كلام العقلاء منزه عن العبث

حيمري البشير: كوبنهاكن الدنمارك

 

 

المغاربة شعب يفرق بين الشعب الجزائري والنظام العسكري المتسلط عليه.والشعبان المغربي والجزائري تجمعهما قيم مشتركة وتربطهما أواصر المحبة والتقدير لبعضهما البعض، سكنتهما منذ بداية القرن الماضي، منذ أن حل الاستعمار الفرنسي بالبلدين، هموم وانتظارات وتطلعات مشتركة لم يرتح ضمير الأمة المغربية لما كان يجري في الجزائر  من مجازر في حق هذا الشعب الأبي، من طرف المستعمر الفرنسي، فكان ملوك المغرب عقلاء، ومواقفهم مسجلة للتاريخ، وسالت دماء مغربية غزيرة من أجل استقلال الجزائر.
المغرب وملوكه اعتبروا معركة التحرير ومقاومة الاستعمار الفرنسي في الجزائر معركتهم، واحتضنوا قادة جبهة التحرير الجزائري في وجدة وجبال بني يزناسن، ومدهم المغرب بالسلاح لمواصلة المعركة، لا نريد أن يكون رجال الإعلام في البلد الجار والذين أصبحوا، مع كامل الأسف، مثل الدمى في أيادي العسكر، يحركونهم متى شاؤوا للإساءة للمغاربة ولرموز المغرب، لهؤلاء نقول عليكم أن تعيدوا قراءة التاريخ المشترك فستجدونه حافلا بالمواقف المشرفة للملوك المغاربة، والمغرب دائما ينحى بنفسه عن التدخل في الشؤون الجزائرية، ولم يتجرأ إعلامي مغربي واحد على دعم الحراك في الجزائر، الذي عمر لأكثر من سبعة أشهر، لأنهم اعتبروه شأنا داخليا، وهذا في الحقيقة نابع من حرص المغاربة على استقرار الجزائر ووحدة أراضيها، وبتعليمات من الجهات العليا التي أساءت إليها قناة الشروق، لم تكن الوحيدة التي بالغت في الإساءة لرموز الدولة المغربية بل قنوات جزائرية أخرى، حتى الرياضية منها.
المغاربة خرجوا للشوارع تعبيرا عن فرحهم بفوز الجزائر بكأس إفريقيا في مصر، واعتبروا الانتصار الذي حققه الفريق الجزائري شرفا لهم كمواطنين مغاربة وكبلد جار   كذلك، الإعلاميون والصحفيون المغاربة لن ولم يتجرؤوا بذكر مسؤول جزائري بسوء ولا بقطع الطريق على رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في التواجد في الفيفا كما يدعون، المغاربة حريصون على احترام أواصر المحبة التي تجمع الشعبين وحسن الجوار، وهو سلوك لا بديل عنه. المغاربة يشتغلون في صمت للمستقبل، يبنون بلدهم، ويسعون دائما للتكامل بين الشعبين في كل شيء لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، تجمعنا اللغة والدين والعادات والمصاهرة والدم، ليس هناك ما يفرقنا سوى سلوك الحاقدين، الذين لا يريدون الخير للشعبين معا. معركتنا معا يجب أن تكون ضد الفقر وضد الإرهاب وضد التطرف وضد كل من يريد إثارة الفتنة بين الشعبين،علينا أن نتحمل كامل المسؤولية في نشر الفضيلة عوض إثارة الضغينة والحقد والسموم والفتن، علينا أن نتحمل كامل المسؤولية في إبراز مواقف المغاربة والملوك المغاربة التاريخية تجاه الجزائر وشعبها، منذ القدم، المغاربة كانوا وسيبقون حريصين على حسن الجوار، المغاربة متفائلون بالمستقبل، وسيبقون متمسكين بالأمل من أجل مغرب عربي موحد، فالقوة في الوحدة والتكامل الاقتصادي وليس في المؤامرات وزرع الفتن.

الكاتب : حيمري البشير: كوبنهاكن الدنمارك - بتاريخ : 19/02/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *