في سابقة من نوعها، تفاجأ مجموعة من الفنانات والفنانين بتسريب لدفتر تحملات برنامج دعم المسرح وبرنامج دعم الموسيقى والأغنية والفنون الاستعراضية والكوريغرافية، وذلك بأيام قبل إيداعه بالموقع الالكتروني لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة. إذ كان من المفترض أن تودع جميع دفاتر التحملات، يوم الاثنين 14 فبراير 2022، والتي تهم مجال الموسيقى والأغاني والفنون الاستعراضية والكوريغرافية، والمجال المسرحي ومجال النشر والكتاب، ثم مجال الجمعيات والهيئات الثقافية والنقابات الفنية والمهرجانات الثقافية والفنية.
وإذ نجهل السبب الكامن خلف إخفاق الوزارة في احترام تاريخ نشر دفاتر التحملات بالموقع الرسمي، حيث توصل بها بعض الفنانات والفنانين وشرعوا في تداولها بمجموعات الواتساب قبل موعد النشر المعلن عنه بأيام. فإن البعض اعتبر أن هذا التسريب يساهم في عدم احترام مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المبدعات والمبدعين وبين مختلف التنظيمات الثقافية والفنية التي تشارك في تلبية هذا العرض، ويمنح الأولوية لفئة محظوظة دون غيرها لإعداد الوثائق والأعمال الفنية المطلوبة في أجل مريح. وذهب البعض إلى اعتبار أن تسريب هذه الوثائق كان بمثابة رغبة بعض المشرفين على البرنامج في الأخذ بآراء وملاحظات من بعض المقربين إرضاء للخواطر، في أفق تقديم تعديلات قبل النشر وفق الصيغة النهائية.
وما أكد موضوع التسريب هو توافق الوثائق التي تم تداولها قبل موعد النشر مع الوثائق المودعة بالموقع الرسمي لقطاع الثقافة الشيء الذي يؤكد طرح التسريب قبل الآجال. وفق هذا الوضع، أصبح من الضروري على وزير الشباب والثقافة والتواصل فتح تحقيق أمام هذه النازلة التي لم يسبق لقطاع الثقافة أن شهدها. مع التفكير في إيجاد بدائل آمنة وطرق مناسبة لمحاربة هذا الفعل الذي يضر بسمعة القطاع ويشكك في مصداقية النتائج التي ستسفر عنها اللجن المكلفة بانتقاء المشاريع المرشحة للدعم.
هذا وتجدر الإشارة، إلى أن قطاع الثقافة يطلق سنويا إعلانا لدعم المشاريع الثقافية والفنية في إطار برامج تهدف لدعـم الفنون والنشر والكتاب والجمعيات والهيئات الثقافية والنقابات الفنية والمهرجانات الثقافية والفنية وتنفـيذا لمقتضيات المرسوم رقم 2.12.513 الصـادر في 2 رجب 1434 (13 ماي 2013) المتعلق بدعم المشاريع الثقافية والفنية على شكل طلبات عروض مشاريع، وتطبيقا للقرارات المشتركة لوزير الثقافـة ووزير الاقـتصاد والمالية بتحديد كيفية دعم المشاريع الثقافية والفنية. وقد خصص القطاع هذه السنة منصة لإيداع الطلبات، حيث أن عملية الترشيح ستتم إلكترونيا.

(*) فاعل ثقافي