نجاح المؤتمر الإقليمي للشبيبة الاتحادية بفاس انتصار للشباب
صابرين المساوي
هنيئا لنا، هنيئا للشبيبة الاتحادية بفاس، التي عقدت مؤتمرا إقليميا ناجحا بمقاييس تنظيمية وسياسية، هنيئا للأخت الشابة المناضلة أميمة الكيتي وهنيئا لكل شابات وشباب الكتابة الإقليمية.
إن حزب الاتحاد الاشتراكي من بين الأحزاب القليلة جدا، التي تعرف تجديدا لنخبها، وقياداتها، عبر التدرج في الأجهزة الحزبية، التي هي بمثابة حاضنات لصناعة القيادات والنخب، ليس للحزب فقط، ولكن للوطن أولا وأخيرا .
إن الشبيبة الاتحادية ساهمت ولا تزال، في ضمان الاستمرارية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبر ضخ دماء في مختلف هياكله، متشبعة بقيم الاتحاد الأصيلة، ومنفتحة على أسئلة الراهن وتحولاته ومتغيراته .
إننا حزب باختيارات تقدمية وحداثية واضحة، ولذلك فنضالنا من أجل الحريات الفردية والجماعية، ومن أجل التحرر ومقاومة كل النزوعات المنغلقة، هو نضال مستمر وهو محدد من محددات هويتنا الاتحادية. وشابات وشباب الاتحاد الاشتراكي مطوقات ومطوقون بأمانة الدفاع عن المساواة الكاملة بين النساء والرجال في القوانين والواقع والمناصب والتمثيليات والسياسات .
الشباب الاتحادي ينتظره عمل كبير من أجل الإسهام إلى جانب كل القوى المجتمعية والسياسية والنقابية والجمعوية في الانتصار لقضيتنا الوطنية، ولا نحتاج إلى التذكير بالأدوار التي لعبتها الشبيبة الاتحادية في هذا الإطار ،
مقدمات سليمة تؤدي إلى نتائج سليمة ونجح المؤتمر الوطني 11 لحزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، ونجح المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية، ونجح المؤتمر الإقليمي للشبيبة الاتحادية بفاس ،
إن الشبيبة الاتحادية كانت دائما مالكة للأفق المستقبلي ومن ثم كانت تستشرف المستقبل وتفعل في الأحداث وكان لها بعد نظر يجعلها تستبق هذه الأحداث وتقود معاركها . وإن الشبيبة الاتحادية واعية بأن بناء الأفق الاتحادي وتجديده مشروط بسيادة الوعي الجماعي، وبسيادة الإرادة الجماعية لدى الاتحاديات والاتحاديين؛ وأن هذا الوعي الجماعي يجب أن يكون سائدا وفاعلا مستبقا للأحداث وليس مسايرا لها ويكتفي بالتعليق عليها .
إن الاتحاد الاشتراكي الوفي لتاريخه الوطني، المتشبع بهويته التقدمية، المستند إلى جذوره الاجتماعية – الشعبية، ليشكل في عالم اليوم قوة سياسية، حداثية، تنخرط بوعي ومسؤولية في المساهمة في صنع مستقبل البلاد، عبر مراهنتها المتبصرة، السياسية والتنظيمية، على دور الشباب، ودور المرأة، ودور الأطر الوطنية، ودور القوى المنتجة في البلاد في استيعاب التحولات الإنتاجية الجارية، واستدماج الثورات التكنولوجية المتواصلة.
من هنا ضرورة النظر إلى أنفسنا وتنظيمنا الشبيبي، وذلك بالانفتاح على المؤهلات والفعاليات المجتمعية المؤمنة بالمشروع المجتمعي الديموقراطي الحداثي ، بعيدا عن كل طموح ذاتي أو مصلحة مادية آنية. على الشباب الاتحادي أن ينتفضوا تنظيميا ويحطموا الأوهام والأصنام، ويكسروا الانغلاق، ليتصالحوا مع الذات، مع المجتمع، مع الكفاءات والخبرات، مع الأطر الجدية والفاعلة، المسؤولة والمواطنة. على الشباب الاتحادي التواصل الفعال مع المواطنين، من خلال الإنصات لمشاكلهم وهمومهم، والتعبير عن تطلعاتهم، القرب من المواطنين وفي الميدان .فالاتحاد الاشتراكي، بتنظيمه المحكم وبرؤيته الواضحة، بمصداقية مناضليه، وبانفتاحه على الفعاليات والكفاءات، قادر على كسب الرهان والمساهمة في البناء والتنمية .
في هذا السياق وبهذه الرؤية، عقدت الشبيبة الاتحادية مؤتمرها الإقليمي بفاس؛
الشبيبة الاتحادية بفاس، أنعشت المشهد السياسي، وأخرجته من الجمود والرتابة، أعطت للسياسة معنى، انتفضت على السبات والاتكالية ..على العبث الذي يتهدد مستقبل الديموقراطية ببلادنا،
أكدت الشبيبة الاتحادية، مرة أخرى، أن الاتحاد الاشتراكي ليس حزبا مناسباتيا..ليس حزبا ميتا ينبعث أو يبعث في موسم الانتخابات، حزب حي في التاريخ بل التاريخ حي به، حزب النضال المستمر، حضور قوي في كل زمان ، كان وما زال وسيبقى،يمارس السياسة بأخلاق ،بشكل مختلف عن كل الأحزاب، الديموقراطية منهج وهدف وليست مجرد انتخابات،
الاتحاد الاشتراكي حي ،الاتحاد الاشتراكي صامد، حزب الممارسة الذي يفكر ..يبادر ..يبدع ،يطرح الأسئلة ويدعو إلى التفكير فيها،الحقيقة نطلبها ولا نمسك بها.لا جواب نهائي. لن يموت الاتحاد الاشتراكي مادام في المغرب إنسان يتساءل ، يفكر، يناضل. إنسان يروم معانقة رفعة المواطنة والقطع مع خسة الرعية .
الشبيبة الاتحادية أغنية يتغنى بها شبابنا وشاباتنا، يعزفون لحن الخلود ويغردون شعارات ليست كالشعارات، شربناك بالنخب حتى الثمل، فارتوى عقلنا بالوعي ،وارتوى قلبنا بالحب، حبيبتنأ شبيبتنا يا مستقبلنا، ارادوك رائدة واردناك خالدة ،جنون عشقك بوصلة لكل شاب وضمير لكل شابة، امنحي لنا جناحا نطير به نحو التقدم، نحو الأزل، حبيبتنا شبيبتنا يا مستقبلنا، سنزرعك في كل الحكم، بذرة في النضال والتربية،عملاقة ترفرفين إلى الشموخ، إلى الخلود،عالية على الرداءة، فأنت الشبيبة الاتحادية يا مستقبلنا، تبقين غالية وشمس كل أمل، نحبك ( اتحادي اتحادي،) نحب الوطن ( منبت الأحرار مشرق الأنوار،)
وانطلق قطار الشبيبة الاتحادية، قطار النضال والتحدي، التصالح مع التاريخ مع الذات، مع المجتمع، مع الشباب، الرصيد التاريخي هو البوصلة.
المضي في الطريق، الإرادة والدينامية، القطع مع الجمود والكسل، الثورة على الانغلاق والانفتاح.
حراك شبابي اتحادي، حراك واعي، دال ومعبر، مغزى عميق، رسائل ورموز،
في كل جهات المغرب، حضور قوي للشباب، الشبيبة الاتحادية هي القاطرة، هي الرافعة، هي المدرسة..هي النخبة، هي القيادة، أمل وطموح، مبادرة وإبداع.
في الأمكنة كلها، في كل الجهات، وفي زمن واحد ؛ زمن الشبيبة الاتحادية. التحضير للمؤتمر الوطني التاسع،مؤتمر للفكر والسياسة، للحوار والتواصل، ثقافة جديدة لشباب متجدد،هنا المؤتمر التاسع،هنا معبد الحداثة، فطوبى للمؤتمرين والمؤتمرات .
إنه الماضي الذي يمتد في الحاضر، رسالة جيل لجيل، المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية سيكون عظيما وجميلا؛ عظيما من حيث المؤتمرات والمؤتمرين كما ونوعا، عظيما من حيث الأهداف والغايات،عظيما من حيث الأوراق التي تروم تفجير الطاقات الإبداعية التي يزخر بها شبابنا،عظيما من حيث التنظيم الجدي والمسؤول، وجميلا من حيث أن المؤتمرات والمؤتمرين هم شباب في عمر الزهور، شباب جميل سيحضر لمعانقة القيم الجميلة، قيم الحب والتواصل والحوار ، قيم التسامح والانفتاح والتآخي، قيم التجديد والخلق والإبداع، شباب جميل يعشق الحياة، شباب اختار معانقة الأمل والمستقبل لذا قرر الانتماء إلى هذه المنظمة العتيدة، الشبيبة الاتحادية، حيث شروط التربية والتوعية، رفعة الأخلاق وسمو المبادئ.
شابات وشباب يقولون لا لليأس، لا للعنف، لا للعبث والشعبوية،منخرطون للانتفاضة على الرداءة وتبديد الظلام، إنهم ورود منفتحة ومتفتحة، سيحضرون ليعلنوا انخراطهم في إنجاح بناء المغرب بلدا ناميا وقويا، حداثيا ومتضامنا..
الشباب الاتحادي، أحفاد المهدي وعمر وكرينة، اتحاديون، اشتراكيون ديموقراطيون،عقلانيون حداثيون، تاريخ وعطاء، نضال وتضحية، فكر وعمل، أيديولوجيا وممارسة، صناع التاريخ، أحياء في التاريخ بل التاريخ حي بهم.
الشباب الاتحادي، يصطحب انتماءه لمواجهة الصعاب..لمجابهة المثبطات، لعناق الأمل، ودائما يحملو دفاتر وورودا، وفي ذهنه أفكار ومبادرات،وعلى كتفه مهام ومسؤوليات، شبان وشابات الاتحاد يكرهون الفراغ،
الشباب الاتحادي يواجه التحامل على الاتحاد الاشتراكي وعلى الشبيبة الاتحادية،ولا يستبعد أن يكون الهدف من هذا التحامل هو خلق الفراغ، والفراغ أقتل من القمع ؛ القمع يمكن أن يكون مجرد فترة وتمر، ويمكن أن يصيب الوهن مرتكبيه، أما الفراغ فهو يقتل القريحة ويستمر مفعوله عدة أحقاب.
الشباب الاتحادي يملأ الفراغ، إن الزمان الفارغ يعدي الناس بفراغه، وحين يكون الشعور هامدا والإحساس ثابتا،يكون الوعي متحركا، وعي بأن السياسة هي انتزاع الممكن من قلب المستحيل،ولكن حيث توجد الإرادة، حيث توجد الشبيبة الاتحادية ويكون الطموح، تكون المبادرة ويكون التحدي، ويكون المؤتمر الوطني التاسع،تكون الطريق المؤدية إلى النتائج، ويقول الشباب الاتحادي :» لا تهمنا الحفر ولا نعيرها أي اهتمام. «
منذ بداية البدايات، منذ 1975، كشف الشباب الاتحادي عن طاقة تمتلك قدرة الصمود، وفي النضال يظلون دائما ودوما متمسكين بطموح النجاح، بإرادتهم وإصرارهم ينسجون نسيجهم المميز « الإرهاب لا يرهبنا والقتل لا يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار «.
الشباب الاتحادي يكرهون اللغة السوداوية والنزعة العدمية، يكرهون الضجيج والشعبوية، يكرهون لغة اليأس والتيئيس ،لا،..هم شباب متفائل، ونجاح المؤتمر الإقليمي للشبيبة الاتحادية يعبر عن هذا الطموح، وهذا الحب اللامشروط للمغرب رغم الكآبة في السماء والأسى لدى الآخرين، قد يكون الماضي حلوا إنما المستقبل أحلى.
الشباب الاتحادي يشكلون استثناء في زمن الكائنات الضائعة،واثقون في زمن التيه، مؤمنون بأن النضال التزام لا ريع، أبناء مدرسة عتيدة، مدرسة تاريخية ، تربية اتحادية نزعت منهم، للأبد، الإحساس بالخوف والاستسلام، كره الانتهازية والانتظارية، وزرعت فيهم الإمساك بمسار حياتهم مهما كانت العراقيل والعوائق، تربية زرعت فيهم الصمود والتصدي، تنفسوا عبق تاريخ نضالي، تربية تعتمد الجدية والصرامة مرات وتعلن الليونة والمرونة مرارا، تمطر حبا حينا، نارا أحيانا..
الشبيبة الاتحادية حضور نضالي قوي، حضور ينشدها كل يوم ويذكرها ويتصاعد في تناغم مع سنفونية وردة اسمها الشبيبة الاتحادية، هي أصلا تأسست ضد الصمت، ضد الظلام، ضد القمع،ضد الاختفاء وراء الأقنعة، أزعجت قوى الشر والفساد، أزعجت المحافظين والشعبويين؛ قوى التخلف والظلام.
تحية للشبيبة الاتحادية على النجاح والتحدي،على الصمود والإصرار،على وضوح الرؤية وعقلانية المنهجية، على المضي في الطريق،شبيبتنا أملنا ومستقبلنا.
تحية للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ابن مدرسة الشبيبة الاتحادية..أحد مؤسسيها وروادها.
إن الشباب باعتباره المستقبل السياسي الواعد لبلادنا الذي علينا في مختلف المؤسسات الحزبية أن نفسح له المجال لاندماج أكبر في الفعل السياسي وتأثيره ، سياسيا وثقافيا، على مستوى الجهات والأقاليم، من أجل تأهيله لتحمل المسؤولية السياسية والقيادية في المستقبل للدفع بعجلة الإصلاح والتحديث ؛
مهام ورهانات الشبيبة الاتحادية على المستوى الفكري والسياسي ؛
-مواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر ومجتمع اليوم ، والاطلاع على التجارب الإنسانية الرائدة في مختلف المجالات بدل التحجر والانغلاق على الذات .
– مسايرة التحولات العميقة التي ساهمت فيها الثورة الرقمية من خلال امتلاك الوسائل التكنولوجية واتقان التعامل مع وسائط التواصل الاجتماعي.
– إن المتغيرات والتطورات المتسارعة تدعو الشبيبة الاتحادية لإقرار التحول الذي ننشده ، خاصة وأن الفرد اليوم أصبح يتحرك كمؤسسة جماعية بفضل العالم الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي، وهذه معادلة صعبة لكنها ليست مستحيلة تواجهنا من أجل سيادة العقل الجماعي بهدف توحيد الأفق والمشروع التنموي والمجتمعي الذي نسعى إليه .
– الانخراط في التوجهات الحديثة للتربية والتكوين بالانفتاح على التخصصات والمناهج المتقدمة التي ستفرز مهنا جديدة ستتطلب جيلا من الكفاءات.
– الاستعانة بالتطورات والاختراعات العلمية في مجال الابتكار والذكاء الاصطناعي لامتلاك الوعي الحقيقي بالتحول الذي ستعرفه البشرية مستقبلا .
-صيانة وتطوير التوجه التقدمي الحداثي بالدفاع عن مبادئ الحرية والمساواة والتضامن ومواجهة الفكر الرجعي والمحافظ، وكل أشكال التعصب والتطرف،
الكاتب : صابرين المساوي - بتاريخ : 16/03/2023