في الفهم الإسرائيلي للحكم الذاتي؟؟؟؟

عبد الله راكز

1/اتفاق»ابراهام»في انتظار الآتي:

بعد أن وقعت الإمارات والبحرين على اتفاق السلام « التاريخي» المسمى باتفاق أبراهام(في انتظار التحاق الباقي الغير مطبع علنا) يلزمنا التّذكير بما سبق أن صرح به الإسرائيليون حول ما يعنيه الحكم الذاتي المُنبثق عن اتفاق أوسلو،والذي ستتكرّم وتمنحه إسرائيل(كسلطة احتلال) للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
في إحدى غزواته الإعلامية،صرح موشي دايان في مقابلة له مع مجلة التايم الأمريكية بالتالي: «»نحن نتصوّر أن من حقنا ليس فقط الإبقاء على المستعمرات الحالية وإنما أيضا شراء مزيد من الأرض وإقامة المزيد من المستعمرات عليها،ولا يجب أن يُنظر إلينا كغرباء في الضفة والقطاع «»
يبلغ هذا الموقف الإسرائيلي ذروة وضوحه في تصريحات نتنياهو أيضا الذي يُؤكد دائما أن الحكم الذاتي للفلسطينيين لن يتم إلا طبقا للمفهوم الإسرائيلي. أما بيغن فقد كرر هذا وأعلنه مرارا من أن إسرائيل لن تنسحب أبدا من و إلى حدود 4 يونيو/حزيران 67.وأن القدس مدينة موحدة ولن تُقسم أبدا مرة أخرى. أما بالنسبة ليهودا و السامرة (الضفة الغربية وقطاع غزة ) فلن تكون هناك دولة فلسطينية.
فكيف إذن،يدّعي موقعوا الاتفاق الإبراهيمي المخزي،أن اتفاقهم هذا أتى لخدمة القضية بإرغام اسرائيل على وقف الضّم؟؟ ما هذا الهراء المفضوح؟؟؟
لا يخفى على أحد أنه بعد مؤامرة كامب دايفيد، انتقل مركز الصراع الأساسي إلى داخل الأرض المحتلة، وأن الحلف الصهيوني/الأمريكي/العربي حاول بشتى السّبل طيلة الفترة السابقة منذ التوقيع على اتفاقية كامب دايفيد انتزاع الموافقة من أبناء الضفة والقطاع على تكريس الاحتلال وإلحاق التّصفية. وهاهو الآن في ظروف الضعف التي تنتاب الوضع السياسي العربي،يبحث عن عملاء يضمن بهم تقبّل المحاولات الحثيثة من لدنه،لإيجاد بدائل عن منظمة التحرير الفلسطينية تقبل بمشروع الحكم الذاتي التّصفوي كما تطرحه إسرائيل وتُدعّمه أمريكا ويُؤيده المحيط العربي المتخاذل.

2/هامش ضروري :

إن ماتم الآن لايُمثل فقط ضربة بالغة القسوة لنضال الشعب الفلسطيني وإنما ضربة موجعة لقوى التّقدم العربية. ويكفي أن مصر(المُسْتسلمة والمُستأسدة على شعبها)مخصومة من موازين القوى ضد اسرائيل في المنطقة ومن ورائها أمريكا.
بل إننا سوف نكون مغفلين إن لم ننتبه بعمق وبأعلى درجات اليقظة،ليس فقط إلى استمرار الأخطار المحدقة بحركة التّقدم العربية بل وأيضا لتزايدها،وتوقّع أشكال جديدة سافرة ومستمرة،للهجمات المضادة التي يمكن أن تقوم بها أمريكا والمؤسسة الصهيونية العالمية والأنظمة الحليفة لها.
لاأحد يمكنه أن يتصور الاحتمالات كلها أو غيرها دون أن يسأل نفسه ومن حوله:كيف العمل؟ولكن قبل السؤال هذا يجب أولا أن تُمْتحن صلابة جبهة التّقدم العربية.

الكاتب : عبد الله راكز - بتاريخ : 19/09/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *