المنتخب المغربي من أداء خرافي وتفان منقطع النظير ٱخذا على عاتقه مسؤولية إفراح 40 مليون مواطن مغربي ومعهم الشعوب العربية والإفريقية كلها، المنتظرة على أحر من الجمر هذه الفرحة منذ سنين عجاف، بعد الفوز التاريخي والمستحق للمنتخب المغربي على نظيره الإسباني، ضامنا بذلك مروره للدور الربع النهائي لكأس العالم، للمرة الأولى في تاريخه، إثر اكتساحه لبطلة العالم سابقا ب3 مقابل 0 في ركلات الترجيح بعد إنتهاء الوقت الرسمي والإضافي بالتعادل السلبي…
هذا الفوز الساحق لبلد مغربي عربي على أرض عربية وحد الشعوب العربية جمعاء على كلمة واحدة «ديما مغريييييييب» و «المستحيل ليس مغربيا.. المستحيل ليس عربيا..». ليعيش المغرب والوطن العربي معا ليلة ليست ككل الليالي، ليلة بطعم النصر بطعم الفخر بطعم العروبة، إذ أن جميع الأقطار والجاليات العربية المنتشرة حول العالم تابعت، بحب وترقب، مباراة للتاريخ وتفاعلت معها وفرحت لانتصار المنتخب المغربي، كما لو أنه منتخب بلدها، تشجيعا ونصرة للأسود،  الذين بذلوا ما بوسعهم في سبيل توحيد الشعوب على كلمة واحدة وموقف واحد بماذا؟ بكرة القدم..
يا لروعة كرة القدم، ويا لتأثيرها على الشعوب، كيف خلقت الكرة كيانا عربيا موحدا وأثبتت للعالم أن ما يجمع الشعوب العربية أكبر بكثير مما يفرقها، وما يجمعها من قواسم مشتركة أكبر بكثير من جوانب الاختلاف بينها !

الكاتب : بقلم: حنان الخميسي - بتاريخ : 10/12/2022

التعليقات مغلقة.