قراءة في تشكيلة الكتابة الإقليمية التي أفرزها المؤتمر الإقليمي التاسع لعمالة وجدة أنجاد

عبد السلام المساوي 

 

تفعيلا للدينامية التنظيمية والسياسية التي انخرط فيها حزب الاتحاد الاشتراكي منذ المؤتمر الوطني 11 في يناير 2022، انعقد المؤتمر الإقليمي للاتحاد الاشتراكي بعمالة وجدة أنجاد في 1 يونيو 2024، المؤتمر الذي ترأس جلسته الافتتاحية الكاتب الأول إدريس لشكر، وكان مؤتمرا ناجحا بكل المقاييس التنظيمية والسياسية.
وقد أفرز هذا المؤتمر قيادة إقليمية جديدة، هذه قراءة في مكوناتها وظائفها وأهدافها:
فوفقا لجدول أشغال المؤتمر تم انتخاب الدكتور عمر أعنان كاتبا إقليميا بالإجماع، انتخاب لحبيب السهلي رئيسا للمجلس الإقليمي، ثم تمت المصادقة على لائحة أعضاء الكتابة الإقليمية التي تم اقتراحها من طرف الكاتب الإقليمي والتي حظيت بالموافقة والتثمين بالإجماع من طرف المؤتمرات والمؤتمرين .
1-إن منح أسلوب صلاحية تشكيل الكتابة الإقليمية للكاتب الإقليمي، قد فرضته اعتبارات عديدة، يأتي على رأسها هاجس البحث عن تشكيل «فريق العمل» المنسجم والمتكامل، ويتمثل الانسجام في أن الكاتب الإقليمي، وهو بصدد تكوين فريقه ، وجد نفسه مضطرا إلى تفادي كل ما يمكن أن يشكل «مضيعة» للوقت بخصوص بعض النقاشات التي قد لا تكون أساسية، لكنها «معرقلة» من زاوية استهلاك الوقت في قضايا قد تكون ثانوية، كما أن التكامل يتمثل في أن الكاتب الإقليمي وجد نفسه مضطرا، مرة أخرى، إلى تنويع اختياراته لتفادي ظهور نقص أو خصاص فيما هو مطلوب لعضوية الكتابة الإقليمية .
وإلى جانب ذلك، فإن التكامل والانسجام سيضفي درجة أعلى على مستوى المراقبة وتحميل المسؤولية أمام المؤتمر القادم، بل وحتى أمام المجالس الإقليمية التي ستنعقد قبل ذلك.
والخلاصة، هي أنه لم يعد أمام أي كاتب أقليمي أن يتهرب من المسؤولية بدعوى عدم انسجام أعضاء الكتابة الإقليمية .
2- حضور قوي للمرأة .. المرأة قاطرة الحداثة؛ تمثيلية وازنة للمرأة في الكتابة الإقليمية 7/ 17؛  خولة دياص، نجاة الصباحي ، حسني بشرى، فاتن زايد ، حمودة فطيمة ، مناسب فاطمة الزهراء ، الفيلالي آمال .
3- حضور دال للشباب …الأفق المستقبلي؛   تمثيلية معبرة للشباب 5/ 17؛  الزياني يونس، الفيلالي آمال، مناسب فاطمة الزهراء، خولة دياص، بشرى حسني .
4- المسؤوليات التمثيلية: عمر أعنان ( نائب برلماني؛  نجاة الصباحي مستشارة جماعية؛   لحبيب السهلي مستشار جماعي ؛
5 – قطاع التعليم العالي … أساتذة جامعيون:  عمر أعنان ؛ سعيد الملحاوي؛  عياد أنس.
6 – قطاع المحاماة … مدافع عن الحريات والحقوق:    آيت أحمد رشيد محام.
7- قطاع الطب والصيدلة …حضور في المجال الصحي:  عياد أنس بروفيسور؛  نجاة الصباحي صيدلانية؛ خولة أدياص صيدلانية؛ مناسب فاطمة الزهراء طبيبة؛  الفيلالي آمال طبيبة.
8- قطاع التعليم … فاعل في التربية والتكوين وقيادي نقابي: عبد المطلب أقشبيل.
9- اطارات بقطاع العدل …فعاليات قانونية:  حمودة فطيمة محررة قضائية؛   فاتن زايد محررة قضائية.
10- قطاع التقنيات: حسني بشرى إطار تقني.
11- قطاع الاقتصاد والإدارة:   الزياني يونس مختص في الاقتصاد والادارة.
12- قطاع المقاولة:  محمد شريف مقاول وفاعل اقتصادي.
13- قطاع التجارة والأعمال الحرة:  حسن حميرة؛ رابحي محمد؛  الحماوي عبد الغني .
14 – التقاعد …تجربة وحنكة؛    لحبيب السهلي؛   العبداوي عبد الله.
إن الكتابة الإقليمية الجديدة تحمل وعيا تنظيميا جديدا ومؤشرات لرؤية سياسية جديدة… ومن ملامح هذا الوعي الجديد، اعتماد مقاربة جديدة في بناء الحزب، توسيع دائرة الانخراط النوعي، تجديد العلاقة مع المجتمع ، إبداع اساليب جديدة للتواصل مع المواطنين وتوسيع المشاركة السياسية… من هنا تروم هذه الكتابة الإقليمية الجديدة، على المستوى التنظيمي والسياسي تحقيق أهداف رئيسة:
– التحضير لانتخابات 2026، اليوم وليس غدا.
-تقوية وسائط القرب.
– تعزيز التموقع في المؤسسات.
– زرع دم وروح جديدين في الاتحاد الاشتراكي باستقباله لمناضلين جدد، وتعتبره استقبالا لفعاليات جديدة وأفكار جديدة.
– الانفتاح على الكفاءات والفعاليات داخل المجتمع والقطع مع أساليب الانغلاق.. إن الاتحاد الاشتراكي ليس بنية منغلقة، ليس أجهزة يتربع عليها زعماء احترفوا السياسة. إن الاتحاد الاشتراكي بيت مفتوح وحق مشاع لكل المغاربة المؤمنين بقيم الديموقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية..
– وعي الكتابة الإقليمية الجديدة بأن الجهاز الحزبي له أهميته في تنشيط الحياة الحزبية، وتدبير الشؤون المحلية، وفي التخطيط للمعارك الانتخابية وتاطير الأنشطة المؤسساتية والنضالات الجماهيرية في الميدان.
-إن هذه الكتابة الإقليمية الجديدة لا تتوخى مجرد الزيادة في عدد منخرطي حزبنا، وإنما تسعى إلى استثمار هذا التراكم التنظيمي في تجربتنا الحزبية من أن نجعل الاتحاد الاشتراكي اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، مجالا حيويا للشباب والنساء والكفاءات الجديدة، مجالا اكثر تفتحت لتعبئة الطاقات وابتكار الحلول واقتراح البدائل. إن هذه الدينامية منهجية جديدة في تدبير العضوية، وهي جديدة بالمعنى الديالكتيكي، بمعنى التطور النوعي.
إن هذه الدينامية التنظيمية، هي في صميمها عملية كبرى، عملية ذات صبغة تنظيمية وسياسية، ولها بعد استراتيجي واضح، لهذا مطروح على الاتحاديين والاتحاديات اعتبار إنجاح المبادرة مهمة تاريخية.. وإنجاحها يقتضي الثورة على العقل الدوغمائي والجمود التنظيمي، يقتضي العقل الجدلي والحركة الدينامية، كما يقتضي تحديثا للبنية الحزبية وتجديدا لأساليب الحوار والتواصل.
إن هذه الدينامية التنظيمية، إغناء للهوية الاتحادية وطريق صحيح لتجسيدها في الواقع، انها مبادرة شجاعة لمواجهة قوى الارتداد والمحافظة.
هناك أمل … قادمون وقادرون .

الكاتب : عبد السلام المساوي  - بتاريخ : 26/06/2024

التعليقات مغلقة.