فيصل القاسم يخدم أجندة من ؟

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

أثار انتباهي تدوينات عدة لفيصل القاسم على صفحته يصف فيها المغرب بالمحتل ولا يتوانى في التصعيد، رغم أنه ليس إلا خادما، مطيعا لقطر ونظامها الذي كان المغرب استثناءً في العالم العربي لدعمه  عندما كسر الحصار ورفض رفضا مطلقا تلبية مطالب الإمارات والسعودية.
وفي ذروة الصراع، قام جلالة الملك بزيارة قطر كتحدي للدولتين .ورافق ذلك قرارا بالانسحاب من عاصفة الحزم .ويطرح المغاربة قاطبة أسئلة تصب كلها في البحث عن الأسباب التي دفعت فيصل القاسم الخروج بهذه الخرجات التي تمس وحدة المغرب.وهو أحد الإعلاميين في قناة الجزيرة من أصول سورية.ثم هل يرجع التغيير في توجه القناة لعودة العلاقات المغربية الإماراتية بفتح قنصلية لها في العيون  ومزاحمة ربما مستقبلا قطر  في الاستثمار في الأقاليم الجنوبية؟ ،ويتساءل آخرون لماذا تقاعست قطر في فتح قنصلية لها في الأقاليم الجنوبية لحد الساعة؟
فيصل القاسم ليس وحده في القناة الذي تحامل على المغرب بل قبله  الصحفية الجزائرية خديجة بن قنة ،وهنا نسجل غياب أي دور للصحفيين المغاربة العاملين بهذه القناة لدعم  وحدة المغرب على أراضيه . قد يتذرع البعض بالالتزام بالخط التحريري للجزيرة  الذي تتحكم فيه إدارة قطرية  تراعي مواقف الدول المساندة للإمارة وتوجهاتها ،لكن الخرجات الإعلامية لفيصل القاسم وخديجة بن قنة، تؤكد فشل الصحفيين المغاربة العاملين في القناة في تشكيل لوبي يدافع عن مصالح المغرب ووحدته الترابية. ماينطبق على الصحافيين المغاربة العاملين في الجزيرة،ينطبق على زملائهم العاملين في قناة فرنسا 24 التي أصبحت منذ مدة تخدم توجهات النظام الجزائري  فيما يخص قضية الصحراء المغربية، رغم أن العديد من الأساتذة والسياسيين المشاركين في البرامج الحوارية في هذه القناة استطاعوا تصحيح العديد من المعطيات التي تريد هذه القناة تمريرها للرأي العام الدولي المتابع لهذه القناةسلوك الصحفيين في القناتين معا الجزيرة وفرنسا24بالعربية، يفرض على الدولة المغربية لفت انتباه المسؤولين بالقناتين إلى ابتعاد بعض العاملين فيهما عن الحياد والخروج عن الموضوعية في تغطية الأحداث المتعلقة بالصحراء المغربية. وكيف ما كان الحال، فالمثالان معا يوجدان في دولتين  تحترمان حرية التعبير، لكن الحفاظ على مصالح الدولتين الاقتصادية والسياسية معا في المغرب،يعتبر من الأولويات  بالنسبة لفرنسا وبالنسبة لقطر  التي وقف معها المغرب في محنتها بعد الحصار الذي فرضته  دول  أعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
يبدو أن الحرب الإعلامية  قد تلعب  دورا كبيرا في التعبئة  وتأليب الرأي العام الوطني والدولي فيما يخص قضية الصحراء، وعلينا كمغاربة أن ننتبه لهذا المعطى ونتعامل مع الخرجات الإعلامية في القناتين بالطريقة التي تحمي مصالح المغرب العليا .ولا يمكن التسامح مع ما يجري خصوصا مع قناة الجزيرة ومع صحفيين غير قطريين وفي الأخير، لا بد من الإشارة إلى أن الخروج الإعلامي لفيصل القاسم وخديجة بن قنة،لا يخدم عمق العلاقة القوية بين المملكة المغربية ودولة قطر، وبالتالي من غير المعقول استمرار هذه المناوشات المناهضة للمغرب ومصالحه على مستوى قناة الجزيرة

الكاتب : حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك - بتاريخ : 04/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *