فلسطين ووحدة التضامن العربي والعمل المشترك

بقلم : سري القدوة

 

حرصت القيادة الفلسطينية على تمسكها بالعمل العربي المشترك وموقفها الثابت والراسخ منه ومن قرارات الشرعية العربية والدولية لخدمة القضايا العربية المشتركة وتحقيق آمال وتطلعات الأمة العربية من أجل بناء الثقة ووضع استراتيجية شاملة لتحرك عربي موحد يهدف إلى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ووضع حد لأطول احتلال عرفه العالم وهو الاحتلال الإسرائيلي الذي يغتصب الحقوق الفلسطينية ويمارس السطو والسرقة للأراضي الفلسطينية .
إنه في الوقت الذي أكدت فيه القيادة الفلسطينية مرارا وتكرارا أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للأشقاء العرب وحقهم السيادي في قراراتهم ووحدة وتماسك ترابهم الوطني، إلا أنها أكدت أيضًا على مطالبة الأشقاء العرب بالتعامل بالمبدأ نفسه واحترام استقلالية القرار الوطني الفلسطيني واحترام أولوية حقوقه الوطنية الثابتة في فلسطين، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري لأرض دولة فلسطين التي احتلت في الخامس من يونيو عام 1967 بما فيها مدينة القدس المحتلة باعتبارها وحدة جغرافية وسياسية واحدة لا تخضع للمساومة والابتزاز السياسي وفرض الحلول بالقوة غير المنطقية .
تمسك الشعب العربي الفلسطيني وقيادته الشرعية بخيار السلام كخيار استراتيجي لحل الصراع مع الاحتلال على أن يكون أساس عملية السلام هو حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام والمرجعيات الدولية المتعددة ورؤية الرئيس محمود عباس للسلام، من خلال مفاوضات جادة ذات سقف زمني في إطار دولي متعدد الأطراف، لتحقيق السلام الشامل والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل استقلاله الوطني وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وحماية حقوقه التاريخية .
وفي ظل ما وصلت إليه الأوضاع على الساحة العربية وبعد التغير في المشهد السياسي الأمريكي ورحيل الرئيس ترامب وإدارته بات من المهم العودة إلى خيار المفاوضات ضمن موقف عربي موحد حيث يشكل موقف فلسطين المتمسك بتنفيذ المبادرة العربية للسلام قاعدة أساسية للتحرك والعمل المشترك طبقًا لما نصت عليه المبادرة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة كافة دون استثناء، والتأكيد على إنهاء الاحتلال بكافة أشكاله، ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية والطبيعية في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة المتصلة القابلة للحياة ذات السيادة الكاملة عليها وعاصمتها الأبدية مدينة القدس، وعلى أن تكون دولة خالية من المستوطنات الاستعمارية وأي وجود عسكري إسرائيلي، والتأكيد على ما تضمنته ونصت عليه المبادرة العربية للسلام، التي اعتمدتها قمة بيروت عام 2002 والقمم العربية المتعاقبة وآخرها قمة القدس في الظهران عام 2018 وقمة تونس عام 2019 وضرورة التمسك بما أكدته القرارات المتعاقبة لمجلس الجامعة على مستوى القمة والوزاري بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهي وحدها صاحبة القرار الوطني الفلسطيني المستقل وهي صاحبة النيابة عن الشعب الفلسطيني .
إننا وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية نكون بأمس الحاجة إلى وحدة الموقف والتكامل العربي ووضع آليات عمل مشتركة تعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة العمل السياسي الدولي، وما أحوج أن نكون فيه ليس لوحدة الموقف الفلسطيني فحسب، وإنما لوحدة الموقف العربي الواحد الموحد المشترك تجاه قضايا وانشغالات الأمة العربية كافة ومن بينها القضية الفلسطينية والعمل على تحرير الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ووضع حد لمسلسل الاحتلال التصفوى ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها.
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : بقلم : سري القدوة - بتاريخ : 07/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *