المعرض الدولي للكتاب والنشر بين المكان المجهول والموعد المعلق

صدوق نورالدين

يمكن القول _ و إلى حد كتابة هذه السطور _ ، بأن لا أحد يعرف ما إذا كانت الدورة (28) للمعرض الدولي للكتاب و النشر ستجد طريقها للانعقاد، أم أنها باتت في حكم الإلغاء، و هو ما لم تؤكده وزارة الشباب و الثقافة و التواصل. فعلى المستوى الزمني، ليس ثمة الوقت الكافي لتأكيد تاريخ الانعقاد، إذ لم يعد يفصلنا عن السنة الجديدة (2022) سوى أيام معدودة، علما بأن العادة جرت بأن تنعقد الدورة السنوية بالدار البيضاء في الأسبوع الثاني من شهر فبراير، و بالتحديد بين نهاية معرض القاهرة الدولي للكتاب و انعقاد معرض الرياض بالسعودية ( في السنة القادمة بين مصر ومسقط)، مما يستلزم _ على الأقل _ أزيد من شهرين لمعرفة الدور المشاركة في الدورة و ترتيب الدعوات.
و إذا كانت جميع دورات المعارض العربية للكتاب تأتى لها الانعقاد (عن: 2021)، و كان آخرها معرض العراق الدولي، فإن ما لم يؤكد خبر انعقاد دورة معرض الكتاب و النشر بالمغرب ، إذا ما ألمحت لكون جدولة المعارض العربية التي يشرف عليها اتحاد الناشرين العرب (عن : 2022)، لا تتضمن أية إشارة لدورة معرض المغرب، مما يبين استحالة انعقاده، خاصة و أن معظم الناشرين العرب يحددون مقدما المعارض التي يفكرون في الحضور إليها بغاية عرض إصداراتهم الجديدة.
و كان الاختلاف نشأ حول مكان إقامة الدورة، إذ المألوف و المعتاد أن تكون الدار البيضاء المحتضن الرسمي لمعرض ارتبط باسمها، حتى أن معظم الناشرين العرب يشيرون إليه بمعرض الدار البيضاء، وهو ما اقتضى تشبث الجهات المسؤولة به، في حين اختارت الوزارة في صيغتها الجديدة نقله وبالتشديد استثنائيا للعاصمة الرباط، علما بأن لا أحد يعرف الموقع الذي سيقام فيه.
و إذا كان المكان مجهولا، فالموعد يظل معلقا.
بيد أن اللافت صمت الناشرين المغاربة ، كما الجمعيات الثقافية المهتمة، إذ لم يبادروا إلى اتخاذ موقف، أو إبداء رأي ومقترح، و كأن الأمر لا يعنيهم على الإطلاق، أو أنهم و باستثناء دور في شمال المغرب حيث تحولت عجلة الطبع و النشر( و هو ما أكدته جائزة المغرب) ، ليس لهم ما يمكن أن يقوموا بعرضه من إصدارات ومنشورات تؤكد على الكفاءة و روح المنافسة، و بالتالي فإن لا حاجة لإقامة المعرض..

الكاتب : صدوق نورالدين - بتاريخ : 25/12/2021

التعليقات مغلقة.