نحن بحاجة إلى إعادة النظر في التعيينات الدبلوماسية

 كوبنهاكن الدنمارك: حيمري البشير

 

على ضوء ماجرى في ألمانياوفي أستراليا، لا نستغرب إذا حدث في دول أوروبية أخرى ،لأننا بصراحة مازلنا بعيدين  كل البعد عن استغلال الكم الهائل من مغاربة العالم  في دعم القضية الوطنية ومازال يغيب التواصل التام بين السفراء والقناصلة المعتمدين مع  الجالية المغربية في العديد من الدول الأوروبية .مازال هناك غياب تام التنسيق والتواصل بين السفراء والقناصلة المختارين لتمثيل البلاد وهم عين الدولة التي يجب أن لاتنام ويغمض جفنها وتبقى مستيقظة  ومنفتحة على الدبلوماسية الموازية  ،ومازالت الدبلوماسية البرلمانية ،لم تتحرك لتجاوز  ماحصل ،الخصوم هم كمشة لايتجاوزون المئات في أوروبا لكنهم استطاعوا اختراق الأحزاب  والمنظمات، واستطاعوا أن يقنعوا وتنخرط معهم المنظمات والأحزاب  في إقناع شعوب أوروبا والعديد من الشعوب في مناطق أخرى بأنهم على حق ونحن على باطل، وأن قضية الصحراء هي قضية استعمار آن الوقت على ضوء ماجرى  في برلين للتحرك قبل فوات الأوان.
مايجري، يفرض إعادة النظر في السلك الدبلوماسي. ومادامت التعيينات في المناصب الدبلوماسية  لاتخضع لمقاييس معينة ولاتعتمد على التجربة ولغة التواصل ،والانفتاح على النسيج الجمعوي وربط علاقة بالكفاءات المتواجدة في العديد من دول العالم، ومادام التعاون والتنسيق بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية البرلمانية والدبلوماسية الموازية، فإن الأزمة كما حدثت مع ألمانيا ستحدث مع دول أوروبية أخرى ،نحن بحاجة في الوقت الراهن إلى التحرك لفتح النقاش والتفكير بجدية لفتح نقاش لإقناع الساسة في ألمانيا بعدالة قضيتنا وليس عن طريق تجميد العلاقات ووقف كل أشكال التعاون يمكن أن نحل المشاكل العالقة  ،لايمكن أن نقبل حقيقة بأب كان التدخل في شؤوننا أو التجسس على بلادنا  ولكن نحن ملزمون بمراجعة تدبيرنا لقضية الصحراء، والدبلوماسية الرسمية ملزمة  بالاعتماد على مغاربة العالم في تدبير ملف الصحراء، ومن غير ذلك ستتعمق الأزمة أكثر، الدبلوماسية الرسمية ملزمة بتدارك الموقف والانفتاح على أكبر من المغاربة المتمكنون من اللغة والمنخرطون في السياسة في بلدان الإقامة  لتجاوز  الوضعية الحالية، والسيد وزير الخارجية  ملزم بالتروي في اتخاذ القرار المناسب وليس القرار المتسرع الذي سيزيد في تعميق الأزمة ولانستغرب أن الذي وقع في برلين برفع علم المرتزقة، سيتكرر في دول أخرى فهل سيجمد السيد الوزير  علاقة المغرب مع دول أخرى.
يبدو أن الأخطاء الدبلوماسية يجب أن لا تتكرر  مرة أخرى،  وعلينا أن ندرس جيدا الواقع ونتحكم فيما يجري  بالتواجد المكثف والنشيط لمغاربة العالم في  كل المنظمات التي تنشط في الدول الأوروبية وتتبنى دعم الشعوب التي تعاني، ولا يمكن أن نقبل أن تدرج هذه المنظمات قضية الصحراء ضمن المناطق التي تعاني من الاحتلال.
إذا في غياب دبلوماسية رسمية فاعلة ومتمكنة من لغة التواصل وفي غياب قناعة لدى هؤلاء الدبلوماسيين بضرورة التعاون والتنسيق مع الدبلوماسية الموازية في الدفاع عن قضية الصحراء وفي غياب تنسيق بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الموازية والدبلوماسية البرلمانية وفي غياب استراتيجية جديدة للخارجية المغرب فلا نستبعد حدوث ما حدث في برلين أن يحدث في العديد من الدول الأوروبية الأخرى وبالتالي يجب إعادة النظر في تدبير دبلوماسيتنا  لقضية الصحراء بالتنسيق التام والكامل مع الدبلوماسية الموازية الفاعلة والمتمكنة..

الكاتب :  كوبنهاكن الدنمارك: حيمري البشير - بتاريخ : 04/03/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *