نتائج كارثية تخلفها مجزرة جنين

سري القدوة (*)

الجرائم الإسرائيلية في جنين ونابلس وغزة لن تجلب الأمن لإسرائيل، والأمن والاستقرار لن يتحققا في المنطقة ما لم يشعر بهما شعبنا الفلسطيني، وطالما بقى تحت الاحتلال، الذي يرتكب جريمته الجديدة في مخيم جنين، حيث ارتقى خلال العدوان عشرات الشهداء وسقط مئات الجرحى وتم تدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين الأبرياء، وما يجري هو محاولة جديدة لإزالة المخيم من الوجود وتهجير أهله.
إن جنين البطلة ومخيمها العنيد الصامد عصيان على الاحتلال وغزواته مثلهما مثل بقية مدننا وقرانا ومخيماتنا .
ما يجري في جنين من استخدام آليات عسكرية ثقيلة، وقصف المنازل والمساجد والمراكز الطبية بالصواريخ، وارتقاء الشهداء، وإصابة المئات، هو مجزرة وجريمة حرب وعدوان وحشي بشع يقترفه جيش الحكومة الفاشية، وتتحمل حكومة نتنياهو العنصرية النازية المسؤولية كاملة.
الشعب الفلسطيني البطل سيتصدى لهذا العدوان، الذي يجري تحت أنظار المجتمع الدولي وأعينه، إذ الأبرياء يُقصفون بالطائرات، ولن يركع شعبنا ولن يستسلم، وسنبقى في مواجهة إلى أن يزول هذا الاحتلال المجرم، وإن جماهير شعبنا الفلسطيني وفصائله مطالبين اليوم بأهمية رص الصفوف وإسناد جنين ومخيمها الصامد، وأن هذا الصمود الأسطوري لن ينكسر .
إن ما تقوم به حكومة الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل، وأن ما تقوم به حكومة نتنياهو من جرائم يصب في مخطط إسرائيلي معد مسبقا لتفجير ساحة الصراع وإدخالها في دوامة عنف وفوضى لا تنتهي ويصعب السيطرة عليها، وما يحدث في جنين مجددا هو نتيجة الصمت الدولي المتواطئ مع حكومة فاشية تتشكل من مجموعة من الإرهابيين من أصحاب السجل الإجرامي، والمجتمع الدولي مطالب رسميا بمحاسبة هذه الحكومة العنصرية وتقديم المجرمين إلى المحاكم الدولية، وفرض المقاطعة والعزل على الكيان العنصري الفاشي ورفع الحصانة والحماية عن إسرائيل ومجرميها .
الحكومة الإسرائيلية تريد حسم الصراع وتثبيت احتلالها باستمرار عدوانها الظالم ضد المدن والمخيمات الفلسطينية، والشعب الفلسطيني يدرك تماما بأن الانتصار حليف الشعوب المظلومة، التي تقاتل من أجل حريتها واستقلالها، وما هذا العدوان إلا حلقة مكملة لما يقوم به المستوطنون من إرهاب واعتداءات .
العالم مطالب بضرورة التدخل لوقف العدوان على أهلنا في جنين فورا والتصدي لقطعان المستوطنين وإيقاع العقوبات الممكنة بحق إسرائيل المعتدية، والتي ترعى الإرهاب وإرهاب المستوطنين، وأهمية مواجهة الاستيطان الرعوي الذي يهدف إلى الاستيلاء على مزيد من الأرض وإقامة المزيد من المستوطنات .

يجب على القيادة الفلسطينية والفصائل العمل على توفير كل الدعم من أجل تعزيز صمود أهلنا في جنين ومخيمها، وأن شعبنا الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء، وسيبقى صامدا فوق أرضه في مواجهة هذا العدوان الغاشم، حتى دحر الاحتلال ونيل الحرية، ونتوجه بالتحية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيم جنين، وفي كل المدن والبلدات والقرى والمخيمات، على صمودهم الأسطوري في وجه الاحتلال الغاصب .
كل هذه الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال ومستوطنوها الإرهابيون لن تحقق الأمن والاستقرار لهم، ويجب على المجتمع الدولي الخروج عن صمته المخجل والتحرك الجدي لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها بحق شعبنا الفلسطيني، ومحاسبتها على كل هذه الجرائم، ولا بد من تحرك المحكمة الجنائية الدولية وسرعة فتح تحقيق جنائي حول المجازر التي ترتكبها حكومة الاحتلال وآخرها مجزرة جنين الدموية .

(*)سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

الكاتب : سري القدوة (*) - بتاريخ : 08/07/2023

التعليقات مغلقة.