فلسفة الجسد من أفلاطون إلى بني كلبون…

جواد شفيق

كنا نأمل أن يقابلونا في القمة، بعد أن امتلأ القاع، ولكن هذه الصورة المظلومة، جاءت لتقول بأنهم القاع بحد ذاته، ولن يقبلوا بغير قاع القاع مستقرا وموطنا…عفنا.
جاءت هذه الصورة المظلومة، لتقول بأنهم قد صدؤوا وباروا أسلحة وحججا وحجاجا وأفكارا … وأعوزهم كل شيء، إلا قلة الحياء ووضاعة الفعل والقول….فانقضوا بسعار منقطع النظير على صورة بريئة، ممثلين بأجساد شخوصها، مشهرين بأعراض وأنساب وأصول وفصول أصحابها .
صارت الفورما، وقياس الأرداف، وقصر التنورات، وصخب الضحكات، ونوعية الملبوسات، وحجم البطون والنهود والمؤخرات، وطبيعة النظرات …موضوع فعل ونقد اجتماعي / سياسي.
تعطل العقل والأخلاق والمروءة والرجولة تامسلميت وتامغربيت والحداثة والأصالة… وكان التركيز المرضي الشديد على شكل الجسد كعيب /سبة .
الجسد، الذي هو إحدى معجزات الله الكبرى، والذي تشكلت حوله «فلسفة جسد « عظيمة منذ ظهور الفلسفة، حولته الحقارة والضحالة والسفالة إلى سفسطة تفكه وتنذر و»نقد واختلاف»…وكأنه لم يبق في الدنيا شيء أوموضوع نتصارع به أو حوله.
«كثيرا ما سألت نفسي إذا ما كانت الفلسفة في المجمل، وحتى اليوم، تأويلا للجسد، وفي الوقت نفسه سوء فهم للجسد « نيتشه -العلم المرح.
وبذلك تكون «فلسفة جسد « قد ظهرت مع سقراط وأفلاطون وتواصلت مع ديكارت، نيتشه، كانط ، شوبنهاور، فوكو، سبينوزا، ميرلوبونتي…، قائلة كلها بأن الجسد فاعل تاريخي حاسم…سابق للروح والعقل والنفس أم لاحق ؟ بمفرده كجسد أم في تكامل مع الروح والعقل والنفس؟
هذه وغيرها تبقى إحدى تباينات هذه الفلسفة.
وبذلك يكون الله والفلسفة والتاريخ قد قدروا قيمة الجسد .
ثم يأتيك مكبوت أو جاهل أو حاقد أو حاسد أو متعصب ، أو هم أجمعين ليجعلوا أجسادا وصورة متهمين إلى أن يثبتوا براءتهم.
الأجساد ماشي هي هذيك !!
والنوايا حتى هي ما شي هي هذيك !!
الأجساد والنوايا تدين أصحابها …والدليل القاطع الدامغ، صورة.
حصلتي أبا ادريس!!!
وهلم بؤسا.
هل جيء بهم من حصة مساعدة على القذف ؟
لا.
هل هي صورة في إحدى كوميساريات إسبانيا؟
لا .
هل في الصورة ما يخدش الذوق والحياء العام ؟
لا.
هل نكتشف إدريس لشكر وجسده لأول مرة؟
لا.
هل بجسد إدريس عيبا أو نقصا ؟
لا .
لعل كبره من كبر حزبه .
هل اشتكى أحد من أبناء، أو رفاق أو زوجة إدريس لشكر من الصورة وما فيها ومن فيها حتى تقوم هذه القيامة الظالمة ؟
لا .
هل يعرف جيش المستمنين هذا من كان برفقة إدريس هناك؟
لا.
هل يعلم قطيع الضباع هذا ذرة معلومة عن السيدتين رفقة إدريس ؟
لا.
هل تدري أسراب الجهلة هذه لم كان إدريس هناك ومع من وسياق الصور المأخوذة ( وهي كثيرة ، اختيرت منها بخبث واحدة أو اثنتين ) ؟
لا.
هل يعي هؤلاء جميعهم بأنها جريمة شنيعة بشعة، شرعا وقانونا وأخلاقا أن يعير الإنسان بجسده ؟
أكيد …نعم.
ولكنهم اقترفوها !!
لاءات كثيرة….تقول بأنهم كانوا ينتظرونه فالدورة.
ليضربوا من تحت الحزام .
فكان الانحطاط الأخلاقي والأدبي والديني والقيمي والإنساني في أجلى تجلياته.
وكان التشهير والتعهير.
فتشنا عما قد تكون اقترفته الصورة ومن فيها من آثام عظام؟
تستوجب كل هذا السم الزؤام.
فلم نجد …
الصورة بريئة مظلومة،
والأجساد كما باقي خلق الله .
ولكن، ولأنه إدريس لشكر
الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي…
إدريس السياسي الشديد،
العائد وحزبه من بعيد…
فكل التفاهات مباحة، وكل الحدود مستباحة…
بما فيها الأجساد/ عطايا الله.
وبذلك تكون فلسفة الجسد قد تدرجت مع هذه القطعان من عهد أفلاطون إلى عهد بني كلبون .

الكاتب : جواد شفيق - بتاريخ : 14/05/2022

التعليقات مغلقة.