لن أقول وداعا سميرة عاشور لأنك لا تودعين، كنت ترحبين دوما

عبد السلام المساوي

 

مناضلة كبيرة تنضاف لدفتر الفقدان والعزاء الكبير …
سميرة عاشور ترحل بغتة وعلى حين غفلة، تتعدد أوجه التأبين والنعي، لكن الكل يجمع على أن الراحلة سميرة عاشور كانت مناضلة استثنائية، وكانت عنوانا للكفاءة والحكمة والهدوء، طيبة ببشاشتها وبشوشة في طيبوبتها…أنيقة فكرا وسلوكا، شكلا ومضمونا.
وترحل المناضلة سميرة عاشور، ترحل فجأة، جسدها أفرغ آخر ما استطاع من نفس، ليسلم أنفاس المرأة الاتحادية المناضلة لفضاءات التاريخ الرحبة والعطرة بأريج انبعاث النيات المخصبة لمشاتل تولد الشمس في مستقبل التاريخ…
وترحل سميرة عاشور، رحيل عصي على قلوبنا لمناضلة اتحادية شابة مشعة، سليلة أسرة اتحادية أصيلة، ظلت وفية في استمرار أداء رسالتها، مهما كانت الظروف شاركت واحتفت بمعية أخواتها الاتحاديات بنجاح مؤتمرهن الأخير، وحضورها بحماسة كبيرة في استقبال الوفد النسائي القادم من شتى الدول والقارات بالمقر المركزي للحزب، لم تفارقها ابتسامتها المعهودة البشوشة، بأناقتها الجميلة، ورقة قلبها، وسعة صدرها الذي لا يعرف مكانا لبذرة حقد أو ما شابه ذلك…
«وداعا سميرة عاشور، سيبقى أصيص القلب حافلا بالجيرانيوم، يتيما، معلقا على حائط الغياب وعلى قماش الأبد، سيبقى اسمك مناضلة إنسانة مثقفة وابنة الأرض التي نزلت بالسياسة من سماء الكتب إلى الأحياء والحارات والشوارع، في القلب خلودك،عزاؤنا واحد… تعازي أميمة وأفرغ الله عليكم صبرا جميلا» جماهري.
أعلم أنك قد اختفيت لكنك لم تموتي…
الاتحاد الاشتراكي، قيادة وقاعدة، يبكي، المرأة تبكي،
الاتحاديات مصدومات وحزينات …
الاتحاديات والاتحاديون يبكون عزيزتهم، يبكون حكيمتهم، يبكون أختهم، يبكون سميرة عاشور…
كانت اتحادية وماتت اتحادية،
كانت اتحادية، أصيلة متأصلة صادقة ووفية…
السلام عليك يوم ولدت، والسلام عليك يوم رحلت، والسلام عليك يوم تبعثين امرأة عظيمة…
كنت معنا دومًا وستظلين معنا دائمًا.
لن نتركك تغادرين، فأنت في بؤرة وجودنا، فأنت مناضلتنا،
لا أريد أن أتذكر، لأنني لا أريد أن أنسى، ولا أريد أن أنسى، لأن الوجود أبقى حتى في الغياب.
سميرة صنو وجود متعدد
وجود في الأعماق
وجود في الأماكن
وجود في الساحات
الضيقة والفسيحة
لن أقول وداعًا سميرة
لأنك لا تودعين
أنت ترحبين دومًا
أنت لا تودعين أبدًا
أنت باقية هنا سميرة
أنت في بؤرة وجودنا
جميعًا
في قلب الزوج والأولاد
في قلب كل اتحادي واتحادية
وفي قلب المناضلات في كل الأمكنة …
أنت باقية سميرة
عظيمة
كما كنت عظيمة
مناضلة كما كنت
اتحادية كما كنت
ضميرا كما كنت
ولم تبرحي
أنت هنا
وأنت اليوم لم تفعلي إلا أن حلقت إلى مثواك في البراري المزهرة لذاكرة الوطن، وهي التي تصون، برفق وفرح، حيوات أمثالك من مولدات التدفق في المجرى العظيم للأمل في أوصال وطن يقاوم الارتداد ويراوغ المطبات ويمضي بهدوء وثبات وبعزم نحو الامتلاء بالحرية والمساواة والعدالة لنسائه…
سميرة عاشور ممتدة في المشترك المديد والعميق بيننا.
سميرة عاشور، سيحفظ لك الحزب أنك كنت من مناضلاته الوفيات له، وقد بذلت من أجل بقاء الوردة مزهرة من الجهد بكفاءة مهنية ونضالية، لذلك لن تذهبي بعيدا تحت التراب، لأنك ستذهبين بعيدا فوق التراب…
سميرة، ذكراك ستزهر وتولد أبدا نفحات الأمل في التقدم نحو حلمك بالوطن الزاخر بالكرامة لنسائه…

الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 17/10/2022

التعليقات مغلقة.