علاقتي شخصيا بمخيم سيدي رحال علاقة شبه صوفية… علاقة راسخة في التاريخ والدم والأحاسيس…
كالكثير منا…
نحن في عزاء غير معلن بعد…
المخيم الدولي سيدي رحال يحمل إلى منصة الإعدام قسرا…
والتهمة… دبجت واستوت على مهل فوق نار الخديعة…
هو جزء من شبابي… ووجودي
هو كينونة وعرق وصدى لسنوات عمر يزهر فقط بهوائه…
مدرستي في التربية والوطنية وحب الطفولة وخدمة الشباب..
تسكنني فضاءاته… وتملأ أصواته الطفولية ذاكرتي…
حينما أستحضره… أستحضر كل الأجيال التي مرت من هنا… أطفالا كانوا أم شبابا في عنفوانهم… والحياة في أبهى تجلياتها…
هو أكثر من فضاء للتخييم والتكوين والتدريب…
هو ذاكرتنا التربوية…
هو نوستالجيا بهية، ودفاتر حية في حب الوطن وخدمته…
ها هم أعلنوا إعدامه بجرة قلم… بل بمزاج جهة ما ليس في أجندتها رهان على المستقبل المشرق الذي يستلهم من ذاكرة الفضاءات التربوية أمجاد وطن كبير يشكل مخيم سيدي رحال جزءا من وثيقة غير مادية تشهد أن المغرب لم يكن أبدا فقط وطن الجراح في زمن ما… بل كان وطنا يجمع أبناءه ويقدم لهم بحره ورماله وغاباته وأنهاره… ليظلوا مغاربة بذاكرة حية لا ذاكرة مشروخة…
ها هم بكل قسوة وبكل فظاظة يقررون قتل الماضي الجميل والحلم والمستقبل…
إعدام مخيم سيدي رحال هو قتل للذاكرة الجماعية وتجرؤ غير إنساني على فضاء مشترك تربوي بحجة بيروقراطية…
يا سادة…. لا تقتلوا ذكرياتنا بمبررات بيروقراطية…
يا سادة لا تغلقوا منابع الأمل والمجد بأهواء باطلة…
نذكركم أن العملية جريمة في حق الوطن والطفولة والشباب…
هي صناعة لليأس لفسح الطريق للأسمنت والعبث…
نؤكد لكم أن مخيم سيدي رحال مهما فرطتم فيه واصطنعتم له صك إعدامه على مهمل… فإنكم مذنبون تاريخيا وإنسانيا…
مخيم سيدي رحال… ذاكرة أطفال ورجال…
ذاكرة وطن…
أعيدوا النظر في صك الاتهام…
عطلوا معاول الهدم بتطويق العبث والجشع…
تمهلوا…. فهذا تراث مادي وغير مادي…
فكأنكم تهدمون صومعة الكتبية…
كلاهما في القلب والوجدان…
ماذا ستقولون لجلالة الملك….
نهدمه لأن وجوده مزعج..
لأن الإسمنت لا قلب له…
لأن مسطرة إدارية فخخت مستقبله بعناقيد مفجرة… هنا وهناك…
توقفوا عن العبث…
لا تغتالوا ماضينا ومستقبلنا…
مخيم سيدي رحال في» عار الله والملك»…
حتما من استغاث بجلالة الملك… لا يرد خائبا…
بيننا وبينكم الزمن….
فلا تجتثوا الذاكرة والبراءة..