بلاغ الرابع من غشت 2025، يكشف مكامن الخلل، ويدعو إلى إصلاح عاجل

عبدالله رضوان

في خطوة وصفت بالجريئة والشفافية، أصدر المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بلاغا رسميا تناول فيه الوضع القائم، واضعا الأصبع على مكامن الخلل التي شابت العمليات الانتخابية، والممارسة السياسية ببلادنا، ومسلطا الضوء على جملة من الاختلالات التي أعاقت تحقيق الأهداف المرسومة.
وعبر المكتب السياسي عن الانخراط التام للاتحاد الاشتراكي في هذا الورش الإصلاحي، الذي سيعزز المسار الديمقراطي والتنموي، ويدعم المكتسبات السياسية التي حققتها بلادنا، كما شدد على ضرورة توفير المناخ السياسي بإحداث رجة سياسية لإعادة الثقة في المؤسسات والعمل السياسي. ومن ضمن ذلك تجويد الحقل الحزبي.
إن تجويد حقل الأحزاب السياسية يعني تحسين أدائها، وتطوير أداتها التنظيمية، وتحديث رؤيتها الفكرية، وتجديد علاقتها بالمجتمع. فالحزب السياسي، كي يكون فاعلا في الحياة العامة، لا يكفي أن يحمل شعارا أو يكرر خطابا، بل لا بد أن يتجدد من الداخل، ويستجيب للتحولات، ويصغي بصدق لنبض المواطنين.
في زمن العزوف السياسي واهتزاز الثقة، يصبح تجويد العمل الحزبي ضرورة لا ترفا، ومسؤولية لا مجرد خيار. الحزب الجيد هو الذي يكون نخبا لا تقصي، بل تصغي، ولا تجامل، بل تقوم، نخبا تؤمن بأن السياسة عمل مستمر في خدمة الصالح العام، لا وسيلة للوجاهة أو الطموح الفردي.
تجويد الحزب يعني أيضا وضوحا في الموقف، وشفافية في التدبير، واستقلالية في القرار. ويعني كذلك الانفتاح على الطاقات الشابة، والقطع مع منطق الزبونية والوراثة السياسية، والرهان على التأطير والتثقيف السياسي، بدل الاقتصار على التعبئة الانتخابية الموسمية.
الحزب الجيد لا يختبر فقط في الانتخابات، بل يختبر يوميا في مدى حضوره في قضايا الناس، في مدى قدرته على اقتراح البدائل لا ترديد الشعارات، وعلى ممارسة النقد الذاتي لا تبرير الإخفاقات.
وإذا كان تجويد التعليم والصحة والعدالة من شروط التنمية، فإن تجويد الأحزاب هو شرط ضروري لتجويد الديمقراطية نفسها. فلا ديمقراطية حقيقية دون أحزاب قوية، ولا أحزاب قوية دون مشروع واضح، وتنظيم حي، وأخلاق سياسية…

الكاتب : عبدالله رضوان - بتاريخ : 13/08/2025