واقع السلام بين النظرية والتطبيق

بقلم: سري القدوة

إن قيام سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن سينسف اتفاقيات السلام العربية مما يهدد وضع الاتفاقيات الموقعة ما بين بعض الدول العربية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، والضم يعني أن إمكانية إحلال السلام أصبحت مستحيلة وغير قائمة، ولا يمكن أن يتحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسيكرس في المنطقة استمرار الحروب والعدوان وآله الحرب الإسرائيلية وعدم إمكانية السلام بين الدول العربية والاحتلال، ويعيد الأوضاع في المنطقة إلى مربع العنف والصدام واستمرار الصراع والعدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، وإن هذه الخطط الأحادية الجانب غير القانونية ستؤدي إلى زوال حل الدولتين وواقع الفصل العنصري القائم على دولة واحدة إلى جانب عواقب بعيدة المدى، وأن مثل هذه الخطوة ستزيل جوهر وهدف الاتفاقات القائمة مع الاحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتي تقوم على تحقيق حل قائم على دولتين كأساس للسلام العادل والأمن الدائم في المنطقة.
إن أهمية اتخاذ خطوات من شأنها التأكيد على وحدة وقوة الموقف العربي وضرورة اتخاذ قرارات من قبل الدول العربية تكون بمستوى الحدث وتعبر عن قوة الحضارة ولغة المنطق والهدف الثابت المعبر عن أماني وتطلعات الجماهير العربية والإسلامية، وتعبر هذه المواقف عن قوة الحضارة العربية والحق العربي الثابت في القدس والمسجد الأقصى المبارك، من خلال التوجه الواضح للعالم أجمع بتحمل مسؤولياته السياسية والأخلاقية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية وأهمية دعم حل الدولتين لا الدولة الواحدة التي تسعى حكومة الاحتلال لفرضها على العالم بدون وجه حق.
أنه بدون هذه المسؤوليات الأخلاقية والسياسية ستعود المنطقة بأسرها إلى مربع العنف والصراع الذي لا تحمد عقباه، وسيستمر تعزيز الكراهية بين الشعوب بفعل ممارسات الاحتلال والحكم العسكري الإسرائيلي، فلا معنى لاستمرار هذا الصراع ولا استمرار هذا العدوان ولا معنى لاستدامة الاحتلال بشكله العدواني القائم وقد حان الوقت لإنهاء أطول احتلال في العالم وأن يسود التسامح ويعم السلام بدلا من دائرة الحروب الهالكة، ولنعمل من أجل مستقبل أفضل وحياة قائمة على تحقيق العدالة والمساواة ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وفقا للقرارات الدولية وما أقرته الأمم المتحدة بخصوص هذا الأمر على مستوى التاريخ .
أن الموقف الفلسطيني يعبر عن الإجماع العربي والدولي ويترجم مواقف شعوب الأمتين العربية والإسلامية، بكل حكمة وشجاعة واستبسال، في ظل استمرار لغة الصمت وحالة فقدان الوعى وعدم الاكتراث لما يحدث وتغييب الفكر والإعلام والسياسة وتسخير قنوات الإعلام لتفعيل التطبيع المجاني لخدمة الاحتلال وأهداف ما يسمى صفقة القرن الامريكية .
مما لا شك فيه فإن ما اتخذته القيادة الفلسطينية من خطوات عملية لمواجه صفقة القرن عبرت في مضمونها عن قوة المنطق والحضارة والتاريخ، وعكست دائما التوجه الجماهيري والنضالي والكفاحي من أجل التعبير عن أهداف الشعب الفلسطيني وأهمية الحفاظ على الحقوق الفلسطينية والثوابت الكفاحية والأهداف التي تسعى القيادة لتحقيقها وتعزيز العمل المشترك لتحقيق التقدم والحفاظ على الهوية الفلسطينية من التهويد والاندثار والسعى مع الدول العربية والمجتمع الدولي لدعم قيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها والانطلاق لتفعيل العملية السلمية من خلال ما يقره الإجماع الدولي، بعيدا عن صفقة القرن، التي يسعى الاحتلال إلى تطبيقها من طرف واحد وإننا نأمل ونتطلع إلى أن يصل صوت العقل والحكمة إلى كافة المحافل الدولية .

الكاتب : بقلم: سري القدوة - بتاريخ : 24/08/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *