حنان عشراوي والإساءة للشعب  المغربي

حيمري البشير*

لم أكن أتوقع مطلقا أن يصدر موقف من الدكتورة حنان عشراوي مهندسة اتفاقية أوسلو  ورئيسة الوفد المفاوض  لأكثر من مرة ،وهي التي صافحت سفاحي الشعب الفلسطيني  أكثر من مرة وتعرف قيمة الدعم المعنوي والمادي الذي قدمه المغرب في السر والعلن في الماضي ،وتعلم جيدا ما يقدر  أن يمارسه المغرب على دولة الاحتلال لتحقيق حلم الدولتين  الذي لم تحققه لا الجامعة العربية ولا منظمة المؤتمر الإسلامي ولا روسيا ولا الجزائر  ولا غيرها من الدول .
السيدة حنان أنت تعرفين جيدا قوة التأثير الذي يملكه الملوك العلويين على سدس المجتمع الإسرائيلي الذي سئم من الحرب ويأمل في تحقيق السلام بمبادرة جديدة.أنت تعلمين جيدا ،أن المغرب ملكا وحكومة وشعبا لم ولن يتنازلوا عن حقوق الشعب الفلسطيني ،وأنا على يقين أنك تتابعين ردود الشارع المغربي بكل أطيافه، فهم يتطلعون لمبادرة جديدة قد تعطي أملا للشعب الفلسطيني في تحقيق السلام العادل  في ظل وضع عربي متأزم وفي ظل فشل الأمم المتحدة في إنصاف الشعب الفلسطيني،رغم القرارات الصادرة عن مجلس الأمن .
السيدة حنان،أنت تتحملين مسؤولية الفشل الذي آلت إليه اتفاقية أوسلو. وتعلمين جيدا  أن لا أحد يستطيع فرض سلام يضمن حق الشعب الفلسطيني في ظل الهوان العربي وقوة اللوبي الصهيوني في العالم وفي جميع الدول .
لا، ياسيدتي فموقفك ضد  المغرب  طعنة في الظهر غائرة،لأن  الشعب  المغربي كان دائما مع فلسطين وشعبها، ومواقفه ستبقى في الذاكرة.أن تعتبري المغرب دولة احتلال كإسرائيل، فهذا ما لم يقبله المغاربة الذي وقفوا بالأمس واليوم وغدا كذلك ضد التطبيع .
موقفك ياسيدتي، إساءة للعلاقة التي تربط الشعبين  المغربي والفلسطيني، ونحن متأكدون من أن السلطة الفلسطينية التي كنت جزءا منها ،لن  تكون راضية عن موقفك .
كوني على يقين، أن التواجد المغربي عبر التاريخ كان يمتد إلى نهر السنغال،وأن روابط البيعة كانت تربط الملوك الذين حكموا المغرب قرونا عديدة بالقبائل التي سكنت الأقاليم الجنوبية.وعندما  تضعين الاحتلال الإسرائيلي والتواجد المغربي في الصحراء في كفة واحدة، فقد أخطأت وأسأت للشعبين معا.
والتاريخ سجل عليك. والتاريخ يحفظ مواقف الشعب المغربي لفلسطين وشعبها .
وسنبقى في خندق واحد، نناضل  جنبا إلى جنب من أجل تحقيق السلام العادل

*كوبنهاكن الدنمارك

الكاتب : حيمري البشير* - بتاريخ : 22/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *