في التّحديد التاريخي للقضية الوطنية اللبنانية.. وجهة نظر مغربية

عبد الله راكز

1/ استهلال
غير مباشر:

لن أدخل في التحديد التاريخي المباشر للقضية الوطنية بلبنان، ولكن سأستحضر بعضا مما كتب حولها(خصوصا ولبنان يمر من أزمة سياسية مستعصية يلخص شعارها: الرافد الطائفي المقيت )، والاستخلاص هذا يتمحور في التالي:
أولا، في النضال من أجل الاستقلال، وحق تقرير المصير، وفي النضال لبناء دولة الاستقلال. وثانيا، في الاختيار الحر لطريق التطور. وثالثا، في خلق معادلة صحيحة بين العلاقة مع الخارج، من أجل الاغتناء والتفاعل، وبين المحافظة على الطابع الخاص في الثقافة وفي كل ما يتصل بالمميزات الخاصة وبالهوية والانتماء إلى شعب وقومية.
في ضوء هذا التلخيص للمسألة الوطنية، أنتقل إلى تحديد مفهومي للقضية الوطنية في لبنان، ففي اعتقادي هناك خمسة عناصر مكونة لهذه القضية أبرزها كالتالي:
العنصر الأول، هو ما يتصل بتحديد وتأكيد انتماء اللبنانيين إلى وطن، هو لبنان، بحدوده الجغرافية وبتاريخه، وبكل مكوناته، وكل خصوصياته النفسية والثقافية.
العنصر الثاني، هو ما يتصل بالوطنية اللبنانية التي، بالاستناد إليها، يتوحد اللبنانيون في الدفاع عن أرضهم ضد الذين يعتدون عليها، أو يحتلون جزءا منها، والدفاع عن استقلال بلادهم حريتها وسيادتها، والعمل من أجل أن يكون هذا الاستقلال وهذه الحرية وهذه السيادة، كاملة غير منقوصة.
أما العنصر الثالث، فهو ما يرتبط ويتصل بشكل بناء الدولة، التي من دونها لا يتحقق للوطن كيانه واستقلاله، بل تُضعف حتى الانعدام الأسس التي تحدد انتماء أبنائه له، أولا وفوق أي انتماء آخر، من أي نوع، فبناء الدولة في لبنان تحديدا، له أهمية استثنائية في تحديد القضية الوطنية اللبنانية بعيدا عن أي لغط طائفي مقيت.
إن بناء الدولة في لبنان هو أن تكون متحررة من خطرين قائمين: الخطر الأول، هو اندماجها بالطوائف، لذلك لابد من فصل الدين عن الدولة. والخطر الثاني هو، اندماجها بالسلطة، لذلك لابد من اسقلال الدولة عن كل سلطة.

2/في ما يتصل بالنظام السياسي المتهافت:

إنه في ما يتصل بالنظام السياسي اللبناني، يجب اعتبار(تاريخيا وحتى عقائديا وقوميا ) أن لبنان لايمكن إلا أن يكون ديموقراطيا،(وهو ذو بنية فسيفسائية أقواميا)، فالديموقراطية شرط لبقاء لبنان وطنا موحدا، وشعبا موحدا، ومجتمعا موحدا، ودولة موحدة.
أما في مايتعلق بالعلاقة مع « الأشقاء « العرب، استنادا إلى شيء اسمه « الرابطة القومية « الهلامية، ورابطة المصالح المشتركة. ففي هذا الإطار-وفي اعتقادي- لابد من التفريق بين الحديث عن العلاقة مع الخارج أي العربي وبين الخارج الآخر. أقول ذلك لأن الخلل الذي نشهده في علاقة اللبنانيين مع حفظ النسبة بين فريق وآخر بينهم، مع البلدان العربية، بدءا من سوريا وصولا إلى البلدان الأخرى، قد ولد مشاعر لايمكن إلا أن نأخذها بعين الاعتبار، رغم عدم صحتها بالتمام والكمال، بل رغم مخاطر ماتعبر عنه وتشير إليه.
إن العلاقة مع الخارج غير العربي هي من ثلاثة أنواع:
الأول: علاقة عدائية والمثل عليه إسرائيل والدول الأخرى، التي تحاول أن تعتدي على استقلال لبنان، حريته وسيادته.
أما الثاني: فهو علاقة تضامن وتعاون، المثل عليه علاقته ببلدان العالم الثالث.
وفي رأيي واعتقادي، هكذا تتحدد العناصر الأساسية للقضية الوطنية بلبنان وبشكل ملموس.

الكاتب : عبد الله راكز - بتاريخ : 13/02/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *