ما بين أكديم إزيك واستهداف المدنيين بالسمارة

نوفل البعمري

في الوقت الذي كانت تستعد عائلات ضحايا مخيم أكديم إزيك تخليد ذكرى استهداف فلذات أكبادهم من طرف مليشيات البوليساريو بذاك الشكل البشع الذي شاهده الجميع، أو الشهادات التي تم جمعها وصولاً للمحاكمة التي تمت في المحكمة العسكرية، ثم بعدها في الغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف بالرباط اللتين انتهتا معا إلى إدانة مرتكبي هذه الأفعال الاجرامية ذات الطابع الإرهابي، والتي مازالت آثارها النفسية على أسر الضحايا من أفراد القوات العمومية، الدرك الملكي والوقاية المدنية…
هذا الحدث الأليم كان يجب أن يُلفت نظر العالم إلى طبيعة تنظيم البوليساريو باعتباره تنظيماً مليشياتياً، إرهابياً…
بعد ثلاثة عشرة سنة من هذه الأحداث ذات الطابع الإرهابي، ارتكب التنظيم نفسه نفس الفعل وإن بشكل مغاير هذه المرة، وهو استهداف مدينة السمارة بمقذوفات أدت إلى استشهاد مواطن مدني وجرح آخر في عملية مليشياتية تشير كل الوقائع إلى أن مرتكبها هو تنظيم البوليساريو الذي يؤكد للمرة ثانية على كون عقيدته التي تأسس عليها هي عقيدة مبنية على القتل الوحشي، والإجرام وهي عقيدة داعشية تفرض على المنتظم الدولي أن يُصنف هذا التنظيم المليشياتي ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية التي يمثل البوليساريو جزءا من امتداداته في المنطقة، خاصة ما بين منطقة الساحل و مخيمات تندوف جنوب الجزائر.
العملية الإرهابية الأخيرة التي انطلقت من الأراضي الجزائرية تجعل من النظام الجزائري طرفاً في أي استهداف للمدنيين في الجنوب المغربي مادام أن ميليشيات البوليساريو تتحرك من داخل الأراضي الجزائرية بالمخيمات الخاضعة لسيطرة الدولة الجزائرية التي تفرض طوقاً أمنيا وعسكرياً على المخيمات، مما يشير إلى تورط النظام الجزائري في هذه العملية الإرهابية، وفي كل التحركات العدائية المحتملة التي قد تنطلق من الأراضي الجزائرية.
ما بين واقعة مخيم أكديم إزيك وواقعة استهداف السمارة بالمقذوفات هناك خيط ناظم بينهما، وهو الخيط الذي يربط بين هذا التنظيم والارهاب الذي يريد استهداف المغرب من جنوبه، وإذا كان مرتكبو الأفعال الإجرامية لمخيم أكديم إزيك قد نالوا عقابهم بالقانون، فإن بلاغ النيابة العامة الذي صدر في موضوع استهداف مدينة السمارة كان واضحاً في إعطاء أوامره بفتح تحقيق قضائي في الموضوع، وهو التحقيق الذي سيصل إلى منفذي هذه العملية سواء اليوم أو غدا… وسيكون القانون في مواجهة الإرهاب.

الكاتب : نوفل البعمري - بتاريخ : 22/11/2023

التعليقات مغلقة.