مجازر الإرهاب الإسرائيلية شاهدة على تاريخهم الأسود

جيل مؤسس من اللصوص والسارقين لبيوت الفلسطينيين هذا ما كشفته وسائل الإعلام الاسرائيلية في أوسع تغطية لها عن جرائم ارتكبت بحق ابناء الشعب الفلسطيني في النكبة عام 1948 حيث نشرت تحقيقات مهمة للغاية تثبت تورط قادة التشكيلات الإسرائيلية بقيامهم بسرقة منازل الفلسطينيين ونهب محتواها وارتكابهم جرائم حرب ضمن الملف الأسود لتاريخ دولة الاحتلال، وان لمثل هذه الجرائم ان تكون شاهدا على التاريخ وتوثق سجل الارهاب المنظم لدولة الاحتلال بحق الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه التاريخية المسلوبة.
شهادات إسرائيلية ووثائق مسربة من سجل الارهاب الاسود يتم نشرها تكشف الوجهة الحقيقي لدولة الاحتلال وتلفت الانتباه حول حقيقة نهب اليهود ممتلكات اللاجئين عام 1948 وممارسة الإرهاب المنظم بحقهم، ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تحقيقا شاملا حول نهب العصابات الصهيونية ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم قسرا استنادا إلى شهادات شخصيات إسرائيلية بما في ذلك دافيد بن غوريون، مؤسس دولة الاحتلال الذي علق على أعمال النهب التي استهدفت عشرات الآلاف من البيوت والحوانيت والمزارع والمصانع الفلسطينية في المدن والقرى التي استولت عليها العصابات الصهيونية بقوله ان « معظم اليهود هم لصوص»، وهو تصريح موثق حرفيا، في محضر جلسة لمركز «مباي»، المحفوظ في متحف حزب العمل الإسرائيلي وعثر عليه المؤرخ آدم راز في إطار بحث لكتاب جديد من تأليفه، يتناول موضوعا مشحونا وحساسا ومتفجرا جدا، كما كتبت صحيفة هارتس تحقيقا حول نفس الموضوع بعنوان سرقة الممتلكات العربية في حرب الاستقلال.
ولعل نشر مثل هذه التحقيقات في وسائل الإعلام الإسرائيلي يكشف جزءا بسيطا من سجل الاحتلال الاسود ويكشف وجه الاحتلال القبيح الذي يتمثل بالإعمال الارهابية والقمعية التي اعتمدتها العصابات الاسرائيلية خلال اقتحامها للمدن الفلسطينية، واستخدامها أبشع الممارسات المحرمة دوليا بحق السكان الامنيين في بيوتهم وترويعهم وتهجيرهم بغير حق عن ديارهم وربوع أوطانهم، وان استمرار لغة الصمت من قبل المؤسسات الحقوقية الدولية او بالمجتمع الاسرائيلي بحد ذاته يعد تستر على هذه الجرائم ومرتكبيها، وان التاريخ لا يمكن تزويره مهما طال الزمن، ولا يمكن ايضا الاستمرار في خداع العالم والتستر على جرائم الاحتلال العنصرية والقمعية وإعمال الارهاب الاسرائيلي المنظم وان هذا يدلل على الانحدار الاخلاقي لدى قادة الاحتلال.
إن أغلب المدن الفلسطينية التي احتلت عام 1948 تعرضت للنهب والسلب وخاصة في يافا وحيفا والقدس وصفد وطبريا، حيث مارست عصابات قادة البلماخ والاتسل والهاغاناة عمليات النهب على نطاق واسع وشامل وباعتراف قادتهم، وان هذه التحقيقات تبقى في نطاق النشر الإعلامي حول ممارسات مجموعات الاحتلال والتي بحاجة للكشف الكامل عن هذه الجرائم ونشر كل الوثائق السرية من أرشيفهم الأسود، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من مجازر أدت إلى استمرار هذه المأساة خلال السنوات الطويلة، وما ألم من معاناة لحقت بشعبنا الفلسطيني وأصحاب الأرض الأصليين من تهجير وسلب ممتلكاتهم وترحيلهم عن وطنهم وأرضهم وتعرض حياتهم للخطر والموت والملاحقة من قبل عصابات مدربة على ممارسة هذه النوع من الاجرام المنظم .
إن صمت المجتمع الدولي واكتفاءه ببيانات الإدانة الشكلية لهذه الجرائم المتواصلة، يشجع سلطات الاحتلال على تعميق استفرادها العنيف بشعبنا، ويسهل عليها تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية، وأن المجتمع الدولي مطالب -أكثر من أي وقت مضى- بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني .

سفير الإعلام العربي
في فلسطينرئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *