ملك ينصت لنبض شعبه

 عبد السلام المساوي

 

الملك محمد السادس عرش متحرك يتربع داخل قلوب الشعب….
« ملك ينصت لنبض شعبه .
لم يكن لدينا فيها شك في الماضي .
وليس لدينا فيها شك في الحاضر.
ولن يكون لدينا فيها شك في المستقبل.
هذا الملك ينصت لصوت شعبه».
هناك إجماع وطني، يوحد المغاربة حول ثوابت الأمة ومقدساتها، والخيارات الكبرى للبلاد، وأولها «الملكية الوطنية والمواطنة، التي تعتمد القرب من المواطن، وتتبنى انشغالاته وتطلعاته، وتعمل على التجاوب معها «، وثانيها، مواصلة الخيار الديموقراطي والتنموي بعزم وثبات.
يقول جلالة الملك عن الملكية المواطنة «يعلم لله أنني أتألم شخصيا، ما دامت فئة من المغاربة، ولو أصبحت واحدا في المائة، تعيش في ظروف صعبة من الفقر أو الحاجة . لذلك أعطينا أهمية خاصة لبرامج التنمية البشرية، وللنهوض بالسياسات الاجتماعية، والتجاوب مع الانشغالات الملحة للمغاربة…»
إن الملكية تمثل النظام الوحيد الذي جمع ووحد المغاربة حول مشروع وطني لبناء الدولة من منطق مغربي خالص، في غياب أي تصورات أو مشاريع يمينية أو يسارية أو غيرها حقيقية للبناء . فهي المؤسسة الوحيدة، التي استطاعت أن توفق بين التاريخ والحاضر من أجل المستقبل، بدون حسابات شخصية أو سياسوية، وإلا كان مصيرها كعدد من الأنظمة في فضائنا العربي والثقافي والجغرافي: الاندثار والتفكك والتطاحن الدموي ….
إن الملكية هي المؤسسة الوحيدة التي أتقنت فنون تدبير التناقضات الداخلية والخارجية، وخلقت توازنا لاستمرار الدولة والمجتمع.
فالملكية المغربية هي ملكية تدبيرية وليست تنفيذية، كما يقول البعض ، ذلك أن الملك يضع التصورات الكبرى ويرسم الخطوط العريضة ليس فقط لتدبير مرافق الدولة ومؤسساتها السياسية والاجتماعية وإنما أيضا يحدد هوامش التفاعل مع المجتمع ومختلف الأفكار الرائجة فيه …
المغرب بقيادة محمد السادس يشق طريقه نحو المستقبل، وهو طريق ملكي …يشتغل، يفتح الأوراش الكبرى .. في إطار « البيعة المتبادلة بين العرش والشعب. «
في الواقع ملك المغرب محظوظ جدا، ومصدر حظه أنه تمرس مبكرا على ما يشغل الحكومات حاليا على الصعيد الدولي: ألا تتحول التدابير الاستثنائية إلى سلطوية، وأن لا ينهار الاقتصاد، ولا يدفع الفقراء وحدهم فاتورة الكارثة أو القوة القاهرة أو الجفاف …
منذ توليه العرش كان الاقتصاد شغله الأول، ووصف « ملك الفقراء « حينها يختزل الكثير من التمثل الشعبي لملك اختار أن ينتصر للفئات الهشة، وحتى مع ظهور التهديدات الإرهابية لم نطبق قاعدة الأمن أسبق من الديموقراطية. وحين هبت رياح «الربيع العربي» كانت الوصفة قد اختمرت: الديموقراطية والنمو والتنمية، وبها خرج المغرب من منطقة الزوابع الإقليمية والوصفة نفسها تعود كل مرة للاشتغال بشكل مكثف ليخرج البلد من حالة الأزمات الاجتماعية والطبيعية .
و«إن علاقة المؤسسة الملكية بالفلاح والعالم القروي ليست علاقة مناسباتية ظرفية، يفرضها انحسار المطر، بل توجه استراتيجي ….فملك المغرب جعل من تنمية العالم القروي وحماية الفلاح من المحن، أحد أبرز مرتكزاته ومحورا أساسيا من محاور توجهه التنموي الاستراتيجي، لذلك نجده يتدخل بشكل دائم وفي كل الولايات الحكومية لتصويب ما يمكن تصويبه، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فلا مجال للخطأ وسوء التقدير في مجال حيوي واستراتيجي، يضمن توازنات النظام السياسي والاقتصادي للبلاد، ما دام أن العالم القروي يغطي أكثر من 90 في المائة من المساحة الإجمالية للمملكة، ويمثل حوالي 40 في المائة من الساكنة، ويضم حوالي 85 في المائة من الجماعات الترابية، ويساهم ب 20 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي».
«يوم الأربعاء الماضي، بحكمة جلالة الملك وبصيرته لتوجيه المؤسسات الدستورية وتصويب أدائها، بما يخفف من تداعيات الشدائد والأزمات، استقبل الملك محمد السادس رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ومحمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري، قصد توجيههما لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تداعيات التأخر في التساقطات المطرية، سيساهم فيها صندوق الحسن الثاني ب 300 مليار سنتيم ، مع تحديد ثلاثة أهداف أساسية : حماية الرصيد الحيواني والنباتي وتدبير معضلة ندرة المياه والتأمين الفلاحي والزراعي، وتخفيف الأعباء المالية عن الفلاحين والمهنيين وتمويل عمليات تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية، علاوة على تمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي .» – الأخبار – العدد 2793- .
«مرة أخرى كان المغرب في الموعد، أمطرت السماء أم شحت، هناك في البلاد خير عميم يقدم نفسه دوما وأبدا غوثا لكل القانطين.
لعله السبب الذي يجعل إيماننا بالمغرب يتعمق يوما بعد يوم .
لعله السبب الذي يجعلنا نشعر باستمرار، ودوما وأبدا – ومهما استكثرها علينا الحاقدون، بأننا محظوظون .
لعله السبب الذي يجعلنا نواصل المسير مطمئنين أننا سنصل مهما قال لنا الغاضبون من هاته الثقة بالنفس المغربية، ومهما استكثروا علينا الإيمان بهذا الوطن وبهذا الشعب وبهذا الملك .
دمنا ولنواصل المسير، في السير هذا والحرص عليه، نكتب الحكاية المغربية نفسها بكل النبوغ . « – كلمة الأحداث ع 7592 –
«الأكيد أن التدخل الملكي لإنقاذ الفلاح من مخالب الجفاف سيؤلم بعض صناع» الهاشتاغات «الذين اعتادوا على الاصطياد في الماء العكر، والانتشاء بالأزمات والتلذذ بالمآسي والاتجار بالكوارث، لكن الحمد لله أن لدينا دولة عريقة بمؤسساتها، ولدينا ملكا يكشف معدنه النفيس في وقت الشدة».

الكاتب :  عبد السلام المساوي - بتاريخ : 22/02/2022

التعليقات مغلقة.